اتجاه اجباري نحو الخلاص
الأربعاء 11 مارس ,2020 الساعة: 09:19 صباحاً

مع ما يتم إحرازه من تقدم لاستعادة الدولة اليمنية من أيدي مليشيا الإنقلاب، والاقتراب من الخلاص النهائي من كابوس الانقلاب، تبرز بين لحظة وأخرى صراعات جانبية تسيطر على المشهد لبعض الوقت، وتأخذ من اليمنيين جهداً ووقتا، ووسط هذا كله ينبغي أن لا تنحرف البوصلة اطلاقاً، وتظل تشير للفاعل الحقيقي، فلا ننسى السبب الأول، والمتسبب الرئيس في هذه الصراعات والفوضى التي تظهر بين وقتٍ وأخر.

 

يجب ان يظل اتجاهنا اجباريا  نحو "غريمنا" الأول والأخير، فهو من انقلب على اتفق عليه اليمنيون، وأراد فرض قناعاته وتحقيق أطماعه، وأسقط الدولة بمعناها الأشمل والأكمل، ونهب الاحتياطي النقدي، وموازنات الوزارات والصناديق، وقتل واختطف وشرَّد.

 

هو من نهب اسلحة الجيش ووجهها نحو معارضيه، واستولى على أموال الأفراد والمؤسسات، ولأجل ردعه حصل التدخل العسكري لدول التحالف، وما كان سيحصل لولا هذا الانقلاب المليشاوي المشؤوم..

وكل ما سيتركه هذا التدخل العسكري يتحمل الحوثيون وحلفائهم نتائجه في المرتبة الأولى، ولا براءة لمنتهك.

 

في المحصلة فإن هذا الانقلاب هو من أوصلنا إلى انعدام الأمن، وضيق سبل الحياة، وتوقف الرواتب، وعجز مؤسسات الدولة الخدمية عن الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين، وانتشار السلاح المنفلت، وتكوُّن جماعات مسلحة خارج الأطر الرسمية، والاستهانة بحق الإنسان بالحياة والعيش الكريم، كل هذا كانت انطلاقته يوم 21 سبتمبر 2014، وكل ما نعانيه اليوم نتيجة طبيعية لهذا الفعل المشؤوم، وما كان ليحصل لولا هذا الانقلاب.

 

يتحمل الحوثيون وحلفائهم من الداخل أو الخارج  المسؤولية المباشرة عن كل الانتهاكات بحق الشعب اليمني دولةً وشعباً، كما يتحملون المسؤولية غير المباشرة والاخلاقية عن الانتهاكات التي حصلت وتحصل كنتيجة لانقلابهم المشؤوم من قبل طرف كان، ولا نعفي الفاعل ..

 

لن تنحرف البوصلة أبداً ، وسيظل اتجاهنا اجباريا في وجه غريمنا الأول من أسقط دولتنا ..

وما عدا ذلك مجرد أثار ونتائج لا غير.

 

دمتم سالمين.


Create Account



Log In Your Account