الانهيارات الصخرية تهدد بقطع طريق "هيجة العبد" والتسبب بكارثة للسكان
الأحد 19 أبريل ,2020 الساعة: 07:38 مساءً
خاص

حذّر سائقو المركبات وسكان محليون من إمكانية حدوث كارثة إنسانية في حال تجدد سقوط الصخور والحجارة من المرتفعات على طريق "هيجة العبد" الواصل بين محافظتي تعز وعدن.

وقال محمد غلاب، وهو سائق شاحنة، إن الانهيارات الصخرية التي تساقطت أمس السبت على طريق هيجة العبد أعاقته من العبور، واضطر للانتظار لنحو أكثر من 3 ساعات إلى حين فتح الطريق.

وأضاف غلاب لـ"الحرف 28" أن عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة والحلول الجذرية للطريق يضاعف من معاناة المسافرين والشاحنات، لاسيما وأن هذا الطريق يعد المنفذ الوحيد لمدينة تعز.

وأكدت مصادر محلية وقوع انهيارات صخرية بسبب تساقط الأمطار مساء أمس السبت مما أدى إلى إعاقة حركة السير وتكدس عشرات المركبات.

ولم تسجل أي إصابة رغم أن بعض المارة والمركبات أيضًا كانوا قريبين من مكان الانهيار.

وأكدت المصادر إعادة فتح الطريق بشكل جزئي بعد قيام الأهالي بإزالة الصخور والأتربة التي تساقطت على الطريق.

لكن الانهيارات الصخرية التي تتساقط بين حين وآخر لا تزال تهدد بإغلاق الطريق في أي لحظة مع هطول الأمطار وتدفق السيول.

وقالت المصادر لـ"الحرف 28" إن تساقط الصخور على الطريق تسببت مطلع ابريل الجاري في مقتل سائق شاحنة. مشيرةً إلى أن غياب الحلول والاجراءات ستؤدي إلى كارثة إنسانية بحق مئات المسافرين الذين يمرون عبر هذا الطريق.



وتعد الانهيارات الصخرية من الظواهر الطبيعية التي تتعرض لها مناطق عدة باليمن بشكل دوري خصوصًا في موسم تساقط الأمطار.

ومنذ الاثنين الفائت تشهد عدة محافظات يمنية هطول أمطار غزيرة أسفرت عن مصرع وإصابة عشرات أشخاص وانهيار المنازل وتضرر الشوارع والأحياء السكنية والمحلات التجارية وجرف عشرات السيارات.

وكان مركز الأرصاد الجوية في اليمن حذر أمس السبت، من زيادة احتمالية الانزلاقات الصخرية والطينية وتدفق السيول. وقال في بيان إن "حالة عدم الاستقرار مستمرة في أجواء البلاد وستكون أكثر شدة خلال الـ48  ساعة المقبلة".

ويتهم سكان محليون السلطة المحلية بمحافظة تعز بالإهمال واللامبالاة في القيام بإجراءات تحد من تكرار إغلاق طريق "هيجة العبد" بسبب الحوادث المرورية وتدفق السيول.

ويقول علي أحمد وهو أحد أهالي المنطقة لـ " الحرف 28" إن دور السلطة المحلية يكاد يكون غائب حتى أنها لم تكلف نفسها عناء رفع الصخور من الطريق.

وأشار إلى أن الاصلاحات التي نفذتها السلطة المحلية في طريق "هيجة العبد"  خلال الاشهر الماضية تأثرت بشكل كبير بسبب الأمطار والسيول، لافتًا إلى أنها باتت بحاجة إلى اعادة صيانتها من جديد.

وفي منتصف يونيو 2019، توقفت أعمال مشروع  "الصيانة الطارئة وإعادة تأهيل هيجة العبد" إثر خلافات نشبت بين الجهة المنفذة للمشروع، والسلطة المحلية بتعز.

وتعاني طريق هيجة العبد، من الحفريات والتعرجات الوعرة الأمر الذي تسبب في توقف حركة السير أكثر من مرة وإغلاق الشريان الوحيد الرابط بين تعز وعدن، للحصول على الامدادات والسلع.

وتقع طريق "هيجة العبد" على منحدر جبلي يصل ارتفاعه إلى 3 آلاف متر عن سطح البحر، وفيه يتواجد نحو 25 منعطفًا.


وفي منتصف مارس الماضي بدأت المرحلة الثانية من الصيانة، إلا أنها تعثرت وسط اتهامات متبادلة بين الجهة المنفذة للمشروع والسلطة المحلية بعدم تنفيذ جملة من الشروط والالتزامات المتفق عليها بين الطرفين.

وقال مصدر حكومي، مفضلا عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، إن المرحلة الثانية من الصيانة بدأت العمل واستمرت لقرابة عشرين يومًا ألا أنها توقفت بسبب عدم تحويل سير الشاحنات والمركبات إلى طريق كربة البديل عن طريق هيجة العبد.

وأضاف المصدر لـ"الحرف 28" أن مؤسسة الطرق والجسور (الجهة المنفذة) تتهم سلطات مديريتي المقاطرة والشمايتن بعدم تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم في مطلع مارس الماضي.

ويتضمن الاتفاق عدة بنود أبرزها: " منع مرور الشاحنات الكبيرة، والتزام السلطة المحلية للمديريتين بإيقاف حركة السير، فيما تقوم مؤسسة الطرق والجسور باستكمال أعمال المرحلة الثانية من الصيانة خلال الفترة المبرمة بعقد العمل المقدرة بثلاثة أشهر إلى جانب تلافي القصور والاخطاء التي رافقت المرحلة الاولى من المشروع".



Create Account



Log In Your Account