سكة الرياض الخاطئة
الأحد 17 نوفمبر ,2019 الساعة: 08:51 مساءً

الطريق الذي تسلكه الرياض يؤدي بها الى الهاوية في المستقبل، ذلك أنه في المحصلة سوف يؤدي الى بقاء الحركة الحوثية كجماعة مسلحة ولو في إطار محدود كما يتوقع، فلا يمكن للحركة الحوثية أن تتخلى عن سلاحها بعد ما حققته من تهديد حقيقي للسعودية.

 

تعتقد الرياض أن عقد إتفاق سلام مع الحوثيين سوف يعمل على إبعاد خطرهم عن أراضيها، وهذا غير ممكن في ظل عقيدة يحملها الحوثيون في صميمها ان السعودية خطر على الإسلام الشيعي وخطر على مشروع الحركة الآن وغداً، كان باستطاعة الرياض ان تقلص حجم الحوثيين لو أنها عملت بصدق وإخلاص على عودة الشرعية الى اليمن وبسط سيطرتها على كامل الأراضي المحررة من سلطة الحوثيين، ولكنها خطت خطوات كبيرة ضد الشرعية وضد انهاء الحرب بطريقة تؤدي الى السلام الحقيقي لليمن وللسعودية، وهي الطريقة الواضحة التي تعني ان يكون جيش الشرعية واحد وغير متعدد، ان تكون الأجهزة الأمنية موحدة تحت قيادة وزارة الداخلية، أن تكون الإيرادات من النفط والضرائب تسير الى وجهةٍ واحدة هي البنك المركزي اليمني في عدن.

 

ما يجري من تفاوض ليس خاسراً فيه اليمنيون بقدر السعودية التي ستتكبد ويلات هذا التفاوض في المستقبل، وحسب تطورات الاحداث في اليمن فإن الرياض لا تريد ان يكون هناك جيشاً وطنياً حقيقياً خالياً من العصبيات القبلية ومن السيطرة الحزبية وغيرها، فهي ترى في هذا الجيش الذي ينشده اليمنيون خطراً عليها في المستقبل وهو مفهوم خاطئ اجبرها على سلوك سكة خاطئة نحو السلام مع الحوثيين بالطريقة التي نراها.

 

اليمنيون يهمهم السلام اولاً بعد معاناة شديدة من الحرب، وسيستطيع اليمنيون مواجهة الحركة الحوثية إذا توقف الدعم الخارجي لها وبخاصة الدعم الجديد المتوقع من السعودية والخليج الذي سيكون هدفه احتواء الحركة الحوثية وابعادها عن إيران.

 

وحسب بعض التسريبات التي تخرج من المشاورات الحوثية السعودية فإن السعودية تكفلت ببناء جامعة الإمام الهادي في صعدة، وهذا يعني توسع مستقبلي جديد للحركة الحوثية على حساب توحيد التعليم في اليمن ووحدة ابناءه في الجانب الديني.

 

إن السلام الحقيقي في اليمن يكمن في إنهاء الانقلاب ودمج كافة التشكيلات المسلحة التي بناها التحالف في اطار الجيش الوطني اليمني وابعاد العناصر الفاسدة من قيادة الجيش والامن والدولة، والسعي الجاد لتطبيق مخرجات الحوار الوطني ، وتوحيد المنهج الدراسي في التعليم الأساسي والثانوية العامة بما يضمن عدم تمزق الأجيال اليمنية القادمة ، فخطورة تسيس التعليم كبيرة جداً وكارثية، فمن التعليم المسيس يخرج الإرهاب ويخرج التمزق والتعصب ومشاريع الحروب والتفتيت، فهل تصحو السعودية قبل فوات الأوان وتتجه نحو سكة السلامة وتنفيذ اهداف التحالف الذي قام اساساً من اجل عودة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي، لتنجو بنفسها من اخطار قادمة ولتعزز امن واستقرار اليمن في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة؟!


Create Account



Log In Your Account