العمل المدني طريقنا الى الخلاص..
الأحد 25 مارس ,2018 الساعة: 03:06 مساءً

في زمن البندقية، والمدرعة، والكلاشنكوف، أصبح العمل المدني ضربا من المستحيل، بل ان هناك من لم يعد يصدق، او يؤمن، بان العمل المدني يمكن ان يحدث اي تاثير في مجتمع اصبح مدجج بالسلاح، والعنف، بما فيهم اطفالنا امل الغد، الذين اصبحوا يتاثرون سلبا بما يحدث من حولهم، وما تضخه اليهم شاشات الفضائيات.

لليائسين، والمحبطين، اقول: الم تكن ثوراتنا ضد الظلم، والاستبداد، منذ 2007 وما بعدها مرورا ب2011 ثورات مدنية، سلمية، قمة في التضحية، والاخلاق، والبذل، الم تستطع تلك الصدور العارية، والدماء الزكية، ان تسقط الاستبداد، والاستعمار الداخلي، الذي جثم علئ صدورنا لعقدين، او ثلاثة ونيف، الم يشهد لنا العالم بان ما حدث في بلدنا اشبة بمعجزة سماوية..بلد مدجج بالسلاح، ولديه موروث ثقافي، مثقل بالصراع، والعنف، والحروب، ينتفض سلميا، ومدنيا، مطالبا بحقوقه المسلوبة، ومنذ الانطلاقة الاولى في ساحة العروض بالعاصمة عدن قبل 11 عام والي اليوم تحقق الكثير لليمنيين، جنوبا، وشمالا..فلاداعي لليأس، والقنوط اذن، من العمل المدني، فهو طريقنا الاسلم لاستعادة المبادرة، ودفة التغيير، واستكمال الاهداف.

وهذا لايعني التخلي عن السلاح في مواجهة المخاطر،وانما علينا ان ندرك ان مشروعنا الاول، هو سلمي، ومدني،قابل للازدهار، والتأثير، وعلينا ان نرسخه، وندافع عنه، ونحميه، بالطرق المناسبة.

وما حدث منذ مارس 2015 هو بمثابة ثورة مضادة ضد المشروع السلمي، والمدني، ناهيك عن الاخطاء الجسيمة التي ارتكبتها النخب السياسية اليمنية، التي جات بعد ثورة فبراير، وما تزال في خانة الضعف، والعجز حتى الان، وما نلمسه اليوم من مظاهر سلبية في المناطق المحررة، هو من مؤثرات الثورة المضادة، التي ما تزال لديها ايادي، وادوات، تعبث، وتعمل لتشويه المقاصد النبيلة لتضحيات الجماهير، فضلا عن غياب الرؤية الوطنية، والعملية، لدى جميع القوى المؤثرة في المشهد، او ان هناك قصور كبير ينتابها، لكن هذا لايعني الاستكانه، والاستسلام، فالمجتمع المدني عليه ان يقوم بدوره في التوعية، وتقريب وجهات النظر، وتشكيل حلقات تواصل مع الجهات المعنية، بروح وطنية، منفتحة على الجميع، وحشد طاقات النخب، والمثقفين، والشباب، للتغلب على الواقع الصعب، وانتاج الافكار الملهمة، والمؤثرة، دون التاثر بالمثبطات، والاحباطات، والتصنيفات التي يلقيها بعض العاجزين، والفاشلين، المسكونيين بثقافة الاقصاء، والاستسلام، والتآمر.

كل هذا المخاض الطويل، لابد ان يفضي في الاخير الي مولود كامل، ومكتمل، في الصورة التي تلبي تطلعات الجميع، في الحرية، والعدالة  والمواطنة،والعيش الكريم، والتعايش، والامن، والاستقرار، والبناء.

رغم الالم..يبقى الأمل موجود وعريض..والله يقف الي صف المؤمنين..فكونوا مؤمنين بالهدف،والوسيلة، والقضية، والمستقبل المشرق.

وبالعمل المدني، والفكري، والثقافي، نستطيع ان نؤثر، ونحدث الفارق.



Create Account



Log In Your Account