الأحد 16 فبراير ,2020 الساعة: 11:31 صباحاً
1
¤ هي مرحلة إنتقالية ، وإنتقامية ..
ينتقل خلالها الأوغاد والإنتهازيين ،
من الصفوف الخلفية إلى الصفوف المتقدمة ..
لا شيئ سيمنعهم أو يحد من طموحاتهم الشرهه ،
فجميع الأبواب مفتوحة أمامهم بكل يسر ورحابة ..
وذلك لإن من سبق منهم يفتح الطريق لمن تأخر ..
إنهم يقربون كل من يشبههم وسخا ورائحة ..
وحده الشريف يستفزهم وجوده ،
ويطعنهم صموده ..
لذلك يتكالبون لحصاره حتى لا يكون نموذجا ،
ومثالا مشجعا للآخرين ..
إنه صراع بين الشرف والخيانة ،
الحق والباطل ،
القيم النبيلة والأدوات المتعفنة ،
الأنقياء والملوثين ،
الضمائر الحية والضمائر المثخنة
بالموت والوساخة ..
إنها معركة وجود :
نكون أو لا نكون .
2
¤ الشرفاء في هذه البلاد
يموتون دون أن ينتبه
إليهم أحد ..
فكم هي قاسية هذه
البلاد على الشرفاء ،
وكأنها زوجة أب ،
زوجت على غير
رضاها فانقلبت
بكل عقدها تنتقم
من براءة أبناء زوجها ..
وكم هي هذه البلاد
حنونة على الأوغاد
والانتهازيين ،
ومعدومي الشرف ..
حنونة عليهم
- كأم - لا ترى في
أولادها سوى الكمال ،
أو كعاشقة مسلوبة
العقل ..
آه من هذه اليمن
التي منها وعليها
يبكي القلب ،
وتنشطر الروح ..
3
¤ لقد أصبحت اليمن ،
بشعبها المشرد البائس ،
وأرضها المنهوبة والمدمرة ،
واقعة بين سندان تحالف
غير أمين ونوايه كممارساته
سيئة ، وبين شرعية متخمة
بالفساد ، من جهة ،
وإنقلابيين من جهة أخرى ،
كل همهم استمرار هذه الحرب
المأساوية حتى "يوم القيامة"!،
ما دامت تمثل دخلا ربحيا
وإستثماريا متزايدا لصالح
"جماعة " كانت محرومة
من كل شيء ، وأصبحت اليوم
تمتلك وحدها كل شيء ..
4
¤ في كل ليلة تجهش روحي
بالبكاء كغيمة حزن ماطرة
بالأسى والتوجع ..
وأصرخ ، يا رب هذا العالم ..
أنظر بعين الشفقة ،
والرحمة لملايين
من المتعبين والضائعين
والمخذولين، والمنكسرين ...
حد اليتم في بلد أصبح
"مقبرة جماعية" ملطخة
نهاراته بالدم والقهر
والخرائب ، ولياليه
مشتعلة بالشكوى والأنين ،
وتنهدات المفجوعين ..
5
¤ أضحى القهر ..
خبز أيامنا ،
أصبح ماء ..
وعنوان بلاد
بأكملها ..
تصارع صرخة
الموت ،
لأجل البقاء ..!
-----------------------
الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل
وحماية الحريات الصحافية CTPJF