طلابنا وصعوبة المنهج وعدم كفاءة الإدارة
الجمعة 14 فبراير ,2020 الساعة: 01:24 مساءً

حضرت قبل أيام حفل طلابي في إحدى المدارس بمديرية المواسط، في هذا الحفل الذي خصص لتكريم أوائل الطلاب في النصف الأول من العام الدراسي، تفاجأت بكلمة قيلت فيه باسم الطلاب حيث بينت الكلمة ما يعانيه أبنائنا الطلاب من صعوبة في المنهج الجديد.

المنهج الجديد يعتمد اعتمادا شبه كلي على المعلم ، الكتب ليس فيها سوى رؤوس أقلام بحاجة الى شرح وبحاجة الى معلومات ليست موجودة في الكتب، ومن المفترض أن يكون المعلم مُلماً بمادته التي يقوم بتدريسها للطلاب، وكذلك من المفترض أن تقوم وزارة التربية والتعليم بعمل دورات تأهيلية للمعلمين بالمنهج الجديد، وتزودهم بكتب خاصة كدليل لهم في شرح وتوضيح المنهج للطلاب، واحتوت الكلمة أيضاً على نقد ظاهرة عدم إحترام التخصص، فنجد في كثير من مدارسنا خريج اللغة العربية يقوم بتدريس اللغة الإنجليزية وخريج الكيمياء أو الأحياء يدرس الرياضيات وقس على ذلك من عبث وفوضى ضحيتها الطلاب، وهناك من تخصصه تربية إسلامية ويدرس مواد علمية غير ملم فيها لأنها ليست تخصصه.

الطالب يكون هو الخاسر الكبير من هذه المخالفات التي تجري في مدارسنا وبعلم مسئولي التربية والتعليم ، و الأنكى من ذلك هو وجود أصحاب المؤهلات والتخصصات القادرين على إصلاح هذا الخلل ، مرميون هناك خارج دائرة الوظيفة العامة ينتظرون متى يتم توظيفهم ، أملهم هو أن يؤدوا واجبهم في خدمة وطنهم.

هناك من سيقول بأن الحرب وتوظيف الستين الف خريج بعد 2011 هو السبب، لكننا نقول مرت سنوات كثيرة على ذلك ومدارسنا بحاجة الى تخصصات كثيرة في مختلف المحافظات وبالذات تعز ، كما أن هناك أموالا تصرفها السلطة في كثير من الأسماء الوهمية في الجيش وما زال الفساد في هذا المجال مستمراً، ما الذي ستخسره السلطة لو وظفت مجموعة من المتخصصين في المجالات التي تعاني بعض مدارسنا منها؟

لماذا لا تقوم مكاتب التربية والتعليم في المديريات والمحافظات برفع تقاريرها لقيادة الوزارة فيما تعانيه وفي الضروريات التي يجب أن تكون موجودة، كما هو حال الكتاب المدرسي الذي سمعنا وقرأنا أن مركز الملك سلمان تعهد ووقع اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم لطباعة ما يقارب أو يزيد من خمسة ملايين كتاب مدرسي في العام الماضي، وإلى اليوم لم يتم توزيع كتاب واحد على مدارسنا في تعز ، يضطر الآباء لشراء الكتب من أصحاب البسطات ومن المطابع التي تقوم بطباعة رديئة للكتاب وتقوم بالتجارة فيه.

كذلك هناك عدم الأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في الأعمال التي يقوم بها المعلمون والطلاب ، كالتكريم والتشجيع للمتميزين في مجالاتهم ، سواءاً المعلم المتميز أو الطالب المتميز ، وتزويد المعلمين قدر ما أمكن بالامكانيات التي تساعده على إيصال رسالته لطلابه، والمؤلم جداً عدم احترام التخصصات لأصحاب الكفاءات وذوي الخبرة من المعلمين والإداريين بسبب التعصبات الحزبية الضيقة التي تنمو بقوة في الوسط التربوي والتعليمي للأسف الشديد.

هي صرخة من طلابنا الى قيادات وزارة التربية والتعليم للنظر في هذا الوضع المتردي لمدارسنا وكذلك إيجاد حلول لتسهيل المنهج الجديد لطلابنا وطالباتنا ، بحيث ينتج عن ذلك وعي في عقول أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات، ومعالجة النقص في المعلمين لبعض التخصصات المهمة جداً كاللغة الإنجليزية والمواد العلمية .. ننتظر تفاعل من قيادة التربية والتعليم في محافظة تعز .. وتفاعل أكبر من قيادة الوزارة وإدارة المناهج . 


Create Account



Log In Your Account