رامبو في تعز
الجمعة 22 نوفمبر ,2019 الساعة: 02:24 مساءً

لا شك أن كثيرين يعرفون شخصية رامبو التي روج لها الامريكان بعد هزيمتهم النكراء في فيتنام، ورامبو هو الشخصية العسكرية الامريكية التي لا تقهر، سلفستر ستالوني اجاد الدور وخفف من حالات الانهيار النفسي لدى كثير من الأمريكيين وبخاصة الجنود الذين شاركوا في تلك الحرب الخاسرة، ربما كما هو حال السعوديين اليوم في اليمن، هذه نبذة صغيرة عن رامبو أمريكا، وفي كمان رامبو الفنان والشاعر الذي سكن عدن في زمن احتلال بريطانيا لجزء من جنوب اليمن، اما رامبو تعز فقصته ثانية ومختلفة نوعاً ما عن الشخصيتين.

 

رامبو تعز يمتلك السلاح والعصابة ولما أقول العصابة فأنا أعني شوية مسلحين يأتمرون بأمره مع بعض الصلات القوية داخل قيادة السلطة العسكرية والأمنية والإدارية لتعز، وصاحبنا مهمته ابتدأت اثناء الحرب ضد الحوثيين، وكان كلما تحرر جزء من المدينة بسط على أفضل العمارات التي يراها، وعندما يأتي الملاك او المستأجرين يرفض تسليمهم مساكنهم وإذا اضطر الى ذلك طالبهم بحقوق، أموال يدفعونها مقابل حق الحراسة، هذا وقد فرغ المساكن من المحتوى كما يقول الناس، يعني يسرق وفوق السرقة والنهب يريد مقابل هذه السرقة وهذا النهب.

 

زمان أغبر هذا الذي نعيشه، وسرق من نوع جديد، بالأمس وانا اشاهد إحدى النساء الضحايا على قناة بلقيس في حديث المساء هالني حديثها عن جرأته، فهي تقول انها استأجرت عمارة كمشروع استثماري، واتى رامبو وسيطر على العمارة ورفض الخروج منها ، هي لجأت للقضاء وعندما حضر ربما للمرة الوحيدة عند القاضي هددها ورفض الخروج من العمارة ، وهدد من يحاول إخراجه منها.

 

يعني رامبو حقنا لا يعترف بمحاكم ولا قضاء، يعترف بالقوة التي منحته حق السطو على أملاك الاخرين، احكام القضاء صدرت لصالح المستثمرة سحر كما في حديث المساء ولكن المشكلة ما فيش دولة داخل المدينة، الدولة موجودة فقط على المساكين اذا اختلفوا مع واحد مثل رامبو تأتي الدولة لتعين رامبو المرقم في جيشها على المواطن المسكين، الناس تتألم من أمثال هؤلاء الذين يسيئون للجيش وللأمن العام ممن استغلوا انتمائهم لهما وقاموا بنهب وكذلك البسط على أملاك الاخرين.

 

زمان كان صعاليك الجاهلية قبل الإسلام يغيرون على قوافل التجار ويهبون ما يغنمونه للفقراء والمعدمين ولا يبقون في جيوبهم شيئاً ، كان في عندهم نزعة لتعويض الفقراء عن ظلم الأغنياء، اصحابنا حق هذا العهد يريدون استثمار الوضع الراهن في ظل الحرب لتكوين ثروات شخصية على حساب أصحاب الحقوق، يعني يشتوا يقنعوا بالصميل المواطن المسكين إنه عهد عفاش كان أرحم من هذا العهد وادواته في تعز.

 

رامبو تعز يعرفه القاصي والداني وقيادة المحافظة والجيش والامن متغاضية عنه ومهتمة بالمماحكات السياسية ضد المخالفين ومحاولة منع خروج مظاهرات تندد بفسادها و يا ليت يهتموا بحل مشاكل الناس مع رامبو ويعيدوا الحقوق لأصحابها ويشعروا المواطن ان القانون موجود، كما أبو العباس ما عاد موجود في المدينة، عشان نجيب عذر لعدم تطبيق القانون، المدينة لون وتوجه واحد جيش وامن ما فيش عذر للسكوت والمماطلة، وإلا فالطوفان قادم وسيسحق الجميع.

 

رامبو هنا: رمز لكل ناهب يمتلك السلاح والقوة. نعتذر لرامبو الامريكاني عن الاستعارة، رامبو حقنا يسحق المعنويات، عكس رامبو أمريكا الذي كان هدفه رفع المعنويات للأمريكيين.


Create Account



Log In Your Account