أصحاب النظارات المقعرة في زمن العدسات اللاصقة
الإثنين 23 مارس ,2020 الساعة: 06:04 مساءً

عندما تتعرض أي أمة أو شعب لأي حدث خطير تتجه الأنظار طبيعيا للرجل الأول داخل الدولة ليطمئنها ويشد من عضدها ليثبت لها أنه كان القوي الأمين الذي استأجرته.

وبعد ذلك تتجه الأنظار للجهات المختصة للاستماع الى توجيهاتها وإرشاداتها وماذا أعدت للقارعة التي حلت بها.

وثالث الأمر ينظر الشعب كيف تتحرك القوى السياسية والإقتصادية لمواجهة الزلزال الذي حدث وسيجرف الجميع.

السؤال: هل تستطيع تلك الجهات فعل شيء للشعب؟

وهل هي مؤهلة لمواجهة جائحة كورونا أو لمواجهة حمى الضنك؟

للإجابة على ذلك، نجد غياب كامل لكل الجهات المسؤولة عن اليمن، فحين زلزلت الأرض زلزالها في اليمن وأخرجت أثقالها لم نجد قيادات الدولة بجانبنا.

مثلا : التقارير تشير أن كورونا يقتل ٢٪ من الحالات التي يصيبها إذا حدث لها مواجهة جادة في مراحلها الأولى.

السؤال مرة أخرى: كم فتك وقتل منا الحصار، وكذلك الحرب الداخلية، والإهمال، من قبل الرئيس، وحكومته؟

من سنوات مضت وأحداث وقعت لم نرى أي حضور لرئيس الجمهورية أو أفراد حكومته الذين قد دخلوا أصلا بحجر سياسي من سنوات.

فمثلا (الحصار) الذي يقيمه التحالف أو الحصار على تعز إضافة الى (الحرب الداخلية) كم قتلت من الشعب اليمني؟

الحصار أغلق أجواء اليمن وما يعنيه ذلك من حرمان للمعرفة وانقطاع يخلف المآسي، وزادت الحرب الداخلية أغلقت المدارس والجامعات والمعاهد الفنية وأخرجت النخبه الإدارية والسياسية خارج الوطن والبقية أصبحت حبيسة بيوتها خوفا أو رفضا أو استبعادا.

 

واستكمالا للخراب، تم إفراغ اليمن من نخبها إذ عمل الخليج بمكر مقصود، باستيعاب الدكاترة والأطباء وكثير من الكوادر في جامعاته ومؤسساته وهي النخب التي كانت تمثل القوة الناعمة باليمن والتي خسرت اليمن لأجلهم المليارات طوال أكثر من نصف قرن من التعليم بلحظة شيطانية نفقد كل ذلك.

اليوم الطبيب، أو المهندس، أو الطيار، أو الإعلامي، الذي يتوفى لا يتم تعويضه ونحتاج مرة أخرى لنصف قرن لتعويضهم، فالمنح الدراسية قد توقفت تماما والتعليم بالداخل تم القضاء عليه والكوادر التي لا تزال بالجامعات الخارجية مؤكد أنهم لا يفكرون بالعودة للوطن. هناك استنزاف لقوانا الحقيقية ومقصود ومتعمد وعلى مسمع ومرأي من القيادات المسؤولة.

إن الحصار والحرب الداخلية أشد وطأة على اليمن من كورونا، بل حتى من السلاح النووي الذي لو كان استخدم ضد اليمن لكان أرحم بنا لأن الحصار يقتل بدون ضجيج إعلامي الملايين، وبخسارة أقل واسألوا العراق المحاصر ماذا حل به أكثر من 5 ملايين لاجئ ومثلهم نازح ومليون قتيل غير الأمراض والمعاقين والتكلفة المالية المستقبلية لكثير من الاحتياجات.

الأحزاب والنخب، للأسف، تلبس النظارات المقعرة بزمن العدسات اللاصقة خاصة النخب الحزبية (تعز) وهي ترى وتعلم جيدا حقيقة الأخطار وأثرها حاضرا ومستقبلا على اليمن بشكل عام وتعز كجزء منها دفعت حتى الآن الكثير.

رغم كل ذلك، إلا أن الأحزاب تعلن حرب الكل ضد الكل ونعيش بتعز حصار آخر داخلي وصراعات بين أقطاب الشرعية أفقدتنا المناعة الفكرية ولم نعد نعرف من معنا ومن ضدنا. إننا نعيش مسرح اللامعقول.

مع كورونا نجد العجب، فالحضور القوى كان لوزارة الاوقاف بكل صفحات التواصل، نرى منشوراتها وهي تذكرنا بالإسلام حين فرض العزل وأن عدم الذهاب للجوامع هو عين الصواب.

وكأننا اليمنيين شعب المدينة الاسلامية الفاضلة ولا نعيش إلا في المساجد عباد ساجدين راكعين قانتين تفيض أعيننا من الدمع لما نزل من الحق.

مع العلم أننا أكثر شعب منفلت ولا ضوابط له بدليل الخراب وسفك الدم مع بعضنا لدرجة اطأن اليمن بعد سوريا بانعدام الأمن عالميا.

بعد وزارة الأوقاف، نجد المؤسسة العاملة وناقلة الكوارث في العالم (النقل) البري والجوي.. نقرأ عن وصول طائرات من الهند ومصر ودخول باصات من السعودية، يعني يغادروا من دول غنية قادرة على القيام بالواجب والتعامل مع الفيروس أو على الأقل تحد من انتشاره ويخرجون الى بلد، بلا حكومة بلا مؤسسات بلا خدمات بلا صحة.

فمن أمر أن تفتح أبوابنا ومن أعطى التعليمات للإستقبال؟

هل هناك نية للاسترزاق بخلق جبهة موت جديدة؟

كل المطلوب من الحكومة أن تكون محترمة ولو لمرة واحدة وجادة بهذه الظروف وأم يغلقوا المنافذ الجوية والبحرية والبرية.

وفي تعز، كل ما نطلبه حاليا من الأخ المحافظ، التشديد على منافذ تعز من الدخول والخروج،

وبالنسبة لكورونا نقول كما قال رئيس وزراء إيطاليا:

أن الله خير حافظ وأننا نرفع موضوعه الى السماء لأننا نعلم عجز أهل الأرض.

 


Create Account



Log In Your Account