دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في اليمن الخميس وسط اتهامات للحوثيين بالخرق واستهدافهم لمواقع الجيش اليمني والأحياء السكنية. وأعلن التحالف بقيادة السعودية مساء الأربعاء أنه سيوقف إطلاق النار بشكل شامل في اليمن اعتبارا من الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش الخميس ولمدة أسبوعين قابلة للتجديد. وبحسب التحالف الذي يقود حرب في اليمن لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا ضدّ جماعة الحوثي فإن هذا الإعلان يأتي دعمًا لقرار الحكومة اليمنية بقبول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا"، وفق الوكالة السعودية الرسمية للأنباء (واس). وفي 26 من مارس / آذار الماضي، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الأطراف اليمنية إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة التزاماتهم بوقف إطلاق النار، التي أعلنوها استجابة لدعوة الأمم المتحدة. وأوضح التحالف أنّ الهدنة تهدف إلى "تهيئة الظروف الملائمة (...) لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين وفريق عسكري من التحالف بإشراف المبعوث الأممي". وجاء إعلان التحالف بعد ساعات قليلة من دعوة الحكومة اليمنية الشعب الى الوقوف خلف الجيش ومساندته في تحقيق الانتصارات على مليشيا الحوثيين في جبهات مأرب والجوف والبيضاء. ومنذ الأسابيع الماضية تشهد جبهات عدة بالبلاد معارك عنيفة بين قوات الجيش والحوثيين تمكنت خلالها القوات الحكومية من إحراز تقدم ميدانيً على أكثر من جبهة. ولم تفصح جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران عن موقفها بعد من إعلان التحالف، لكن قيادات في الجماعة تحدثوا مساء الأربعاء عن وثيقة تحمل رؤيتهم لوقف الحرب في البلاد. وقال القيادي البارز في الجماعة، محمد علي الحوثي "الحلول المجتزأة أو الترقيعية لا يمكن القبول بها". وأضاف الحوثي على حسابه الرسمي بموقع التدوين المصغر "تويتر": "سلمنا لمارتن (المبعوث الأممي) رؤيتنا لوقف نهائي مبنية على حلول مكتملة".
خرق الهدنة
ومضت أكثر من 15 ساعة على دخول هدنة التحالف حيز التنفيذ لكن اتهامات وجهت للحوثيين بـ"خرق" وقف إطلاق النار واستهداف مواقع الجيش في محافظة مأرب شرقي البلاد. وقال موقع "سبتمبر نت" الناطق باسم قوات الجيش اليمني مساء اليوم الخميس، إن قواته بدأت بالالتزام بتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي التي تقضي بالاستجابة لدعوة وقف إطلاق النار. وأضاف أنه "منذ الساعات الأولى لسريان وقف إطلاق النار، قام مسلحو جماعة الحوثي بقصف مواقع قوات الجيش في جبهات صرواح وهيلان غربي محافظة مأرب، بالمدفعية الثقيلة". ولفت إلى أنه بالتزامن مع ذلك، قام الحوثيون بحشد عناصرهم وآلياتها القتالية في الجبهات ذاتها. وبحسب موقع الجيش، وجه الرئيس هادي بالاستجابة لدعوة وقف إطلاق النار الذي يجري سريانه اعتباراً من اليوم الخميس، في تمام الساعة (12.00) بالتوقيت المحلي/ (9.00 ت. غ)، استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا. ولم تُسجّل في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أي إصابة بعد بفيروس كورونا. واعتبر وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، الخميس، مبادرة وقف إطلاق النار فرصة سانحة لإنهاء حرب الحوثيين "العبثية" وتوحيد الجهود لمجابهة خطر تفشي جائحة كورونا. وأشار الحضرمي في تغريدات نشرها حساب وزارة الخارجية بتويتر إلى أن" رفض ميليشيا الحوثي مبادرة التحالف لوقف إطلاق النار يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها لا تريد السلام". وفي أكثر من مرة توصّل الحوثيون والتحالف والقوات الحكومية إلى وقف لإطلاق لكنّ هذه الهدنات انهارت في كل مرة مع تجدد المواجهات والغارات الجوية. وقال المحلل السياسي اليمني محمد عبدالسلام إن "الحوثي غير آبه بالهدنة التي أعلنت اليوم ويهاجم في كل الجبهات". وأضاف في تغريدة على حسابه بموقع تويتر إلى أن الهدنة "قرار سياسي وان كان من أعلنته العمليات المشتركة في التحالف لأن الهدف انساني يتعلق بمواجهة كورونا". وأشار عبدالسلام الذي يرأس مركز أبعاد للدراسات، إلى أن القرار على الأرض هو "قرار الجيش والمقاومة وهم من يقيموا الوضع دفاعًا أو هجومًا!". وللعام السادس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات التابعة للحكومة ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014. وأوقعت الحرب عشرات الآلاف من القتلى والجرحى منذ بدء عمليات التحالف في 26 آذار/مارس 2015، بحسب منظمة الصحة العالمية وجعلت حوالي 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما بات أكثر من 10 ملايين شخص يعانون من سوء التغذية، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق تقديرات الأمم المتحدة.