إعلام الشرعية المعتل
الأحد 03 مايو ,2020 الساعة: 02:23 صباحاً

لا يحتاج أي متابع يمني لتعقيدات التفتيش الدقيق عن تأجند قيادة اﻹعلام الرسمي المتسببة لرخاوة وتوهان وخلخلة إعلام الشرعية والذي يفترض اﻵن وقبل أي وقت آخر أن يتحول ﻹعلام حربي جاد جدا كجزء من معركة مصير يمني وحدوي جمهوري ضد الانقلابات الخارجة عن القانون وأخواتها المصنوعة دوليا ومعاد تصنيعها إقليميا وتطويرها محليا برؤى تتواكب وطبيعة الواقع المحلي "جيوسياسكري" هذا جزء من خطة إبادة جماعية للشرعية ولتكويناتها الرسمية ومكوناتها السياسية وكياناتها الحربية التي لا يزال ملايين اليمنيين شمالا وجنوبا "سواء من هم تحت سيطرة الشرعية أو الانقلاب السلالي الحوثي أو المجلس الانتقالي وأحزمته ونخباته وغير هذا وذاك.

إعلام الشرعية الرسمي "المؤجند" -ليس احتمالا- كشريك فاعل في تمييع القضية الوطنية، وتضييع مفرداتها الحساسة بمفردات اجتهادية ليست موجهة تصوغها عوامل اجتهادية وأغلبها ليست استقصائية بعيدة عن خطة الإعلام الرسمية كمسئولة ابتداءا وانتهاءا عن أنساق ومسارات الإعلام الشرعي بما فيها حتى قنوات فضائية ووسائل إعلامية أهلية وخاصة بمختلف تنوعاتها وتخصصاتها وتوجهاتها وهي أكثر مطالبة بتنفيذ توجيهات الإعلام الرسمي وتحديدا الحربي والمطالب هو الأخر بوضع محددات خطابية رسمية حربيا وسياسيا وأخرى بحسب كل متطلبات المعركة المشتركة "الحديثة" بقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة وفريقه القيادي عسكريا وسياسيا، ضمن قيادة التحالف العربي التي ليست اﻷهم بهكذا جانب يتعلق بخطاب الشرعية اﻹعلامي "كالحربي" مثلا بنسبة مؤثرة في صياغته أو توجيهه ولكن هذا حين يكون إعلام الشرعية هو قائد ومؤثر للمعركة بمؤثراته اللا بروبغاندية ولا حتى "صحافية" رغم احترافية "الوزير الصحاف" في أكبر معارك المصير العراقي ضد تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة من شارك فيه قرابة ثلاثين دولة تتصدر بعضها مراتب متقدمة بالتصنيف العالمي عسكريا ومنها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وأخرى، قد لا يعلم الكثير من ذلك وزير إعلام حكومة الشرعية ووكلائه وكل أجنداته اللوجستية ومطابخه الإعلامية وذبابه اﻹليكتروني نتيجة لفارق الوعي الذي لا يتمتع به الوزير المدلل الغارق حد التغريد الفراغي في منصته الصغيرة في تويتر أو في حساباته اﻷخرى الموزعة بين منصات ميدياتيكية لامعة وأخرى "ملمعة" وهذا هو الحال، الذي أوصل إعلامنا الشرعي الحربي إلى هكذا انهباط وانحطاط وإحباط، برز ذلك من شواهد هنا أو مشاهد هنالك، ومن إسقاطات هابطة لبعض فريقه الإعلامي الرسمي والذين أثبتوا رداءة اختيارهم ضمن الفريق القيادي للإعلام الرسمي، ومن فشلوا في اختباراتهم الشفوية من يفترض ألا تهبط لهكذا تسطيح إعلامي تمييعي يغرد خارج السرب الوطني المسئول، ناهيك عن نتائج اختباراتهم التحريرية المتفقة شكلا مع عدم تحررهم من العدمية أو الادعائية أو السطحية وغياب المسئولية، وموضوعا مع فشلهم في قيادتهم اﻹعلامية والمنوط بها صناعة خطاب تحرير اليمن من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وتفاصيل أخر.


طالما ومسئولية اﻹعلام الرسمي لحكومة الشرعية هي مسئولية أخلاقية ووطنية بالمقام اﻷول يجب على الوزير وطواقمه قياديا وإداريا ومؤسساتيا وكل المرتبطين بوزارته في سياق المعركة الحالية إعادة اعتبار الدور المسئولون عنه مهنيا كموقف يضعهم أمام عدة خيارات لن تكون اﻷسوأ منها استدعاء وزير اﻹعلام للتحقيق معه ﻹيضاح الخلل الحاصل إعلاميا سيما "إعلاما حربيا" وهذا خيار لابد من التفكير به من قبل القيادة السياسية أو رئاسة الحكومة أو ربما من قبل الشعب اليمني الباحث أكثر عن الحقيقة.


Create Account



Log In Your Account