عن رحيل الدكتور أكرم عبد القادر سعيد
الثلاثاء 28 أبريل ,2020 الساعة: 02:46 صباحاً

خبر محزن تلقيناه الليلة وهو رحيل الدكتور اكرم عبد القادر سعيد، الثائر والإنسان والسياسي الرفيع والقيادي بالحزب الاشتراكي اليمني.

لقد كان أكرم سياسيا نقيا، وحزبيا نافعا بمعايير الوطنية الصادقة، التي تتجاوز الحواجز المصطنعة والعصبيات الصغيرة، لصالح بناء وطن كريم ودولة قوية تمثل الوطن وكل اليمنيين ..

حزين على صاحبي وصديقي أكرم هذا الرحيل المفاجئ، في وقت يكون الوطن في أشد الحاجة إلى هذه النوعية النادرة من القادة الذين يضعون قلوبهم على الوطن بدائرته الكبيرة، بعيدا عن الدوائر الصغيرة التي صنعها التخلف السياسي، لتتحول الألوان السياسية التي يفترض أن تثري النضال وتحقق الأهداف الكبيرة الجامعة الى عوائق ومعيقات بفعل بروز ثقافة قاصرة لا صلة لها بجوهر النضال، ولا علاقة لها بتراكم التجربة الحزبية باعتبارها وسائل لخدمة الوطن ورفع الأداء السياسي وليس غايات على حساب المشروع الوطني.

الدكتور أكرم هو نجل القيادي الكبير في الحزب الإشتراكي وأحد المؤسسين للحركة الوطنية ومن أهم رواد العمل السياسي الذي سبق زملائه في الرؤية الوطنية الجامعة منذ منتصف القرن الماضي، وتجاوز مثالب وعيوب التخندقات الحزبية التي تتحول الى روافع للإستبداد، عندما تفقد بوصلة العمل المشترك، وهي رؤية مبكرة طرحها ونال بسببها الكثير من المتاعب وحفظ له الزمن صوابية مواقفه التي تحولت الى برنامج عمل وقاعدة للقاء المشترك الذي أسسه الشهيد جار الله عمر ومحمد قحطان، استكمالا لحركة التنوير المشترك الذي قاده في الستينات عبد القادر سعيد وزملائه في الحركة الوطنية، وفي مقدمتهم عبد محمد المخلافي وعبد الحافظ نعمان وعبد السلام مقبل.

قال عنه الشهيد جار الله بعد زمن من رحيله :

عبدالقادر سعيد كان الرجل الأكثر نضجاً وتطوراً في الحزب.

كتبت عنه منذ ٢٠١١م عدة مقالات باعتباره أهم الزعماء الذين يمثلون الحلم والمشروع الوطني.

اقتربت من ولده الدكتور أكرم كثيرا ونمت بيننا علاقة تواصل وصداقة لم تنقطع، واستفدت كثيرا من أفكاره والأمل الذي يحمله كعنوان لحياته اليومية وفي كل المنعطفات الضيقة ..

ورأيت فيه هذا المشروع الجامع وروحا نقية وعقلا نظيفا و أملا قائما، وهما كبيرا على مستوى الوطن وكأنه امتداد لتاريخ والده والقيادات التي عبرت الساحة الوطنية مسرعة كالبرق وأخذتها الأقدار قبل اكتمال مشروعها الذي كان سيوفر الكثير من الوقت ويحرق المراحل نحو وصول الوعي الجمعي الى النضوج والقرار الصائب، الكفيل بحماية المنجزات ومواجهة التحديات العاصفة، وفي المقدمة تحدي التفتيت الذي يلعب عليها المحتل الخارجي، والمستيد الداخلي ويبعثرون عبر قاعدة (فرق تسد) مع غياب الرؤية الوطنية الجامعة بكل الأوراق لخدمة مشاريع التخلف والدمار.

 

رحم الله الدكتور أكرم عبد القادر سعيد والعزاء موصول لوالدته المناضلة وأسرته الكريمة ولنا جميعا.



Create Account



Log In Your Account