الصحة العامة مقابل الحق في العزلة والخصوصية
الجمعة 10 أبريل ,2020 الساعة: 04:49 مساءً

نشرت قناة الدي دبليو الألمانية فيديو يضع تساؤلا: هل ستوافق على الاشتراك في أحد التطبيقات الهاتفية التي يتتبع خطواتك لحمايتك من الإصابة بفيروس كورونا.

عندما تقترب من شخص مصاب فإن التطبيق سيعمل على تحذيرك.

ألمانيا تعمل على تطوير هذا التطبيق ومن المحتمل أن يدخل حيز العمل بعد شهر من الآن.

ستكون أنجيلا ميركل من أوائل المشتركين في هذا التطبيق. وحتى الآن يبدو أن سياسة هذا التطبيق ستكون طوعية ولن يتم إلزام الأشخاص بالتسجيل في التطبيق.

مسيرة قوانين الخصوصية الإنسانية التي ابتدأت في العام 1902 منذ مطلع القرن الماضي ستشهد تغيرات كبيرة في الأشهر القادمة.

قبل ذلك الوقت وأواخر القرن التاسع عشر وتحديدا في العام 1980 كتب المحاميان وارين وبرانديز في مدينة بوسطن الأمريكية مقالا جدليا حول ضرورة أن توجد مساحة للخصوصية الإنسانية.

جاء المقال عقب سلسلة من المقالات التي نُشرت في مجلة ثرثرة خاصة بالمجتمع الراقي ببوسطن، كانت تصف هذه المقالات حفلات العشاء الفاخرة التي يقيمها المحامي وارين، وكانت قد التقطت من قبل متطفلين على الحياة الخاصة بواسطة الكاميرات حديثة الصنع آنذاك.

في المقال وضع الكاتبان مخاوف من أن التقدم الحضاري التكنولوجي يهدد العزلة والخصوصية الإنسانية وقد يُحدث هذا التطفل ألما معنويا في الإنسان قد يفوق الألم الجسدي لأن شعور التطفل يفقدك مساحة الأمان الاجتماعي.

مخاوف المقال لم تتحول إلى نصوص قانونية إلا بعد أن قدمت امرأة في عام 1902 شكوى بأن صورتها استخدمت على منتجات الدقيق لأحد التجار دون موافقتها.

عند هذه النقطة أفرد القانون الأمريكي مساحة خاصة لمفردة الحق في الخصوصية وقد تطورت خلال أكثر من قرن لتشمل مفاهيم متعددة وواسعة.

هذه المنجزات قد يُطاح بها الآن عند دخول العالم مرحلة جديدة من مخاوف الصحة الشخصية.

في طريقنا للهروب من الموت والمرض والأوبئة سنترك خلفنا هذه الضرورات التي توفرها لنا مشاعر الخصوصية الإنسانية والحق في أن تُترك وشأنك، سنتنازل عن العزلة والاختباء والأمان الشخصي الكامن خلف الحياة العفوية البريئة وسنصبح مكشوفين تماما وغير محميين لأننا قد نكون قريبا مواطنين في دولة "اﻷخ الأكبر".


Create Account



Log In Your Account