حواضن الوعي البديلة
الخميس 06 فبراير ,2020 الساعة: 12:30 صباحاً

التنوع في وسائل إنتاج الوعي الوطني بمختلف آليات التفكير الأفقي بامتداده الفكري كمعادلة جزئية في منظومة الوعي الوطني السياسي التصالحي، وكهدف لتأسيس أرضية مشتركة يلتقي فيها الجميع، ومنهم المتحزبون ومنهم ذوو الرؤى الفلزية والجادة لحسم معركة استعادة الدولة وإحباط مشروع انقلاب سلالة الكهنوت الإمامي الحوثي.

لهذا التنوع الإحترافي من يتعدى الميداني والواقعي إلى العالم الافتراضي -ليتحاور الناس عبر السوشال ميديا- مجسات استشعارية نفسية ومن خلالها يفهم المتحاورون أنفسهم أولا، ثم ليتفاهمون مع غيرهم بلا تكلف كحالة "إيغوسنترية" استقطابية لتقارب الجميع نتيجة لكسر أكثر الحواجز التقليدية التي عزلت الكثيرين عن كثيرين لأسباب متعددة الأوجه رسميا أو سياسيا أو أكاديميا أو نخبويا وأخرى..

في اليمن تحديدا تنشط منصات التواصل الاجتماعي بالحديث عن الحرب والسلام، هذا سيجبر المثقفين الوطنيين بأن يتحدثوا كثيرا عن القضية الوطنية، فهي قضينا الجامعة، ومشروعنا الجمهوري، وهدفنا هنا أو هنالك كهدف لكل الأطراف وبالذات السياسية بالجبهة الشرعية المعترف بها دوليا، ومعمدة بدماء شهداء وأنين جرحى وهتك معتقلين ومخفيين قسرا ومفقودين وضحايا أخر لا حصر لهم بسبب الانقلاب السلالي الحوثي والذي سقط أخلاقيا ويسقط معنويا ويسقط يوميا من وجداننا ومن ذهنياتنا ومن شوارعنا لأن الجغرافيا اليمنية هي الأخيرة تنبذه ولن تقبله ولو جاء كناتج لمفاوضات أو لمشاورات أو حتى لحوار توافقي كناتج أيضا لعملية إحلال السلام في اليمن، هنا ستبرز إحدى صور العزل السياسي والاجتماعي والنبذ الشعوري كعوامل رفض وطني لتلك العصابة الانقلابية السلالية الحوثية لنتأكد بأنها حتى ولو انتصرت حربيا ستهزم سياسيا لأنها أغلقت أمامها كل أبواب الوطن ونوافذه المجتمعية، بل آفاقه السياسية لتقع في شر ما فعلت بسبب تمردها ولخروجها على القانون اليمني والإنساني والجنائي الدولي منذ عام 2004م بإعلانها الحرب على الدولة وعلى مؤسستي الجيش والأمن واستهدفت أفرادهما، مثلما استهدفت كثير من أبرياء بالقتل خارج القانون كإحدى جرائم الحرب خاضت لأجلها حروبا ستة أغرقت بها الدولة بمتاهات وأزمات وتمزقات وتشظيات بأغلب الموقف تسببت بانتهاكات دستورية قد أضرت بنظام الدولة ماديا وسياديا وسياسيا وعسكريا وأمنيا واجتماعيا راح ضحية ذلك الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين لتبرز في الواجهة كجماعة سلالية خارقة لمواثيق ومعاهدات ولقوانين متمردة عليها كتمرد ممنهج مع سبق الإصرار والترصد.
سلسلة جرائم جماعة الحوثي لم تنته حتى اللحظة كإحدى أشهر العصابات الدموية باليمن منذ العصور الهمجية الوسطى فانتهاكاتها السافرة هي وثيقة سارية المفعول القانوني تثبت تورطها وتحدد النسبة لأضرار لحقت باليمن وباليمنيين منها كجانب من وثائق رصد جنائي تضع هذه المليشيا الفاشستية السلالية بقائمة المتهم رقم واحد في الخروج عن القانون منذ 16 عام.
وحده المشروع الوطني الجامع هو القامع لهكذا عصابات "هوفرية" همجية كعصابة القطعان البهيمية السلالية الحوثية، ووحدهم الوطنيون ممثلوا هذا المشروع الوطني هم من سيدافعون عنه وطنيا وعسكريا وسياسيا وفكريا وحتى ديموغرافيا لأن العصابة الحوثية مثلما تستهدف بنى الوطن اليمني التحتية والسيطرة عليها والاستحواذ على ثرواته والعبث بمقدراته هي تستهدف المجتمع اليمني فكريا وعقائديا عبر أدواتها البروبغاندية المتمرسة على تلغيم العقائد الروحية وتفخيخ الأفكار الإنسانية وتدمير ثقافات المجتمع الوطنية  التراكمية الحضارية الإنسانية كاستهداف للهوية اليمنية الحميرية وهذا من الخطورة بكل زمكانية نحن نعيشها كما عاشها المجتمع اليمني منذ العام 284 للهجرة بدخول الأب الروحي للسلاليين إلى اليمن "الهادي الرسي الطبطبائي" القادم من طبطباء إيران لتنفجر خلاله أكبر قنبلة سلالية جرثومية طفحت بأبشع مخلفات التاريخ الطائفي في اليمن، حيث جرثمت هذا البلد الحضاري ومجتمعه بالوباء السلالي الكهنوتي الظلامي الدموي المقيت والذي لن نتعافى أو نحتمي منه إلا بالوقاية منه وبمكافحته والتأكد من ذلك عبر أرقى مختبرات الوعي الوطني والثقافة الإنسانية وبدولة القانون الاتحادية التي أعلنت تلك العصابة السلالية الحرب لوأدها في مهد المستقبل اليمني الطامح بتفاؤل لتحقيق الأهداف السبتمبرية الجمهورية والتي لم يتأخر تحقيقها لأنها ربما جيرت لصالح النخبة الإمامية السلالية التي جمهرت مع الجمهوريين باختراقهم للمشروع الوطني الجمهوري ليتفوقوا كثيرا في نخر أهدافه الثورية التحررية التي لم تقتصر على التالي :
1- التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما.. كأقوى هدفٍ له ما بعده وهذا وعد وعهد سوف لن يخلفه اليمنيون ما نبضت فيهم الحياة إلاّ بتحقيقه كاستحقاقٍ تاريخي نضالي حميري شاء من شاء وأبى من أبى، وهو الأب الروحي لكل أهداف الثورة اليمنية الذي لا يزال اليمنيون يناضلون من أجله وسيناضلون حتى لو استمرت الحرب ألف عام.


Create Account



Log In Your Account