موسم الهجرة الى الشرق
الإثنين 09 مارس ,2020 الساعة: 10:22 مساءً

ما حد أحسن من حد.. هكذا أعلنت جماعة الحوثي.

كانت مليشيات الحوثي طوال خمس سنوات من حربها مع اليمن مؤجلة موضوع الاتجاه شرقا رغم أنها تمددت في معظم مناطق اليمن غربا وجنوبا ووسطا طولا وعرضا، لكنها عندما رأت التسارع المحموم من قبل طرفي التحالف ( الرياض وأبوظبي) وقد عطفوا أمتعتهم ومعداتهم من ميدان الجبهات المشتعلة في تعز والساحل الغربي والضالع والبيضاء واتجهوا بكل ثقلهما نحو المناطق الشرقية، في تقاسم مفضوح لتلك المناطق التي تشهد هدوءا مشهودا ولم تكن ذات يوم ساحة لأية مواجهات في إطار الحرب المعلنة والتي تدخل ضمن هدف عاصفة الحزم التي أعلن عنها أواخر مارس من عام 2015 تحت ذريعة ( إنهاء الإنقلاب واستعادة الشرعية ) وأعلنت الرياض بعد نحو عام باعتبارها قائدة للتحالف الذي انفرط عقده قبل أن يبدٱ مهمته ، أعلنت انهاء عاصفة الحزم وانطلاق عودة الامل وكأن عاصفة الحزم حققت هدفها وأنهت مهمتها مع أنه وحتى اللحظة، وبعد مرور خمس سنوا، لم يكن واضحا ولا معروفا ماهي أهداف ومحددات عاصفة الحزم، ومهمة دول التحالف وماذا تضمن طلب الرئيس هادي للعاهل السعودي أن كان فعلا في طلب للتدخل.. حيث وأن ماصار على الارض من سعي لطرفي التحالف الأساسيين قد انحرف كليا عن مساره وخطه واتجه نحو أهداف وأجندات أخرى غير معلنة لكنها واضحة وجلية ومع تصاعد اعتراضات القوى السياسية والرسمية والشعبية اليمنية على هذا التمدد لقطبي التحالف لتحقيق أهدافهما في المهرة وسقطرى وغيرهما إلا أن الدولتين تعمدتا أن تجعلا أذنا من طين وأخرى من عجين، تجاه تلك الدعوات المناوئة لأنشطتهما، وحين تداعى الأمر بتصاعده فرضتا مشروعاتهما بالقوة المسلحة كما هو حاصل في المهرة وسقطرى وقبلهما عدن.

وبذلك فإن تطورات المشهد الميداني قبل السياسي مؤخرا في الأطراف الشرقية ينبيء أن معركة كسر العظم هي في تلك المناطق النائمة على كنوز من الذهب بأنواعه المختلفة.

ومما لا شك فيه، أن تقدم الحوثيين في نهم والجوف أنتج مسارا جديدا للحرب، يتيح للحوثيين فرص هيمنة أكبر في قادم المراحل عند الشروع في أي مشاورات للحل السياسي والذي يتجه المجتمع الدولي إلى فرضه على الأطراف وغير مستبعد الدور السلبي للمبعوث الأممي والقوى الكبرى في تحديد اتجاه تقدم الحوثيين وسيطرتهم على تلك المناطق الجديدة التي ظلت جبهاتها نائمة طوال فترة الحرب السابقة، ويتجلى ذلك من خلال عدم وجود غرفة عمليات مشتركة للجبهة وتنافر القوات الحكومية المشاركة في المواجهات وعدم تقديم أي دعم لا عسكري ولا مادي لا قبل المواجهات ولا أثناء المواجهات التي استمرت اكثر من أربعين يوما ورفض التحالف القيام بأي إسناد جوي لقوات الشرعية خلال المعارك ، ووصل الأمر الى زرع التخاذل والهزيمة مسبقا، في نفوس الجنود الذين غادر معظمهم معسكراته بعد أن تلكأت القيادات في صرف رواتبهم وأي حقوق لهم لأشهر عدة، يضاف له قيادة جبهة الجوف قد تولتها القيادة السعودية وقائد التحالف" الفريق الركن الأمير فهد بن تركي ولم تكن تحت قيادة الأركان اليمنية، ما أدى إلى تنازع الصلاحيات بشكل كبير بين الوحدات العسكرية على الأرض والقوات التي دفعتها السعودية.

ولعل ما ذهب اليه احمد عبيد بن دغر مستشار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السابق من قراءة للحدث متهما الحكومة والتحالف بالفشل في إدارة المعركة وغياب الرؤية.

وينتج لنا ذلك خلاصة مفادها أم التحالف الذي أدار ظهره للمعركة الحقيقية مع مليشيات الحوثي واتجه شرقا لتحقيق غايات وأطماع أخرى ( وربما أن مشاركة الرياض وابوظبي في عاصفة الحزم كان عذرا لنية مبيتة بهدف السيطرة والاستحواذ على تلك المناطق التي يخطط لها منذ زمن) وجاءت عاصفة الحزم كذريعة للتدخل وعندما طال أمد الحرب التي اعتقدا أنها لن تستمر أكثر من أسبوعين يتم خلالها سحق الحوثيين.. تخليا عن هذا الأمر ورميا بجوانب الدفاع المشترك والقواسم المشتركة والإخاء العربي وووووو. وشرعا في توجيه جهودهما لتحقيق أطماعهما. وهو الأمر الذي أدركته جماعة الحوثي التي كانت خلال خمس سنوات قد جمدت الجبهات الشرقية.. وليس مستبعدا أن يكون ذلك قد تم بالتنسبق مع أطراف في التحالف والشرعية، وجاءت تطورات هذه الجبهات مؤخرا أيضا وفق هذا التنسيق لأهداف مشتركة، وبمباركة أممية ودولية وهذا ما أفصحت عنه زيارة المبعوث الأممي الخاص الى اليمن مارتن غريفيث الى مدينة مأرب وتصريحاته هناك وقبله زيارة وزير الخارجية البريطاني الى الرياض ومسقط.


Create Account



Log In Your Account