الخميس 28 نوفمبر ,2019 الساعة: 06:02 مساءً
تعز - خاص
قالت رابطة أمهات المختطفين، اليوم الخميس، إنها وثقت مقتل عشرات المختطفين في قصف طيران التحالف لسجن كلية المجتمع بمحافظة ذمار.
وأشهرت الرابطة في محافظة تعز، تقرير لها حمل عنوان "القبر الكبير" والذي سلط الضوء على جريمة قصف سجن كلية المجتمع بمحافظة ذمار من قبل طيران التحالف العربي بعد ان اختطفتهم جماعة الحوثي المسلحة لسنوات مما نتج عنه مقتل "137" من المحتجزين وجرح "45" منهم.
وقالت مسؤول الرابطة في محافظة تعز "أسماء الراعي" خلال فعالية الإشهار، إن الرابطة رصدت العشرات من حالات الاختطاف والإخفاء القسري داخل سجن كلية المجتمع بذمار التابع لجماعة الحوثي المسلحة قبل قصف طيران التحالف العربي، واستمعت الرابطة لشهادات عددٍ من المفرج عنهم الذين كانوا قد احتجزوا داخل هذا السجن، كما رصدت عشرات الحالات لضحايا جريمة قصف طيران التحالف العربي وتداعياتها على ذوي الضحايا.
ورصد التقرير – حصل الحرف 28 على نسخة منه - شهادات مختطفين خرجوا من سجن كلية المجتمع، مشيرين إلى انهم كانوا يتكدسون في مساحة ضيقة مقارنة بعددهم الكبير.
ونقل التقرير عن شهادة أحد المختطفين الذين خرجوا من سجن كلية المجتمع قوله "كنا في ازدحام شديد حيث كان عددنا في العنبر الواحد 160 شخصا لدرجة أن الواحد منا كان يتنفس من فم صاحبه وكنا إذا أراد أحد منا الذهاب لدورة المياه يجد صعوبة شديدة في تخطي الزحام حتى يصل إلى دورة المياه".
وأشار التقرير إلى تردي الخدمات الصحية ورفض القائمين على سجن كلية المجتمع إسعاف المرضى ومداواتهم والإهمال الصحي المتعمد.
وذكر التقرير أن ذلك تسبب في إصابة العديد من المختطفين بالأمراض المزمنة وتسبب ذلك في وفاة المختطف المعلم صادق قائد فرحان الحيدري من محافظة تعز بتاريخ 6/5/2018م، ثم انتشار عدوى مرض السل الرئوي بين المختطفين ووفاة المختطف هلال الجرف بالسل الرئوي في 22/2/2019 وإصابة أحد عشر مختطفا بهذا المرض (توفي منهم ثلاثة في القصف)
وبشأن واقعة قصف سجن كلية المجتمع، قالت التقرير إنه "في تمام الساعة الثانية عشرة وست دقائق من صباح الأحد 1/9/2019م قصفت طائرات التحالف مبنى كلية المجتمع الذي يحتجز فيه الحوثيون "مائة واثنان وثمانون" مختطفاً بسبع غارات تركزت على المبنى الذي يتألف من دورين وكذا الساحة المجاورة للمبنى".
ووفق التقرير أن الغارات استهدفت – أيضاً- الناجين الذين حاولوا الهرب والنجاة بأنفسهم، مشيراً إلى أن من نجا من الغارات لاحقته رصاصات عناصر جماعة الحوثي الذين تعقبوا الفارين لإعادتهم إلى المعتقل.
وذكر التقرير أن الغارات اسفرت عن مقتل "137" مختطف و إصابة "54"آخرين بحسب إحصائية الرابطة، لافتاً أن معظم ضحايا سجن كلية المجتمع من المختطفين مدنيين اختطفتهم جماعة الحوثي من نقاط التفتيش في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وانتقد التقرير موقف التحالف العربي من الحادثة التي تحدث عنها المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي العقيد تركي المالكي وقال إن الغارات استهدفت مخازن سلاح وطائرات مسيرة للحوثيين.
وبحسب التقرير، فإن قوات التحالف العربي لم تعلن حتى اللحظة عن أي تحقيق في هذه الجريمة كما تنص القواعد العرفية في القانون الدولي الإنساني.
وحول تعامل جماعة الحوثي مع الضحايا وذويهم، قال التقرير إن بعض أسر المختطفين تعرضت للاحتجاز عند مجيئهم للتعرف على جثث ذويهم من الضحايا واستلامها مما تسبب ذلك في إحجام كثير من أسر الضحايا عن السفر إلى ذمار خوفا من الاحتجاز.
وأضاف التقرير أن عملية رفع الأنقاض فقد كانت "تسير بتباطؤ واضح". مشيراً إلى أن عدد من الجثث ظلت إلى اليوم السابع "تحت الأنقاض وسجلت الكثير من الحالات بوفيات دون جثث أو أشلاء".
وتابع التقرير " عند زيارة فريق الرابطة لمستشفى ذمار وجد حاوية تضم أشلاء الضحايا والجثث المجهولة من قتلى القصف وهي تقطر ماء من إحدى زواياها ورائحة تحلل الجثث تعم المكان المحيط بالحاوية مما يدل على أنها تظل لفترات دون تبريد، كما أن كثيرا من الأسر استلمت الجثث وقد بدأت بالتحلل".
وطالب التقرير بتمكين ضحايا الاحتجاز من حقوقهم الانسانية كاملة وايقاف الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية بحقهم والافراج الفوري عن جميع المختطفين والمخفيين قسرا دون مسوغ قانوني لاحتجازهم.
كما شدد التقرير على ضرورة محاسبة المرتكبين والمتسببين بجريمة قصف سجن كلية المجتمع بذمار وتقديمهم للمحاكمة العادلة وتعويض ضحايا قصف السجون وذويهم.
وطالب التقرير – أيضاً- بفتح تحقيق محلي ودولي في جرائم قصف السجون وأماكن الاحتجاز.