صدقات جبر الخواطر نفسيًا واجتماعيًا
الخميس 21 مايو ,2020 الساعة: 01:22 صباحاً

من الصدقات التي قد لا ندركها صدقات جبر الخواطر، فهي صدقات تقي المخاطر وتزيد الإنسان رقة وتوقظ فيه السلوك الإنساني الحي للممارسة كواقع عملي.. سلوك العطف والحب والرحمة وتفقد الحال وآزاله حواجز الرسميات.


وتلك الصدقات أكثر ما تكون واجبه في أزمنة الحروب والفتن، التي تكون من إفرازاتها، حب الذات والخوف والأنانية وتوقع الأسوأ والإنكفاء على الذات.

ولذلك قد ننصرف ونهتم بصدقات المال نقدا أو عينا ، وننسى هذه العبادة التي إن مارسناها مع من حولنا من أهلنا الأقارب والأباعد وجيراننا وأصدقائنا وبحميمية، سوف تتخفف أعباء الحياة الصاخبة وتستقر النفس القلقة الخائفة الوجلة، وتعيش بطمأنينة وتماسك يعينها كوقود لمواجهة الآلام التي تفرزها الحرب كما أسلفت.

ولذلك مما راق لي حول هذا الأمر، هذه الكلمات والتي انقلها إليكم كما كتبها أحدهم حيث يقول : اقتحموا مَن تُحِبون ، لا تعرضوا عليهم خدماتكم بل اخدموهم، لا تسألوا عن حالهم من بعيد بل اجبروهم على الثرثرة معكم، لا تتركوهم يعانوا الغرق وفي أيديكم قارب النجاة، لعلكم وقعتم في حب أناسٍ يمتلكون الكثير من الخجل، والكثير من الحياء ، والكثير من الحساسية المُفرِطة، والكثير من الخوف من ردة الفعل !

لا تتركونهم يرسمون بمخيلاتهم أشياء معقدة، بطول غيباكم عنهم..

إنهم يفكرون في كونهم بَغيضون، كثيرو الطلب، يُحَمّلونكم فوق طاقتكم، وهذا ما يجعلهم يُعانونَ سِرًا، يخجلون من إظهار نيرانهم، فتحرقهم في صمت..

لا تنتظر، اذهب وبادر وشارِك، وتحدث ، وثرثر، وأطِل النظر بالأعين واحتَضِن، حتى يطمئنوا، وافعل ما يمكنك فعله قبل أن تعرِض المساعدة، ساعِد واقتَحِم صمت مشاعرهم..

ولا تُشعِروهم أنكم هنا لخدمتهم، بل أنتم هنا لأنكم تتمنون لو أنهم يختارونكم لخدمتهم، ومن محاسن الأقدار أن تجمعكم الظروف فتُجري على أيديكم راحة قلوبهم، وأن أعظم البذل لأجلهم أقل ما يُمكِن..

إنهم ينتظرون مَجيئَكم في قلوبهم ومُخيلاتِهم، ولكن لن يطلبونها بألسنتهم أبدًا.


Create Account



Log In Your Account