دورات التاريخ لا تقبل التوقف أو النسخ
الإثنين 11 مايو ,2020 الساعة: 11:10 مساءً

ما لم يفهمه البعض، أن مسار التاريخ العربي المعاصر، بدأ يتشكل في الوطن العربي بثورة الربيع، مع أهمية موقع الوطن العربي للعالم فلا أحد يستطيع الفصل بين الأحداث جغرافيا في عصر صار فيه العالم بيتا واحدا.

ومن الخطأ توهم الناس، بأن الربيع العربي انتهى بسكون الشارع العربي أو كسره؛ فما تم هو بداية الفصل الأول الذي يبدأ بصراع الثورة المتفجرة من العمق، المنطلقة إلى المستقبل وبين الثورة المضادة المتشبثة بالماضي.

هو صراع طبيعي، سينتهي بتبخر كل مكابر لا يستوعب قوانين التاريخ وجبروت الأيام من معتنقي الثورة المضادة فاقدة الخيال.

إنهم يقفون بغباء في قلب التيارات العاصفة وأمام هبوب الرياح الموسمية، كتعبير عن حالة منهكة تقتات من مخزون الخريف الذي تذروه الرياح ويعصره الوقت، وإصرار الشعوب على وصول المدى.

الثورة كائن صاعد وتيار متدفق يعبر عن الغد، والثورة المضادة كائن شائخ، مصيره الغروب مهما بدأ مدججا بالغطرسة، وتكدس أدوات عفى عليها الزمن، فحتما سيفسح المكان والزمان للمولود، الذي يتشكل بقوة السنن والإرادات الشعبية، عبر الأحداث والصدمات والأوجاع وقوانين الشروق والنماء.

سنن الأيام وقوانين التاريخ، هي من تشكل يومها وريحها التي تفرز رجالها ودولتها وثقافتها الخاصة، وهي دورات ماضية بطبيعة السنن وقوة القدر لا تقبل التوقف أو النسخ.

وكما قيل:(لكل يوم شمس وريح ودولة ورجال)

سيدور الزمان دورته لتبدأ صفحة جديدة من صفحات الشعوب، وكلما طال الوقت نضجت الفكرة وخرج المولود معافى من الأمراض الوراثية المعيقة لحركةَ الحضارة، وسيتاح للشعوب العربية فرصتها الحتمية كي تأخذ مكانتها ودورها الحضاري الذي يليق بها.

إن للزمان دورات إجبارية، تستنفد القديم المتهالك بطبعه، لصالح الجديد المتجدد بذاته.


Create Account



Log In Your Account