ليذهب أعداء فبراير اليمني العظيم إلى الجحيم!
الخميس 27 فبراير ,2020 الساعة: 04:27 مساءً

يعلم أعداء التغيير علم اليقين أن الثورات تعني التحرر من الاستبداد السياسي، وإلا فماذا تكون؟!
وحينما خرج التغييريون اليمنيون في ربيعهم يوم 11 فبراير شباط 2011م اندلعت شرارة في وجه النظام السابق، كان ذلك نتيجة تراكمات سنوات من العبث بمستقبل البلد، بأيدي عصابة لم تُحسن ممارسة السلطة على نحو يرتفع باليمن إلى أقاصي التطور والازدهار.
فأضاعت منظومة المخلوع علي عبد الله صالح (عفاش)، مئات الفرص التاريخية، وهي الفرص التي كانت كفيلة بإخراج البلد من أنفاق الظلام، إلى فضاءات يمن كبير بحجم الطموحات، قادر بأبنائه أن يسابق عصر التقدم.
لكنه سرعان ما دفع بشركائه ومعاونيه أيضاً إلى الساحات..لنجدهم خلفنا يهتفون بهتافاتنا ويرفعون نفس شعاراتنا..!
ثم ما لبثوا بعد ذلك أن قتَّلوا؛ ونكَّلوا بنا.. ظانين بذلك أنهم قد أخمدوا ثورتنا ودفنوا حلمنا!!
كلاّ.. لم يقتلوا إلا أنفسهم، ولم ينكَّلوا إلا ببعضهم، ولم يطردوا باللعن والعار إلا جباههم. بفعلهم كانوا يطمسون أحلامهم في مزابل التاريخ- خارج هذا الوطن وترابه الطاهر.
منتصف العام الماضي، قلتُ في منشور إنه "لو لم يكن حزب التجمع اليمني للإصلاح، أحد ثاني أدوات المملكة السعودية في اليمن، لما تم إجهاض ثورة الحادي عشر من فبراير السلمية في العام2011، ومع ذلك لايزال يصرّ على أنه "حامي الحمى"، رغم مشاركته الخفية ضد الثورة، إذ لا أستبعد يوماً إشهار براءته من 11 فبراير العظيم.. اللهم نطِّق الإصلاح اليوم، وليس غداً".
ها هو اليوم، أحد أبرز رموز القبيلة الكبار، يتعرى قبحاً، بإعلان براءته من هذه الثورة، وليكشف عما خفي يوم طوّقت قبيلته الساحة، بداعي "حماية الثورة "، وهي التي كانت، ولا تزال، إحدى أبرز القبائل اليمنية، تخلفاً، ومناهضة لـ "سلطة القانون"، ولكن هيهات منا أن نلتفت لهرطقاته!!
يقول الكاتب اليمني السياسي، اللاجىء في لندن، خالد سلمان: "اغتصبوها في وضح النهار، دنسوا شرفها تحت كبد الشمس، تناوبوا على ممارسة الفعل الفاضح عليها لسنوات، أسموها حينها "ثورة". وهاهم الآن يدعونها فضيحة، يطالبون المغتصبة بالاعتذار عن مراودتهم نفسها، ما أحقرهم لصوص الثورة زناة الحلم، أولاد الخطيئة!!".
من حق أي شخص شارك في "ثورة فبراير"، أن يعلن براءته منها، لكن ليس نكاية بحزب الإصلاح، الذي لا شكّ فيه أنه احتكر الثورة لصالحه، ولتبرير الهرولة إلى أحضان النظام السابق، الذي يعدّ "الإصلاح" جناحه السلطوي الآخر، وكان يجدر برفاق المشترك أن يلتزموا الصمت، في الذكرى التاسعة للثورة، أفضل من مغازلة (أجنحة عفاش)، على حساب فبراير!! 
ألم نثُـرْ ضد هؤلاء جميعاً؟.
ستظل ثورتنا وأحلامنا، باقية وخالدة ما بقيت أهدافها، وما بقي هذا الشعب.
ومن ذا يستطيع أن يفرمت ذاكرة ولائنا لربيع 11 فبراير- اليمن العظيم أو يصنع مثل هذا الحدث، وقد صنعناه فجراً بتضحيات ودماء شباب أرادوا أن يتجاوزوا إرث ماض بغيض، والإطاحة بالمخلوع صالح، والذي لو كان أخلص للوطن، وانتهج سياسة الحساب والعقاب، لأصبح اليمن في مصاف الدول المتقدمة نهضة وازدهارًا.
لقد جاءت هذه الثورة العظيمة، نتيجة طبيعية لسياسة نظامه الاستبدادي، الذي ضرب بكل المبادرات السياسية، والدولية، عرض الحائط، وأبى إنقاذ البلد من الغرق، وكان باستطاعته انتزاع حب الشعب في التخلي سلمياً عن السلطة.
سيظل ثوار ربيع 11 فبراير العظيم، يحتفظون باعتزاز بهذه الذكرى، وبكل تفاصيل تضحياتها، في السير قدماً نحو الانتصار لشرعيتها، والمضي خطوة خطوة، على هدى الآمال والتطلعات التواقة لاستعادة اليمن من قبضة الانقلاب الحوثي، إن لم نقل ثنائي الانقلاب السلطوي، عليها. 
يتساءل الكاتب اليمني مصطفى راجح، ويُعقِّب في آن، على سؤال": ما الذي يتبقى لليمنيين إذا تبرؤوا من أهم فعلٍ صنعوه بإرادتهم الحرة؟..ثورة فبراير لانظير لها، وإلهام لكل روح يمنية تنبت في هذه الأرض، ووثبتنا الكبرى وتاريخنا المجيد، ووعدنا القادم".
صبراً يا أهل 11 فبراير العظيم وذويه، فإن موعدكم الدولة المدنية.. لامحالة، وليذهب أعداء ثورتنا إلى الجحيم.


Create Account



Log In Your Account