موت الإله وجدل اتحاب الطلاب وسروري
السبت 29 فبراير ,2020 الساعة: 04:57 مساءً

موت الإله عند نتشه

(تعليقا على موقف اتحاد الطلاب في تركيا من شخص لم يدع يوما أنه مغرم بالدين )

----------

في خضم الصراع بين العلم والكهنوت في عصر الأنوار الأوربي وسمي بعصر الأنوار إعلاء للعلم والعقل حينما انتصرت الفلسفة العقلانية على المطلقات الدينية ..

 

قرر الفيلسوف الألماني نتشه أن يميت الإله في أحد مؤلفاته  ..(موت الإله)

 

وكان في هذا يقر أن العقل البشري المتفوق لابد ان يستغني عن فكرة الإله ويعزز من قوانين الكون الفيزيائية المحكمة التي تقبل البرهنة والاستدلال والوجود على فكرة الإله الذي يظل موضوعا ميتافيزيقيا خالصا غير قابل للإدراك الفيزيائي..

 

ولد الفيلسوف الألماني نتشه في العام 1844 قبل نشر البيان الشيوعي بأربع سنوات (1848) لانجلز وكارل ماركس ..

مما يشير إلى ان القرن التاسع عشر عصر انتصار العقلانية على الفكر الكهنوتي ..

 

قدم الفيلسوف نتشه فكرة الاخلاق العقلانية التي لا تحتاج إلى مصدر ديني أو كهنوتي ..

فعقل الإنسان برأيه أقدر على إنتاج الأخلاق وتعزيز الضمير والوازع الذاتي ..

وهو ما يقابل بالتراث الاسلامي المقاصد والمصالح التي تحددها احتياجات البشر بحكم المتغيرات الزمنية للظاهرة الاجتماعية ..

 

وبما أن العقل قادر على خلق القيم ..فإنه لا يحتاج إلى الإله ..ولا للفكر الكهنوتي غير القابل للاستدلال واليقين المعرفي ..

 

الخلاصة ..

ماذا لو تم عقد ندوة فلسفية تحت عنوان :

(هل الله حقيقة أم خرافة ؟!

وهل الإله معطى قابل للبرهان أم هو نتاج بشري في مرحلة ما قبل المعرفة العلمية ..)

 

وأنا هناأفترض ولا أقرر .

أقول ندوة فلسفية سيتحدث فيها فلاسفة في علم اللاهوت والتاريخ البشري ..وعلم الأفكار

 

أنت كمسلم ..

ماذا سيكون موقفك من هذه الندوة

 

هل ستقرر قتل الفلاسفة والمتحدثين فيها ؟!

ام ستمنع إقامة الندوة ؟! على غرار عرض فيلم يناقش موضوع اجتماعي يعيشه الناس على تعاقب الأجيال (عشر أيام قبل الزفة)

وما هي الحجج التي ستبني عليها موقفك المتحجر هذا ..أمام أعين البشرية في العصر الرقمي وانترنت الأشياء ..

 

الندوة الطلابية التي استضافت عالما متخصصا في المعرفة الرقمية المعاصرة ..هي تقبل منه العلم الرقمي ولكن لا تقبل رأيه في الفكر الإنساني ..

 

ما حدث ..

 

يؤكد غياب النضج العقلي وضحالة التفكير.. وسوء التخطيط وسوء الإدارة وانعدام التعايش ..

 

انتم تعلمون أن الضيف لا يعنيه الدين في شيئ وله آراء مخالفة لقناعتاتكم ..

 

وموضوع المحاضرة بأحد فروع الرياضيات والفيزياء ..

 

كان بالإمكان القبول منه ما ينفعكم ..وترك ما تعتقدونه عديم النفع ..


لكني أصبت بخيبة أمل من إمكانية نجاح التغيير في المجتمعات الإسلامية التي تعيش من أجل الموت في سبيل الآخرة وتهمل حياة عظيمة من خالق عظيم خلق الحياة لأجله ..

 

طلاب دراسات عليا يفكرون بهذه العقلية .. ويخضعون لتوجيهات العسس ..مؤسف جدا .. ومثير للفزع ..

 


Create Account



Log In Your Account