مركز دراسات: اندفاع الحوثيين شرق اليمن متعلق بـ"النفط" والمشاورات مع السعودية
الأربعاء 04 مارس ,2020 الساعة: 04:37 مساءً
متابعات

خلص تقرير جديد لمركز "أبعاد" للدراسات والبحوث، إلى أن اندفاع جماعة الحوثي المسلحة للسيطرة على "نهم" شرقي صنعاء ومحافظتي الجوف ومأرب شمال شرق اليمن يعود لمحاولة الجماعة دفع المملكة العربية السعودية إلى التفاوض باسم الحكومة اليمنية وهو أمر استمر السعوديون في رفضه خلال مشاورات خلفية استمرت منذ سبتمبر/أيلول2019 وتوقفت في يناير/كانون الثاني الماضي.

 

ويشير التقرير، الذي صدر يوم الثلاثاء، إلى أن المجتمع الدولي يندفع إلى تنشيط تلك القناة الخلفية، وفق المعطيات الجديدة، بما في ذلك بريطانيا -حاملة قلم اليمن في مجلس الأمن الدولي. لافتًا إلى زيارة وزير الخارجية البريطاني دومينك راب مطلع مارس/آذار الجاري السعودية وسلطنة عمان للقاء المسؤولين اليمنيين والعُمانيين والسعوديين في محاولة لإعادة تفعيل تلك المشاورات الخلفية في ظل تهديد الحوثيين لأخر معاقل الحكومة شرق البلاد.

 

وكانت مفاوضات بين الحوثيين والسعوديين قد بدأت في سلطنة عمان عقب تبني الحوثيين استهداف منشآت نفط أرامكو (في سبتمبر/أيلول2019) التي أدت إلى توقف مؤقت لنصف انتاج السعودية من النفط، وهو أمرٌ زاد من المخاطر على الاقتصاد السعودي. واتهمت السعودية والولايات المتحدة إيران التي نفت ذلك.

 

وحسب تقرير مركز أبعاد فإن المسؤولين السعوديين قاموا بتغيير أولوياتهم في اليمن مؤخراً لتبقي في حدود "حماية أراضي المملكة وتحسين اقتصاديها" فيما يبدو أنه توجه نحو الأولويات الداخلية.

 

وتندفع بذلك الحكومة السعودية نحو استجابة للأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها المملكة بسبب انخفاض أسعار النفط وحالة من الركود الاقتصادي الذي يتضرر فعلاً بهجمات الحوثيين.

 

ويقول التقرير: بالنسبة لموقف المملكة من الحكومة اليمنية فيعتقد السعوديون أن هناك حاجة لتحقيق الاستقرار في اليمن "عبر حكومة يمنية تدير مؤسساتها وتحمي حدودها وأراضيها". وهو تغيّر عن إجابات سابقة سعودية بتحديد الحكومة الشرعية كشرط الدعم الأساسي لها.

 

وتابع: لا تريد السعودية استخدام الأراضي اليمنية من قِبل إيران أو دول أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر لتهديد أمنها أو أمن ممر التجارة العالمي عبر البحر الأحمر. لكن حتى لو وعد الحوثيون بوقف التعاون مع إيران فمن الصعب أن تجد السعودية أداة قياس جديدة تمكنها من قياس مدى ابتعاد الحوثيين عن النظام الإيراني الذي يعتبر الحوثيين أحد أدواته.

 

وأشار التقرير إلى مجريات سير المعارك في "نهم" شرقي صنعاء و"الحزم" عاصمة الجوف، واعتبر تقدم الحوثيين مسار جديد للحرب يجعل الحوثيين يملكون هيمنة أكبر على أي مشاورات متوقعة برعاية الأمم المتحدة.

 

وقال التقرير: إن التصعيد العسكري الحوثي في محافظات شرق اليمن يهدد "محافظة شبوة" المجاورة لمحافظة مأرب، كما يهدد بوصولهم إلى "وادي حضرموت"، ويجعل من وصول مسلحيهم إلى "المحافظات الجنوبية" أسرع بكثير من الجبهات الأخرى في محافظة البيضاء التي تحد "مأرب، وأبين، وشبوة". أو من محافظات "لحج" و"الضالع" حيث تعاني جماعة الحوثي من الوصول إلى المحافظات الجنوبية.

 

وأشار إلى وجود عدة عوامل دعمت الحوثيين في التقدم والسيطرة أبرزها: غياب الثقة بين التحالف والحكومة بشقها العسكري، غياب التنسيق تحت غرفة عمليات موحدة فضلاً عن تحول الحرب إلى مصدر للفساد بين قادة التحالف وقادة في الجيش اليمني، بالإضافة إلى فشل الحكومة في سحب الاتصالات من تحت سيطرة جماعة الحوثي أو تأسيس اتصالات موازية ومستقلة، إلى جانب الفساد المالي والإداري في الحكومة والجيش.

 

 وبحسب التقرير فإن أعداد القوات الموجودة في فرضة نهم "تضاءلت كثيرا حتى وصل عددها أقل من (25%) من عدد القوة المحدد، فمعظم الجنود والضباط في تلك الجبهات لم يتسلموا رواتبهم منذ أشهر طويلة، أدى في النهاية إلى مغادرتهم المعسكرات للبحث عن وسائل للرزق".

 

واعتبر التقرير وصول جماعة الحوثي إلى الجوف والسيطرة على مديرية "الحزم" بأنه ينقل الحرب في اليمن إلى مسار جديد، يجعل من الحوثي أكثر تفوقا في اي مفاوضات، فارضاً محددات أكثر دِقة حول المرحلة القادمة، مالم تكن هناك ردة فعل حكومية/سعودية مختلفة .

 

وقال إن "معركة "الجوف" كانت تحت إشراف مباشر من القيادة السعودية وقائد التحالف" الفريق الركن الأمير فهد بن تركي "، وليس تحت قيادة الأركان اليمنية. وقد أدى ذلك إلى تنازع الصلاحيات بشكل كبير بين الوحدات العسكرية على الأرض والقوات التي دفعتها السعودية، حيث ظلت بعض الوحدات العسكرية ترفض أوامر محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي وانسحاب بعضها ما تسبب بفشل خطط الدفاع والهجوم في منطقة الغيل وأدى ذلك إلى خسارتها بيد الحوثيين".

 


Create Account



Log In Your Account