أمي ورد حكاية كفاح
الثلاثاء 17 ديسمبر ,2019 الساعة: 03:52 مساءً

 لمن سأكتب في غمرة الحزن على الفقدان سواك يا أمي ، ومن سأتذكر سواك يا أمي ، هذه الطرق وهذه المدرجات تشهد على مدى كفاحك يا أمي ، والفجر يشهد خطواتك الأولى نحو الحقول ، في البرد وفي الحر لا تكلين ولا تتعبين ، ورد يا أجمل الأسماء ويا أكمل الأمهات حناناً وعطفا، أفتقدك كما لم أفتقد أحداً، وكلما وجهت ناظري نحو الشعاب أتذكرك، ونحو بيوت القرية أتذكرك، وفي المنزل ودارنا القديم أتذكرك ، حاضرة أنت يا أماااه في كل الأمكنة ، كنت تزرعين الأرض منذ أن كنا صغار وحتى صرنا كباراً ، وكنا بعيدين عنك هناك في المدينة حيث غيبتنا ظروف الحياة بحثاً عن لقمة عيشٍ كريمة ، وكانت أسعد الأيام عندما أكون بجانبك ، وأسعد اللحظات معك يا أمي ، وفي ظروف الحرب نزحت من المدينة اليك وعشت أجمل أيام عمري معك يا أمي ، وكنا نتبادل الضحكات ونمرح بصوت عال ، أناديك بـ اسمك فتقولين لي قل يا ماما وانت تبتسمين..


يا الله كم أشتاق إليك وكم أنا متعب بفقدانك، ضاق العالم وضاقت الأمكنة، مع من سأضحك ومع من سأحكي الحكايات، ولمن سأنادي فأنا معتادٌ على ندائك يا أمي، أنا لا أجاملك يا أمي فأنت كنت نعم الأم التي تحب أطفالها أبنائها سواء عندما كنا صغاراً أو عندما كبرنا وكبرت أحلامنا، دعواتك لنا كانت دائماً تحيط بنا ، تمنع عنا إنكسارات الحياة ، كل من عرفك ترحم عليك يا أمي ودعا لك بالرحمة والمغفرة من قلبٍ خالص ، كنت خالية من الأحقاد والضغائن تسامحين وتغضين الطرف عن الإساءة، وكيف سيحيا من سيتذكر اليوم تكديره حياتك ولو بشطر كلمة..

 

يا أمي أنا حزين ومدى حزني ليس له حدود والقلب منكسر والعين تحجرت من الدمع في وحدتي ، حتى الأشجار تتذكرك وانت تلملمين اوراقها ، والنباتات وانت تجزينها لتطعمين بقرتنا الوحيدة ، خطواتك المميزة وكلماتك الطيبة وضحكاتك الهادئة الجميلة كل ذلك مخزون في ذاكرتي يا أمي ، ستظلين دائماً وأبداً معي يا أمي لن أنساك ولن أنسى نصائحك وإرشاداتك لي ، رحمة الله عليك يا أمي ، وأسأله تعالى أن يسكنك الفردوس الأعلى في الجنة .


Create Account



Log In Your Account