عقب إعلان ترامب "صفقة القرن".. ردود أفعال عربية ودولية متباينة
الأربعاء 29 يناير ,2020 الساعة: 12:39 صباحاً

نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، على حسابه في "تويتر"، خريطة باللغة العربية توضح حدود الدولة الفلسطينية في خطته المزعومة المعروفة بـ"صفقة القرن".

 

وقال ترامب في تغريدته معلقا على الخريطة، إن "هذا ما قد تبدو عليه دولة فلسطين المستقبلية بعاصمة في أجزاء من القدس الشرقية".

 

وظهرت الدولة الفلسطينية في الخريطة، حسب الصفقة الأمريكية المزعومة، بحدود غير مترابطة عبارة عن أجزاء متناثرة تربطها جسور وأنفاق.

 

ووضعت مدينة القدس ومناطق غور الأردن وشمال البحر الميت ضمن حدود الدولة الإسرائيلية، وفق رؤية الرئيس الأمريكي.

  

وبحسب خريطة ترامب، سيربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة نفق، كما أضيفت أراض جديدة للقطاع تمتد داخل منطقة النقب (جنوب) ستكون منطقة صناعية ومناطق سكنية وأراض زراعية.

 

وداخل المدن الفلسطينية بالضفة الغربية وضعت نقاط سوداء أشير إلى أنها جيوب سكنية إسرائيلية، في إشارة إلى المستوطنات الإسرائيلية.

 

وترتبط المستوطنات الإسرائيلية الموزعة داخل الضفة الغربية بطرق توصل إلى إسرائيل، وفق ما ظهر بالخريطة الأمريكية.

 

ويربط بين الدولة الفلسطينية، بحسب خريطة ترامب، وحدود الأردن طريقين يعبران داخل إسرائيل أحدهما يوصل إلى جسر "الأمير محمد"، والآخر إلى جسر "الملك حسين".

 

وكتبت ملاحظات على الخريطة ورد فيها أن "جميع المسلمين الذين يأتون بشكل سلمي يرحب بهم لزيارة المسجد الأقصى/ الحرم الشريف والصلاة به".

 

كما ورد أن تطبيق الخريطة يخضع للقواعد والشروط المذكورة في رؤية السلام، في إشارة لصفقة القرن المزعومة.

 

وكشف الرئيس الأمريكي، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، عن أن خطته المزعومة للتسوية السياسية بالشرق الأوسط تتضمن إقامة دولة فلسطينية متصلة، وإبقاء مدينة القدس غير المقسمة عاصمة موحدة لإسرائيل.

 

ويطالب الفلسطينيون بإقامة دولة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما لا تحققه الخارطة التي نشرها الرئيس الأمريكي.

 

وأعلن الفلسطينيون مرارا على لسان الرئيس محمود عباس ومسؤولين حكوميين وقادة فصائل فلسطينية، رفضهم لصفقة السلام الأمريكية المزعومة، وعملهم على محاربتها وإفشالها.

 

وخرج الآلاف في مسيرات غاضبة بالأراضي الفلسطينية والأردن، مساء الثلاثاء، رفضا لـ"صفقة القرن" المزعومة، بالتزامن مع كشف ترامب عن تفاصيلها.

 

من جهته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أول تعقيب له على الخطة التي عرضها الرئيس الاميركي دونالد ترامب إنها "لن تمر وستذهب الى مزبلة التاريخ كما ذهبت مشاريع التآمر في هذه المنطقة".

 

وقال عباس عقب اجتماع القيادة الفلسطينية الثلاثاء "إن مخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال ولن تسقط حقا ولن تنشئ التزاماً... سنعيد هذه الصفعة صفعات في المستقبل".

 

واكد عباس "أن القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة، وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهب بها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على قضيتنا العادلة".

 

وقال عباس إنه "يكفي أن الخطة اعتبرت القدس عاصمة لاسرائيل، أما الباقي فهو جديد ومهم، لكن أول القصيدة كُفر".

 

وأضاف "اذا كانت القدس ليس عاصمة للدولة الفلسطينية فكيف سنقبل بذلك؟ مستحيل أي طفل عربي مسلم أو مسيحي ان يقبل بذلك".

 

ردود أفعال منددة ومتباينة

وأثارت الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ردود أفعال عربية منددة محذرة من انعكاسات الخطة على المنطقة وأخرى ردود فعل دولية متباينة.

 

حيث وصف رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة الثلاثاء الخطة بـ"المشؤومة" للسلام واعتبر إعلانها "يوماً أسود" للقضية الفلسطينية.

 

وقال الطراونة في تصريحات لتلفزيون المملكة الرسمي عقب إعلان ترامب خطته، إن هذه الخطة "مشؤومة، ويوم أسود للقضية الفلسطينية يذكرنا بوعد بلفور".

 

وأكد الطراونة أن "هذه الخطة مرفوضة جملة وتفصيلا من الشعبين الأردني والفلسطيني"، مشيرا إلى عدم قبولها من "أي مواطن عربي أو منصف في العالم".

 

واعتبر ان "صفقة القرن هذه معادلة من طرف واحد وإهداء مجاني لإسرائيل".

من جهتها أعلنت الخارجية المصرية تقديرها جهود الإدارة الأمريكية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، داعية الفلسطنيين والإسرائيليين إلى دراسة "صفقة القرن".

 

وقالت الخارجية في بيان لها إن "جمهورية مصر العربية تقدر الجهود المتواصِلة التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل التوصُل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".

 

ودعت الوزارة "الطرفيّن المعنييّن إلى الدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية".

 

ولفتت إلى أهمية طرح الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي رؤيتهما إزاء الخطة الأمريكية، من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات وآمال الشعبين في تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما، ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

 

كما حذر حزب الله اللبناني، من أن صفقة القرن الأمريكية المزعومة، "سيكون لها انعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها".

 

وقال حزب الله في بيان إن "الخطوة الأمريكية خطيرة للغاية وسيكون لها انعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها".

 

وأضاف أن "الإدارة الأمريكية الشيطانية وبعد عقودٍ من دعم العدو واحتلاله واعتداءاته ومجازره بحق الشعوب العربية، توجت عدوانها بمحاولة القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والشرعيّة".

 

وشدّد على أنّ "هذه الصفقة لم تكن لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عدد من الأنظمة العربية الشريكة سراً وعلانيةً في هذه المؤامرة".

 

من جانبه قال المتحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، بعد اتصال هاتفي بين جونسون وترمب، اليوم الثلاثاء، إن الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط يمكن أن تكون خطوة إيجابية.

 

وأضاف المتحدث: "ناقش الزعيمان اقتراح الولايات المتحدة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي يمكن أن يثبت أنه خطوة إيجابية للأمام".

 

كما دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن خطة السلام هي "بكل وضوح اقتراح جدي". وأكد في بيان أن "اتفاقا للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤدي إلى تعايش سلمي يمكن أن يفتح آفاق المنطقة برمّتها، وأن يمنح الجانبين فرصة لمستقبل أفضل".

 

وحث راب الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين على النظر بإنصاف في الخطة. وقال رب "هذا اقتراح جاد بكل وضوح ويعكس الوقت والجهد المكثف".

 

وأضاف أن "الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين هم وحدهم الذين يمكنهم تحديد ما إذا كانت هذه المقترحات تفي باحتياجات شعبيهما".

 

وقال "نشجع على بحث هذه الخطط بشكل حقيقي ومنصف واستكشاف ما إذا كانت تبرهن على أنها خطوة أولى على طريق العودة للمفاوضات".

 

أما روسيا فقد اعتبرت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها أن "اقتراحات الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط هي واحدة من المبادرات"، مشيرةً إلى أن واشنطن ليست "من يتخذ قرار التسوية".

 

وشددت موسكو على أنه "يجب أولا على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يبدوا رأيهم".

 

ودعت روسيا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الشروع في "مفاوضات مباشرة" لإيجاد "تسوية مقبولة للطرفين".

 

وشدد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالات أنباء روسية على ضرورة "الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأميركي مقبولاً للطرفين أو لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية".

 

وأضاف "المهم هو أن يعبر الفلسطينيون والعرب عن آراءهم"، مشيراً إلى أن موسكو ستقوم بـ"دراسة" الخطة الأميركية.

 

ومن المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء إلى موسكو لعرض الخطة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

وأعربت روسيا أكثر من مرة عن استعدادها لاستقبال مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 

من جهتها، رفضت تركيا خطة ترمب للسلام بوصفها محاولة لسرقة الأراضي الفلسطينية والقضاء على احتمالات إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

 

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن "هذه الخطة تهدف إلى القضاء على حل الدولتين وسرقة الأراضي الفلسطينية." وأضافت أن مقترحات ترمب "ولدت ميتة".

 

من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية على "تويتر" تعليقا على خطة ترمب للشرق الأوسط: "يجب أن تحفظ أي خطة للسلام حقوق الفلسطينيين والإسرائيليين".

 

وتابعت: "يجب أن تحفظ أي خطة للسلام حقوق الضحايا في العدالة والتعويضات وغيرها من حقوق الإنسان بما في ذلك حق العودة".

 

من جهته، قال وزير الخارجية الالماني هايكو ماس إن الحل "المقبول من الطرفين" هو وحده يمكن أن "يؤدي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

 

وأضاف في بيان أن "الاقتراح الأميركي يثير أسئلة سنناقشها الآن مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي"، معدداً ضمن هذه الأسئلة "مشاركة أطراف النزاع في عملية تفاوض".

 

بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء التزامه "الثابت" بـ"حل الدولتين عن طريق التفاوض وقابل للتطبيق".

 

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان باسم دول التكتل إن الاتحاد "سيدرس ويجري تقييما للمقترحات المقدمة".

 

وأضاف أنه سيفعل ذلك على أساس ما أعرب عنه سابقا، داعياً إلى "إعادة إحياء الجهود اللازمة بشكل عاجل" بهدف تحقيق هذا الحل التفاوضي.

 

المصدر: وكالات


Create Account



Log In Your Account