لم تكن وليدة 2014
السبت 15 فبراير ,2020 الساعة: 05:46 مساءً

اليمن بشعبها وتاريخها وحضارتها ، بكل الأحداث من بعد عام 1962م ، لم تكن لقمة سائغة، بل كانت الصخرة التي تتحطم عليها مطامع العربان.

 

وبرغم سياسة الإنهاك والتدمير لدول الجوار التي كانت تمارس ضد اليمن كشعب وحضارة وتاريخ ، الا أن الوعي الوطني المشبع بعادات وتقاليد الشعب الأصيل كانت السد المنيع، رغم تواطؤ بعض ساسة البلد ورغم حصار الشعب اقتصادياً ونهب تاريخ وحضارة البلد المتمثل بتهريب آثاره وحضارته لمتاحف دبي والمانيا ، لكن لم يتجرأ أحد تسويق مشاريع التقسيم وتفتيت الجمهورية علانية.

 

المأزق الذي يعيشه الوطن اليوم، لم يكن وليد 2014 المتمثل باقتحام مليشيات الحوثي لمؤسسات الدولة ومدنها ، بل كان وفق سياسة مرسومة تتولى مخابرات دول العربان رسم سياسة إنهاك البلد وتدميره ، لجان خاصة وشراء ولاءات ضعاف النفوس بحجة تطبيع الوضع وتحسين الوضع الاقتصادي لم يأتي من فراغ ، بل لتسويق الارتزاق بطريقة ممنهجة لكي يتسنى لهم استعمال من تم تمويلهم لتنفيذ مشاريعهم التأمرية.

 

ظلت هذه الدول المستعربة والمستحمرة، تتحين الفرصة المناسبة للإنقضاض على اليمن، الذي يستفزهم بمجرد ذكر إسمه فقط، تستفزهم حضارة سبأ ، ومعبد الشمس ، تستفزهم إرم ذات العماد، تستفزهم حضارتنا ويستفزونا بالتعرِّي على شواطئهم، مولوا ودعموا الى ان جاءت فرصة تدخلهم لتدمير البلد بشكل قانوني.

 

صمود اليمن كدولة وشعب أنهكهم وأثار فيهم الغُبن، حيث كشف مدى حقدهم وضعفهم، رغم امتلاكهم لثروات العالم، ولأحدث الأسلحه الحديثة.

 

تحت قناع استعادة الشرعية وإعادة الامل للشعب اليمني، أقبل هذا الوليد غير الشرعي المتمثل بقطاع العربان المستحمر كوحش مفترس يلهث خلف فريستة المتعبة، ليلتهمها ، تمكن من تدمير مرافق الشعب والبنية التحتيه بحجة إعادة الشرعية إلى أن إنكشفت نواياهم الخبيثة التي في باطنها تدمير حضارة اليمن، وبين هذا وذاك ، لم يكن بمقدور النخب السياسية ، اتخاذ موقف من هذا العبث سوى القليل.

 

اليوم أصبحت قناعتنا كيمنيين جنوبيين وشماليين، في الشرق والغرب، أن تحالف العدوان لم يأت إلا للعبث باليمن وإنهاكها بالحروب الطويلة التي تُمهد للتمزيق والتقسيم، ولهذا يجب علينا إحياء الموقف الفردي الجمعي باتخاذ موقف من هذا التدخل، الذي أصبح عبئاً ثقيلاً لأفراد الجيش الوطني، يدمَّر معنوياتهم في جبهات القتال كوليد غير شرعي يحمله ساسة البلد بين أحضانهم لإقناع الشعب بشرعية حضانته.


Create Account



Log In Your Account