الأزمات الدولية: اتفاق الرياض يحمل بصمات فاشلة وسيمنع انهيار التحالف الهش
الأربعاء 06 نوفمبر ,2019 الساعة: 03:27 مساءً
متابعات

قالت مجموعة الأزمات الدولية بأن اتفاق الرياض، الذي تم توقيعه مساء أمس الثلاثاء، يحمل بصمات الصفقات اليمنية السابقة التي فشلت، وسيمنع انهيار التحالف الهش.

 

وأوضح المجموعة في تحليل أعده الخبير المتخصص بالشؤون اليمنية "بيتر ساليزبري" أن اتفاق الرياض يحمل بصمات الصفقات اليمنية السابقة التي فشلت فلقد صيغ بطريقة فضفاضة، وذلك على الأرجح لأن الغموض كان مطلوبًا لحث الخصمين على التوقيع عليه".

 

وأضاف أن الاتفاق يترك عدداً من الأسئلة المتعلقة بالتنفيذ دون إجابة، مشيرا إلى أنه يدعو إلى تشكيل حكومة جديدة والى سلسلة من إصلاحات الأجهزة الأمنية في عدن في غضون 30 يومًا من التوقيع. لكنه لا يحدد أيما ترتيب مُعين يتعين على الأطراف بموجبه اتخاذ هذه الخطوات.

 

وأشار إلى أن حكومة هادي تفضل أن يمضي المسار الأمني أولاً، كشرط مسبق للتحرك على الجانب السياسي، في حين يفضل الانتقالي الجنوبي العكس.

 

وتابع إن "من بين القضايا العالقة الأخرى مسألة من سيحصل على مناصب وزير الدفاع والداخلية في الحكومة الجديدة، مع كونهما معارضين محتملين للاتفاق مع الانتقالي". مضيفا أنه لا يبدو أن أي من الطرفين قد قبل بالكامل الحل الوسط الذي اتفقا عليه على الورق بغية استخدامه لتوسيع نفوذه الخاص.

 

ووفقا للتقرير بأن الاتفاق "سيمنع انهيار التحالف الهش" للقوات اليمنية الذي دعمتها المملكة العربية السعودية منذ تدخلها في اليمن في مارس 2015 لمنع المتمردين الحوثيين من السيطرة على البلاد.

 

ويقول دبلوماسيون ومسؤولون بالأمم المتحدة إنهم يأملون في أن يمهد الاتفاق الطريق إلى تسوية سياسية على المستوى الوطني. وفي الوقت الحالي، يوقف الاتفاق القتال بين الحكومة والانتقالي الجنوبي، والذي كان من شأنه أن يعزز الحوثيين ويؤخر احتمال إجراء محادثات سلام وطنية.

 

ولفت التقرير "ومثل كل الاتفاقات السابقة، يمكن توقع حدوث حالات تأخير وتأجيل متبادل بمجرد بدء التنفيذ. وبالتالي فإن العودة إلى القتال في الجنوب هي بالتأكيد في عالم الممكن".

 

وقال "بأن المحور الرئيسي للمحادثات السياسية الوطنية ليس مضمونًا بأي حال من الأحوال. إذ يقول الحوثيون إن المحادثات مع الرياض تسير على ما يرام لكن السعوديين يتحركون ببطء شديد في أداء دورهم في وقف التصعيد.  كما يبلغون عن تحشيد للقوات السعودية على طول الخطوط الأمامية الرئيسية ويخشون من أن اتفاق الرياض قد يمهد لحملة عسكرية متضافرة ضدهم".

 

من جانبهم، يقول مسؤولون حكوميون إنهم غير متأكدين مما تخطط له الرياض بعد الاتفاق، لكنهم يقرون بأن الحملة المعاد تنشيطها ضد الحوثيين هي خيار يروق لهم.

 

وقال التقرير "في الواقع، جزء من مراهنات الانتقالي في الضمانة السعودية -والتي يعتقد قادته أنهم حصلوا عليه الآن-تتمثل في الرغبة في لعب دور متصاعد في قتال الحوثيين أو حتى قيادته".

 

ووفق التقرير، لن يتحقق السلام الدائم بسهولة في اليمن. مشيراً إلى الأطراف الرئيسية في النزاع غيرت من مواقفها منذ بداية الحرب.

 

وقال إن "حكومة هادي تريد من الحوثيين تسليم صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطرون عليها. فيما يطلب الحوثيون ترتيبًا لتقاسم السلطة يمنحهم وزناً كبيراً في حكومة الوحدة، كما يريد الانتقالي وحلفاؤه الانفصال عن اليمن تماماً. ويريد السعوديون من الحوثيين قطع العلاقات مع إيران والتخلي عن الأسلحة الثقيلة لقوات أمن الدولة وضمان أمن الحدود". وفق التقرير.


Create Account



Log In Your Account