سلطة الميليشيات الحوثية في التوصيف السياسي

د.فيصل الحذيفي

المليشيات الحوثية بالتوصيف السياسي ليست أكثر من سلطة أمر واقع قهرية استطاعت أن تستمر في ظل فراغ صنعته الشرعية بكل بلاهة وجعلت حياة الشعب مكشوفة من أي حماية للسلامة والمقاومة غير قادر على النضال مفضلا الصمت إلى حين ..

ماذا لو كانت الشرعية قامت بأدنى واجباتها تجاه الشعب فأمنت المناطق المحررة وعززت فيها الأمن والسلام والعيش الكريم وقدمت كل الخدمات للناس الأمن والكهرباء والماء والراتب والاستثمار الآمن وفتحت الموانئ والمطارات واستقرت فيها واعادت السفارات وشركات الطيران والشركات الاستثمارية  وإعادة الاعمار وصرفت التعويضات ..

وسحبت من الانقلابيين الاتصالات والنت والهاتف الثابت ويمن موبايل والتحكم بالبريد وكذلك ألغت العملة القديمة لإبطال أي مفعول للقرارات الحوثية ..

وعسكريا لو مولت الجيش بالسلاح وحركت كل الجبهات وسيطرة على السواحل والموانئ وطرق المواصلات ..والجبال والشعاب ..

كان اليمنيون عن بكرة أبيهم سينتقلون للعيش في كل المناطق المحررة الآمنة ولن يجد الحوثيون شعبا يحكمونه ..

ولو قررت الشرعية دعم الانتفاضة المسلحة الشاملة في مناطق الحوثيين ودعمت الناس بالمعلومات والمال والسلاح لسقط الحوثيون بالضربة القاضية في أقل من أسبوع ..

لكن تجربة الناس والشعب اليمني في محاولات سابقة في عتمة وحجور والشعاور وبعدان والحيمة والبيضاء والقفر ومناطق أخرى وتم تجاهلهم وتركهم فريسة للقتل والتشريد دون دعم أو مواساة أو التفاتة..

كل هذا الخذلان دفع الناس إلى الصمت والاستسلام إلى حين أن تواتيهم فرصة في تغيير المعادلة تسمح لهم بالانقضاض والثورة.

ليس للانقلاب الحوثي والهاشمية السياسية أي مستقبل في اليمن مهما شعروا بالتمكين وأفرطوا بالعنف ..

سيتم الإطاحة بهم والانتقام منهم في زمن قادم منظور أو بعيد ..

ولن يستسلم الشعب اليمني للعبودية السياسية والاجتماعية والثقافية والحكم الإلهي ..

وعندما تمس الجراحات عظم الجميع دون استثناء وتتهددهم المخاطر ويسقط أمراء الحرب والمنتفعون ستنبت ثورة في الأفق تستكمل المهمة ..

سيتم الإطاحة شعبيا بالسلطة الشرعية قبل الحوثيين ..وسيتم هدم كل البنيان السياسي القديم وإعادة بناء الدولة بشروط جديدة تخص الشعب اليمني ولا تخص السلطة والمتدخل الأجنبي .

اليمنيون ليس استثناء وإن تأخر استكمال الثورة ..