داعش الذريعة المشتركة بين الانتقالي والحوثي
الخميس 14 مايو ,2020 الساعة: 08:31 مساءً

بررت مليشيا الحوثي إنقلابها على الشرعية بمواجهة داعش والتكفيريين . وتحت الذريعة نفسها برر الانتقالي إنقلابه على الشرعية أيضا. من الواضح أن المخطط واضح ، يقوم على تقويض الاستقرار في اليمن وإثارة الفوضى وتمزيق البلاد . داعش تبرير مثالي لانحراف التحالف العربي عن أهدافه المعلنة التي جاء من أجلها وتحقيقا لأهدافه غير المعلنة .

ولأن تكرار مقولة داعش التي أطلقها الحوثي ستكون غير ذات جدوى في مواجهة الشرعية وتقويض بنيتها ، كان لابد من استخراج العدو من داخل الشرعية ذاتها . فاستعدت الإمارات وهي عضو في تحالف دعم الشرعية حزب الإصلاح وهو عضو في الشرعية التي يفترض أن الإمارات جاءت لدعمها .

هكذا كان حزب الإصلاح الذريعة والمبرر لانقلاب مليشيا الانتقالي . والسؤال الذي يطرح نفسه : أليست الإمارات جزءا من تحالف دعم الشرعية ، والإصلاح جزءا من الشرعية ذاتها ؟ فلماذا إذا تحول هذا الحزب بين عشية وضحاها إلى مجموعة من الإرهابيين ، يجب اجتثاثهم من الشرعية ؟ بالتأكيد لن تستطيع الإمارات تبرير دعمها لانقلاب عدن مالم تشيطن حزب الإصلاح .

وسأشير هنا إلى أمر في غاية الأهمية ، هو أن الرأي العام اليمني أصبح واعيا بحقيقة الإمارات ودورها في تمزيق اليمن ، وأصبح واعيا بالأهداف الإجرامية الخبيثة . وهذا لا يعني إعفاء حزب الإصلاح من أخطاء ارتكبها داخل الشرعية ودفاعه عن كل الاهتراءات التي أصابت الشرعية .

مما لاشك فيه أن الإمارات تتحمل مسؤلية استمرار الانقلاب في صنعاء بحرفها مسار المعركة ودعمها لانقلاب جديد في عدن وتبنيها للدعوات الانفصالية . إن المتابع لمسار الانتقالي ، يقف عند المنعطف الكبير الذي حظي به من قبل الإمارات ، والذي يعد المنفذ الميداني لمخطط عرقلة الشرعية في مواجهة الحوثي .

أقول بوضوح إن الإمارات فرضت أمرا واقعا أرادته وهو تحويل حزب الإصلاح إلى ذريعة لحرف مسار تحرير صنعاء . تحت ذريعة الإرهاب تقوم الإمارات من خلال الانتقالي بأعمال عسكرية ضد الحكومة الشرعية وضد الوحدة الوطنية . تدمير الدولة اليمنية والمجتمع اليمني هدف حيوي لحكام أبو ظبي .

ولست بحاجة إلى القول ، بعد مرور ستة أعوام من الحرب ، لم يقدم تحالف دعم الشرعية أي عمل نافع لليمنيين ، بالمقابل حصلت الإمارات على كل ما تريده ، فنقلت الخراب من عدن إلى سقطرى وبقية المحافظات الأخرى في مشروع تقسيم اليمن وتفتيته .

والغريب في كل ما يجري تبادل الأدوار داخل التحالف والصمت المطبق تجاه الإبقاء على الانتقالي في عدن ومواجهته في أبين . سبق وأن ترك الحوثي في صنعاء ومواجهته في مناطق أخرى يتقدمها محمد عرب من قناة العربية مبشرا بالنصر وهو لم يتقدم شبرا واحدا منذ ستة أعوام .

لقد حصل الانتقالي على اتفاق الرياض وقبله حصل الحوثي على اتفاق السلم والشراكة ، فهل كان ذلك صدفة ، أم أن المخرج واحد والهدف هو منح من لا شرعية له شرعية ونزعها ممن يمتلكها ؟

لم تعد المشكلة في تنفيذ اتفاق الرياض من عدمه ، بل في الذين رفعوا أعلام الانفصال وأعلام دولة الإمارات وتخلوا عن الوطن مقابل مناصب منتزعة بقوة السلاح . أضحت المناصب غاية للترويج الإعلامي وليست خدمة للوطن . لم نسمع عبر التاريخ ولن نسمع أن اتفاقا يجرد جيش الدولة من سلاحه لصالح الانقلابيين إلا في اتفاق الرياض . والسؤال الذي يلح علينا : إلى متى ستستمر الحكومة اليمنية في مصادرة شرعيتها الوطنية ؟ وإلى متى سيستمر التحالف في دعم الإنقلابات تحت ذريعة إستعادة الشرعية ؟ قد يطول الوقت أو يقصر ، الأهم أن الشعب اليمني واعي لكل ما يجري ولن تنطلي عليه مشاريع التدمير التي تستهدفه وتستهدف وجوده.

*نقلاً عن صفحة الكاتب في فيسبوك


Create Account



Log In Your Account