إعلان الهزيمة
الأحد 08 مارس ,2020 الساعة: 12:33 صباحاً

من منا من لم يعش تلك الهزيمة الداخلية
من اليوم الاول لعبور الحوثيين من عمران الى صنعاء ، تلك اللحظة التي لو فهمناها بعيداً عن رومانسية المبادئ الثورية في النضال، وحمّلناها بعدها السياسي لربما أننا ما أضعنا ستة أعوام من عمر الجمهورية عبثاً.


ملامح تلك اللحظة كان مؤشراً على غياب قيادة صالحة للحفاظ على الجمهورية وربما الإيمان بها، أفصحت عن ذلك أمثلة لأحزاب أنحازت للفئة المؤمنة الفتية القادمة من عمق خارج مفهوم الجمهورية " الحوثي"، وذهنية ضحلة على رأسها الرئيس الفاقد لأدنى مقومات القيادة " الرئيس عبده منصور هادي "كل تلك المؤشرات على الهزيمة المبكرة تاهت ملامحها وسط حماس ثوري صادق للخلاص من الإمامة والكهنوت والفساد على حدٍ سواء.

وبعد مرور ست سنوات من المواجهات حافظنا على الإمامة والفساد معاً كعوامل طبيعية لإستخدام أدوات فاقدة الأهلية للنضال، الهزيمة التي أعلنها الدكتور الغفوري عاشها كل منا ومنذ اليوم الاول ،كحقيقة.

فلدينا مشروعين : مشروع باطل وزيف تاريخي يتمدد ويتوسع بفعل الصيرورة الواقعية للعمل من عدمه، ومشروع وطني جمهوري فاشل ، ينحسر ويتراجع على الأرض وفي أعماق مناصريه، وهو الأخطر بفعل تفاهة حامليه وفسادهم، المشروع المقابل بلا شك ليس طاهراً ولا نقيا على مستوي الاداء لكنه متماسك حول إيمانه بمشروعه ويستخدم أدوات النجاح بكل اقتدار.

بينما مشروع الدولة والمعترف بها دولياً أتخذ من الشرعية قميصا أو صكا مجردًا بلا استراتيجيات أو أهداف أو خطط ناهيك عن العمل، كل أدوات الشرعية للنصر لقاءات فندقية في الرياض و رؤية ضيقة تنطلق من أن مشروعها قابل للانتصار استناداً لشرعيتها الدستورية دون أدنى محاولات للعمل لا عسكريا ولا دبلوماسيا سوي فضائح فساد مخزيه وتعاقب متوالي للهزائم.


الجوف آخر المدن التي سقطت بأيدي الحوثيين، يبدو أنها مرحلة فاصله في تاريخ الحرب استناداً للوضع في السعودية كقائد للتحالف ووضع الإقليم والعالم.

الملف اليمني لم يعد معنيًا به سوي أبنائه المخلصين من الناس العاديين وربما قلة من السياسين والذي لا يزال الإخلاص وحده عاملا يفتقر الى عنصر الشجاعة والتخلي والإلتحام بالذات الوطنية لمواجهة الشعب اليمني بحقيقة الهزيمة بأدواتها الحالية.

نعم الهزيمة واليأس التي أعلنها الدكتور الغفوري مبرره لحد كبير إلا أن، الخيارات بين إيران و ‏أفغانستان ، والإقرار بالحكم الثيوقراطي هو الهزيمة النفسية الوحيدة التي نملك أدوات مقاومتها ومحاربتها بأسلحة غاية بالبساطة
كالاعتداد بالهوية والكرامة والمساواة وحق الاستعلاء على الكهنوت كفكرة دنيا لا ترتقي لأحقية الانسان بالمنزلة الإنسانية الممتدة للخالق، أن خسران المعركة والحرب معاً ليست مبرر ولا يجب أن تكون أرضية تمهد لحكم المعتدي.

ولأجل ذلك المقاومة بكل الأعراف والقوانين وعبر التاريخ حق وجمال مجردين ، عن النصر والهزيمة، أن فكرة التمسك بالمقاومة نصر بحد ذاته.

أجزم أن هناك التفاف كبير حول فكرة مشروع الشرعية المهزوم لا حول مقاومة الكهنوت ورجال الشرعية وفسادهم ، و سنبحث عن بدائل خارج هذه الشرعية لا خارج فكرة المقاومة. 


Create Account



Log In Your Account