مركز أبحاث عسكري: الأجهزة التي عثر عليها في صواريخ وطائرات الحوثيين تربط إيران بالهجمات
الأربعاء 19 فبراير ,2020 الساعة: 08:31 مساءً
متابعات

كشف مركز أبحاث عسكري عن أن أجهزة صغيرة داخل طائرات مسيرة استهدفت قلب صناعة النفط السعودية، وأخرى موجودة في ترسانة الحوثيين اليمنيين، تتطابق مع مكونات كان قد عثر عليها في طائرات إيرانية مسيرة في أفغانستان والعراق.

 

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مركز أبحاث التسليح أثناء الصراعات في تقرير صدر الأربعاء أن أجهزة "جيروسكوب" لم يتم العثور عليها إلا داخل طائرات مسيرة صنعتها إيران.

 

وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت تقريرا مؤخرا يكشف فيه خبراءها أنهم رأوا جيروسكوبا مشابها من طائرة مسيرة إيرانية استولى عليها الجيش الأميركي في أفغانستان، وكذلك في شحنة صواريخ كروز صودرت في بحر العرب متجهة إلى اليمن.

 

وبحسب الوكالة فإن جيروسكوب هو جهاز صغير يمكنه التحكم في الحفاظ على مسار طائرات الدرون التي تكون في حركة دائمة، أو حتى يستخدم في بعض الصواريخ، وهو يساعد على توجيه طائرة مسيرة أو صاروخ إلى هدفه.

 

ولا تحمل أجهزة الجيروسكوب المعنية اسم الشركة المصنعة وتأتي في نسختين على الأقل من طرازي (في- 9) و(في- 10).

 

ووفق الوكالة فإن أرقام الجيروسكوب تظهر أنها مكونة من أربعة أرقام أيضا أنها تسلسلية، مما يشير إلى أن الشركة المصنعة نفسها أنتجت كل تلك التي تم العثور عليها.

 

ويربط هذا الاكتشاف إيران بهجوم أدى إلى خفض إنتاج السعودية من النفط لفترة قصيرة وشهد ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستوى غير مسبوق منذ حرب الخليج عام 1991.

 

كما يربط إيران بتسليح الحوثيين في الحرب الأهلية اليمنية، وهو ما تنفيه طهران.

 

ونقلت الوكالة الأمريكية عن يونان ليف، من شركة أبحاث الصراعات المسلحة قوله: إن"هذا الجيروسكوب الذي رأيناه الآن لمرات كافية في المواد المصنعة في إيران يجعل بإمكاننا أن نقول بثقة أن وجودها في مادة صنعت من قبل الحوثيين يشير إلى أن المادة تم توريدها من إيران".

 

ورفضت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الرد الفوري على استفسارات الاسوشيتد برس. كما رفض مسؤولون إعلاميون من الحوثيين المتمردين، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، والذين يقاتلون التحالف الذي تقوده السعودية منذ مارس 2015، طلب إجراء مقابلة.

 

ويحظر قرار مجلس الأمن الدولي نقل الأسلحة إلى الحوثيين.

 

وقال المركز إن طائرة مسيرة تابعة للحوثيين من طراز "قاصف 1" تحمل جهاز جيروسكوب (في- 10)، وهو "مطابق" لذلك الموجود في الطائرة المسيرة الإيرانية من طراز "أبابيل-3"، والتي عثر عليها مقاتلو داعش في العراق.

 

وذكر تقرير الامم المتحدة أن خبراء الاسلحة عثروا على نسخة (في- 9) من الجيروسكوب في الطائرات المسيرة أو المركبات الجوية غير المأهولة التي استخدمت في هجوم سبتمبر على بقيق، مقر منشأة معالجة النفط الحيوية في السعودية.

 

وفقا لخبراء الطائرات المسيرة الذين على دراية بهذه التكنولوجيا، لم تتم ملاحظة أجهزة الجيروسكوب العمودية هذه في أي من الطائرات المسيرة بخلاف تلك المصنعة من قبل إيران، وفقا لمركز أبحاث التسليح أثناء الصراعات في تقريره، الذي موله الاتحاد الأوروبي وحكومتا ألمانيا والإمارات.

 

وأشاروا إلى أن بعض المكونات المستخدمة في الطائرات الحوثية صنعت في دولة البحرين.

 

وذكر تقرير الأمم المتحدة أن "الشركة المصنعة للجيروسكوب لا تزال مجهولة".

 

وأشار إلى العثور على أجهزة جيروسكوب (في-10) مماثلة "بين حطام صواريخ أطلقتها طائرات بدون طيار من طراز (صماد) و(قاصف) التي يستخدمها الحوثيين."

 

وقالت الأمم المتحدة أيضا إن خبراءها شاهدوا جيروسكوب (في-9) في معرض بواشنطن يظهر الطائرة الإيرانية (شهيد -123) التي يقول مسؤولون أميركيون إنهم عثروا عليها في أفغانستان في أكتوبر عام 2016 بعد تحطمها.

 

وذكر مركز أبحاث تسليح الصراعات في تقريره، -الذي موله الاتحاد الأوروبي وحكومات ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة- إنه "وفقا لخبراء الطائرات بدون طيار ممن هم على دراية بهذه التكنولوجيا، فإنه لم تتم ملاحظة هذه الجيروسكوبات العمودية في أي الطائرات بدون طيار سوى في تلك المصنعة من قبل إيران".

 

وتتطابق صور الجيروسكوبات مع تلك الموجودة في تقرير أبحاث تسليح النزاعات.  إذ يمكن رؤية جيروسكوب مشابه داخل صاروخ كروز صادرته البحرية الأمريكية في هجـوم شنته في نوفمبر على قارب شراعي تقليدي في بحر العرب.  وصادرت القوات أيضا حاسوبا يستخدم في توجيه هذه الأسلحة، وكانت لوحة مفاتيحه باللغة الفارسية.

 

ولطالما قالت الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده السعودية إن إيران تزود الحوثيين بالسلاح، بدءا من بنادق هجومية إلى صواريخ باليستية تطلق على المملكة.

 

وقال ليف، الخبير في مركز الأبحاث لوكالة أسوشيتد برس إن هذا يجعل من تعقب الأسلحة مهمًا. فكما ذكر تقرير أبحاث تسليح الصراع بأن بعض المكونات المستخدمة في طائرات بدون طيار حوثية شوهدت في متفجرات محلية الصنع عثر عليها أيضًا في دولة البحرين.

 

وأشار إلى أن "العديد من المكونات التي نراها في الطائرات بدون طيار هذه ـ وهذا بالنسبة لنا ـ يشير إلى أن هناك بعض خطوط الإمداد الراسخة".


Create Account



Log In Your Account