لم يكن عاما سيئا بمجمله...
الثلاثاء 31 ديسمبر ,2019 الساعة: 05:05 مساءً

لم يكن عاماً سيئاً بمجمله..

صحيح ان سنة الحرب الخامسة التي تصلَّبت بداخله ، اكلت من قدرتي على المقاومة الكثير لكنها ، مع اخواتها الاربع، لم يكسرنني تماما ...

وان حديقة منزلية، لم اشف من نسيانها ، كانت ولسنوات طويلة جزءً من تدوينات الايام وسيرة الحرب، اُكرهت على التخلص منها بعد "طردي" من مسكن ظننت اني مالكه.

صحيح اني، في اشهره الاخيرة ، تحولت الى مديون كبير لكثير ممن احب من الناس بسبب اكلاف النقل من المسكن ومصاريفه الملحقة، لكنه لم يكن عاما سيئا بمجمله،

ففيه فرحت كثيرا بزفاف نجلي البكر "تمام" حين غمرني فيه الاحبة بدفء كبير ،

وفيه رأيت ابني "تميم" ، وعلى خطى اخيه، يشق طريقه العملي بعصامية رائعة، دون ان يكون بحاجة لمساعدتي.

لم يكن سيئا بمجمله هذا العام الذي نتمسك باخر اهدابه،

ففيه تعرفت على اصدقاء جُدد ، اعادوا تفجير طاقات مخبؤة بداخلي ، فصرت ابصر الحياة ، ومن جديد، من غير زوايا الدم والعتمة التنكيل، التي عظمها القتلة وتجار الحروب في مشاعرنا.

 

كتبت كثيراً، وقرأت اكثر، ومما انجزت من الكتابة هناك ما اُحتفي به في منصات التواصل ووسائل النشر بكثير من الحب والتقدير.

 

شاركت في التحضير والتنفيذ للعديد من الفعاليات الثقافية، فتيقنت ان الرئة التي نتنفس منها لم تتيبس بعد، رغم كمية التراب التي صُبَّتِ بداخلها.

 

بعد سنوات طويلة من الانقطاع عدت للقراءات الشعرية في فعاليات مفتوحة، وواصلت اعداد ثلاث مجموعات للنشر ، وتنقيح كتابين نقديين، وثالثٍ في الشأن العام، وكلها مجهودات سنين طويلة من الكتابة والتأليف, ووجدت في هذا العام كثيرا من الصبر لإعادة معاينتها، من خارج أنساقها الزمنية وخبرات التأليف التي حكمتها.

لم يكن عاما سيئا على كل حال، حتى وان كانت غرزات اسنانه الحادة لم تزل عميقة في اجسادنا .

 

وكل عام وانتم ومن تحبون بالف خير وصحة وسعادة

 

- من صفحة الكاتب على الفيس بوك


Create Account



Log In Your Account