الحرية لخالد
الأحد 19 أبريل ,2020 الساعة: 03:43 مساءً

علاقتي بالصديق خالد الرويشان تمتد لأكثر من ربع قرن من الزمان ،منذ كان شاباً ملؤه الحيوية ،واحد الوجوه الودودة في مقيل استاذنا الجليل عبد العزيز المقالح واحد القُراء المميزين فيه.


تولى رئاسة هيئة الكتاب في العام 1998 فأعاد اليها روحها- بعد موات طويل- فصارت، في عام واحد ، الواجهة الرسمية لصناعة الكتاب وتسويقه ، بإصدارها مئات العناوين ليمنيين وعرب في الادب والثقافة والفكر والفنون والترجمة.

وحين تولى وزارة الثقافة في العام 2003، في حكومة عبد القادر باجمَّال الثانية ، راهن الكثيرون على فشله لقلة خبرته، لكنه إستطاع وفي عام واحد تحويل صنعاء الى واجهة حقيقية للثقافة الجديدة وللمثقفين الرواد.

طلبني بالاسم لأكون ممثلاً لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين في هيئة تسيير نشاط  عاصمة الثقافة العربية، معتمداً على طاقم شاب ومتحمس في اعداد البرامج وتنفيذها خلال عام كامل ،حين غدت "عاصمة للثقافة العربية 2004".

ازدهرت في هذا العام ، صناعة الكتاب وورش الفنون والموسيقى والعمارة والمهرجانات الثقافية والأدبية التي كان يشرف على كل التفاصيل الدقيقة في تنفيذها، وجعل لصندوق التراث والتنمية الثقافية وظائف حقيقية في دعم الأدباء والمبدعين وأنشطتهم، في تلك السنة ومتبوعاتها، التي بقي فيها وزيرا للثقافة والسياحة حتى مارس 2007.

إتفقنا واختلفنا في وجهات نظر ومواقف ، لكنه بقي "خالد" المثقف المُحب الصادق لهذه البلاد، التي يفكك ترابها ويهتك نسيجها الثقافي والإجتماعي والحضاري تجار الحرب وامراؤها.

منذ أزيد من خمسة أعوام سخَّر قلمه الشجاع لنقد تجار الحرب ورعاتها ومسيري أدواتها في الداخل ، ولنقد ظاهرة الإستبداد والتجويع التي يقودها حكام صنعاء منذ إنقلابهم على العملية السياسية، ولنقد فساد وهشاشة وإرتهان ما يسمى بـ"الشرعية "وحكومة الفنادق ، وقارع خطاب المليشيات وسلوكها في الشمال والجنوب مُعرِّيا زيفها الديني والطائفي والمناطقي، فصار، هذا القلم السلس والنافذ ، المعبِّر الحقيقي عن أحلام الجائعين والمضطهدين في كل الجغرافيا اليمنية شمالها والجنوب.

واليوم يُختطف من منزله في صنعاء التي لم يبارحها منذ لفت البلاد غمامة الحرب السوداء.

الحرية لـ (خالد الرويشان) المثقف اليمني الشجاع.


Create Account



Log In Your Account