سديم
الجمعة 31 يناير ,2020 الساعة: 02:40 مساءً

     إهداء : إلى أحمد..


لو انداح السديم لما صرت يا أحمد خليلا.. تلك منزلة لم تبلغها بعد..

 أحاول أن أجاهد بك نفسك وأمتحن بك ذاتك.. حتى تستقوي على زلات لم ترتكبها نواياك.. سأقول لك حينها سأجعفنك في ساحة مدها من عينيك  إلى عينيّ خمسون ألف شغفا.. فإن استطعت أن تستوطن تلك المسافة اللامرئية بينهما.. سأبلغ بك مقام الخلان.

....

وما من أحد يشبهك أيها القاعد في الجبال عن النضال.. تناوشك الكلمات وتعاركك المعاني.. وأنت تشرد منهن وتصرخ: لا أصاحب الكلمات.. اذهبن عني إلى ساحات إسقاط النظام.

....

وكل يوم هو الله نلود باسمه.. وإذا رسخ الكيف كيفا سماويا نرتقي في مقاماتنا المغيبة عنا تنداح بسرها.. وإذا تغشتنا بالحضور تنقدح الأسرار.. سر اللوذ إلى الحرية والوطن والترقي بالكفاح.. ومن ارتقى بدمه بلغ كل فيوضها كشفا.. 

....

وترهق نفسك في البحث عن شبه لي.. وليس ثمة من يشبهني. 

 أما زلت تجمع الأوصاف لتؤلف منها شبيهي.. فحسبك مثلي لاتؤلفه الشذرات، ولاتجمعه القدرات مهما تعمقت..!
سأهبك بعضا من حاء الروح.. يكن لك شفاعة لتنجو من أوهام المشبهين.

....

قبل هذا كنت أجمع أرواحي من جسدها الممتلئ بالناس وبالدنيا.. جمعتُ أرواحي حتى صيرتها روحا واحدةََ.. فانطلقت°.

....

جاورني ياأحمد.. 
ستطمئن للكلمات فتأذن لك بحملها، وستتعرف على أجناب روحك وبلدك، كأنما لم تكونا على سابق معرفة..
 تتكاشفان الفيوض والأسرار والمحبة والتضحية والتوحد؛ والدهشة والإلهام والقول.


Create Account



Log In Your Account