خيار الطريق الثالث
السبت 28 ديسمبر ,2019 الساعة: 07:44 مساءً

اضطرت الحرب اليمنيين الى الهجرة خارج اليمن فرارا من جحيم الحرب وويلاتها.

وهم يخرجون خفافا وثقالا. ويتسرب معهم راس مال مادي كبير ولكن وهذا الأهم راس مال اجتماعي وثقافي. وتفقد البلاد كوادر تربوية وفنية وأكاديمية قيمة.

 

ومع مرور الوقت يستأنسون البقاء خارج البلاد لكنهم لا ينسون جرح اليمن الكبير.

 

 التسارع في تشكيل كيانات يمنية ذات طابع سياسي وثقافي خارج اليمن يعني فقدان الأمل في نهوض كيان يمني جامع في اليمن يلبي تطلعات الناس في لم شتاتهم سياسيا وثقافيا.

 

وهو مؤشر مؤلم على توطن الذين خرجوا من اليمن. وسيكون أسوأ من هذا انتاج رموز ثقافية وأيقونات غير الطير الجمهوري وعلم اليمن الواحد ونشيده الوطني.

 

عجز الحكومة الشرعية عن تمثيل الناس والعمل على تحقيق مطالبهم في استعادة الدولة هو الدافع الأول لخلق كيانات متعددة مشتتة.

 

فكرة الطريق الثالث هي من ناحية نتيجة لهذا الشعور بقدر ما هي افتكاك من شرعية الحكومة وبالتالي شرعية معركتها. وهي وان كانت انتهازية مبطنة الا انها واقع مرير يستدعي إعادة ضبط إيقاع الشرعية وطرح السؤال في قدرتها وكفاءاتها وإراداتها في لم طاقات اليمنيين بمختلف مشاربهم لخوض معركة استعادة الدولة والحفاظ على يمن موحد واستكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية.

 

يتكيف الناس مع الأوطان الجديدة ويتبنون ثقافتها وهذا امر منشود لكنهم أيضًا يتبنون توجهاتها السياسية التي قد لا تكون بالضرورة تصب في مصلحة اليمن.

 

الذين في تركيا صاروا أتراكًا اكثر من الأتراك والذين في ماليزيا صاروا مهاتيريين والذين في الإمارات صاروا إماراتيين اكثر من الإماراتيين.

 

- نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك


Create Account



Log In Your Account