الأجانب بالصين في زمن كورونا
الثلاثاء 28 أبريل ,2020 الساعة: 05:29 صباحاً

في بداية ظهور وباء كورونا، سارعت مختلف دول العالم إلى إجلاء رعاياها من الصين، ومالبثت تلك البلدان التي انتشر فيها الفيروس إلى طرد الأجانب من أراضيها، في صورة عكست الإرتباك والتسرع في القرارات الخاطئة، والتي كان لها الأثر الكبير كما يقول متابعون ومختصون صحيون في تسارع إنتشار كورونا حول العالم.

في الصين كان الأمر مختلفا رغم أنها الدولة الأولى التي عرفت فيروس كورونا، وكان من الطبيعي أن تكون أكثر إرتباكا في التعاطي مع المشكلة.

رأينا ، كما رأى العالم بأسره، كيف تعاملت جمهورية الصين الشعبية مع المحنة الوبائية منذ لحظاتها الأولى بمسئولية عالية، وبنظرة شاملة لم تقتصر على مواطنيها فقط، كما فعلت دول أخرى، ولمسنا نحن المقيمون في الصين كيف وفرت السلطات الرسمية للجميع دون النظر إلى جنسياتهم أو أعراقهم، كافة الخدمات والمؤن اللازمة خلال الحجر الصحي، وكيف قدمت أرقى مستويات الخدمات الطبية لمن أصيب بالفيروس، سواء كان من الصينيين أو من غيرهم، لكنها لم تجد بدا أمام رغبات كثير من الدول والأجانب من ضيوفها بمغادرة الصين والعودة إلى بلدانهم، إل أن تلبي تلك الرغبة، وسهلت هذه العودة كأحسن ما يكون ونستغرب اليوم تلك الأقاويل، التي يرددها الساسة هنا وهناك، ومحاولاتهم المحمومة لتحميل اللوم على الصين في انتشار الوباء في العالم، فقط لأنها استجابت لتلك الرغبات الملحة للدول بإعادة مواطنيها الى الديار .

الحكومة الصينية، التي كانت تصارع وحيدة في مواجهة الفيروس لأسابيع وأشهر، فيما اكتفى العالم من حولها بالمشاهدة والتندر وإجلاء كل دولة لمواطنيها من البلاد ولنفترض مثلا بأن بكين رفضت الإستجابة، ومنعت مغادرة الأجانب لأراضيها حسب ما يقوله البعض الآن بأنه كان القرار السديد والمنتظر من الصين لكن، هل تتصورون كيف سيكون الهجوم عنيفا عليها إذا ما تعرض البعض من تلك الجاليات الأجنبية للإصابة بالوباء وتوفي على إثر ذلك؟

لقد كانت الضغوطات الخارجية هائلة على الصين وهي في أوج مكافحة الوباء، لكن ذلك لم يؤثر أبدا على صوابية الموقف الصيني، ومضت في نهجها الواضح في مواجهة الفيروس والتعامل الحكيم مع تداعياته وما أحاطت به من ظروف وأحداث وها هي اليوم، تسجل نجاحا مشهودا يرسم بارقة أمل عريضة لبقية شعوب الأرض في إمكانية الإنتصار على الفيروس، لذلك يتوجب اليوم على أبناء البشرية ترك المماحكات والخلافات جانبا، والعمل للإستفادة من هذه التجربة الصينية الرائدة في مكافحة الوباء، باعتبارها من حملت راية البشرية بكل جدارة واستحقاق، في هذه المعركة الحاسمة ضد واحد من أخطر التهديدات لحياة الإنسان على هذا الكوكب.
-------------
طالب دراسات عليا يمني مقيم في الصين 


Create Account



Log In Your Account