غضب يمني من حضور "بن زايد" توقيع اتفاق الرياض ومصادر تؤكد ممارسة السعودية ضغوطا كبيرة لإرضاخ هادي
السبت 02 نوفمبر ,2019 الساعة: 06:52 مساءً
خاص

أثار الكشف عن حضور ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، مراسيم التوقيع على اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ردود غاضبة ومنتقدة في أوساط اليمنيين.

 

والجمعة، كشف مصدر مطلع للحرف 28 أن اتفاق الرياض سيوقع بحضور محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وتاليا أكد سفير السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، في تغريدات عبر حسابه على "توتير"، مساء الجمعة، ما ذكرته مصادر الحرف 28 وقال "ستجري مراسم توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي يوم الثلاثاء (..) بحضور الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان".

 

وعبر آل جابر عن التطلع "لمرحلة جديدة من الاستقرار والأمن والتنمية في اليمن"، عقب توقيع الاتفاق.

 

وأعلنت الحكومة اليمنية عبر وزير الإعلام مساء الجمعة، أن موعد توقيع الإتفاق سيكون الثلاثاء المقبل، بعد تأجيل التوقيع على الإتفاق أكثر من مرة؛ آخرها الخميس الفائت عقب تطورات سقطرى وأبين الأمنية والعسكرية.

 

وينص الإتفاق في أهم بنوده على عودة الحكومة والرئيس الى العاصمة عدن ودمج كافة التشكيلات العسكرية والأمنية تحت وزارة الدفاع والداخلية بعد تشكيل حكومة جديدة مناصفة بين الشمال والجنوب، تشمل في قوامها المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات.

 

كما يمنح الإتفاق التحالف بقيادة السعودية حق الإشراف على تنفيذ بنوده " وتوحيد كافة الجهود تحت قيادة تحالف دعم الشرعية لإعادة الأمن والاستقرار لليمن ومواجهة التنظيمات الإرهابية" ما اعتبره البعض تفويضا بالوصاية للتحالف على الشرعية والبلاد.

 

لكن حضور ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد فعالية توقيع الإتفاق، اثارت استياء واسعا بين اليمنيين، سيما بعد اتهام الإمارات رسميا من قبل الحكومة الشرعية بالوقوف خلف انقلاب 10 اغسطس في عدن الذي أفضى لوضع المجلس الانتقالي المدعوم من ابوظبي يده على العاصمة المؤقتة والسيطرة على مؤسسات الحكومة الشرعية.

 

ومن شأن حضور بن زايد أن يمنح الإمارات غطاء عن الجرائم التي ارتكبتها في اليمن خلال المرحلة الماضية من الحرب بحسب سياسيين وصحفيين يمنيين.

 

وتساءل مختار الرحبي مستشار وزير الإعلام اليمني، عبر حسابه على "تويتر": "كيف سيصافح محمد زايد رئيس الجمهورية بعد أن قام بقصف جيشه بغارات جوية غادرة جبانة".

 

وتابع متسائلا: "كيف تحولت الإمارات من طرف في الأزمة إلى وسيط؟".

 

وفي 29 أغسطس/آب الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية، أن الطائرات الإماراتية الداعمة للمجلس الانتقالي الجنوبي، شنت غارات استهدفت مواقع الجيش في محافظتي عدن وابين جنوبي البلاد، أثناء محاولته استعادة السيطرة على العاصمة المؤقتة.

 

وبحسب بيان لوزارة الدفاع اليمنية، فقد نتج عن القصف "مقتل وإصابة 300 من ضباط وجنود في الجيش فضلاً عن تدمير وإحراق أكثر من ٢٠ آلية عسكرية وعدد من الأسلحة المتوسطة، بالإضافة إلى تدمير وإحراق ٤ سيارات إسعاف".

 

وأقرت الخارجية الإماراتية في بيان آنذاك أن بلادها "شنت ضربات جوية، جنوبي اليمن"، وبررت ذلك بأنها "استهدفت مجموعات مسلحة ردًا على مهاجمتها قوات التحالف في مطار عدن".

 

واعتبر الصحفي اليمني، سلمان الحميدي، حضور بن زايد "ضربة أخرى لبقايا قوة الشرعية، التي علقنا عليها آمال استعادة الدولة". واصفاً حفل التوقيع على اتفاق الرياض بـ "مراسيم تحاصص الجثة!".

 

‏أما الكاتب والروائي اليمني محمود ياسين، فقد اعتبر إصرار بن زايد على حضور مراسم التوقيع بأنه "شكل من إظهار علاقته بالأطراف السياسية اليمنية كراع للإتفاق".

 

وأشار إلى أن ذلك الأمر "يعفيه من كل الاتهامات التي وجهت ضد بلاده في المحافل الدولية".

 

وكتب ياسين ساخراً على حسابه في تويتر: "كل من أطلق تصريحا رسميا ضد الإمارات عليه الإعتذار من محمد بن زايد رسميا، في حال قبل بحضوره حفل التوقيع في الرياض".

 

وقال متعجباً: "من أطلقوا تلك الاتهامات سيجلسون معه على طاولة واحدة".

 

واعتبر ياسين مجرد الجلوس مع بن زايد أمام الكاميرات بأنه "إعلان رسمي ان ماقلته في الأمم المتحدة أو لوكالة أنباء هو مجرد أكاذيب".

وأضاف متهكماً: "أخبرت العالم أنه خصم، وتجلس معه كراع لاتفاق سياسي".

 

‏ووصف الكاتب والناشط كمال البعداني، حضور بن زايد بأنه "يشبه تماما فيما لو حضر القاتل مراسم دفن المقتول واستقبل فيه العزاء ثم تعهد بالثأر له".

 

وتتهم الإمارات بارتكاب جرائم حرب في اليمن، خلال السنوات الماضية من الحرب ونشطت دعوات لحملة مقاطعة دولية لأبوظبي من العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الفائت، وقالت تقارير صحفية إنها بدأت تبحث إمكانية القاء القبض على ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد بجرائم ارتكبتها بلاده في الحرب، بالإضافة لرئيس أركان الجيش حمد الرميثي.

 

ومطلع 2017 منعت قوات اماراتية طائرة الرئيس هادي من الهبوط في مطار عدن وأعاقت طوال عامين عودة الرئيس المعترف به دوليا الى هناك، ودعمت لاحقا في يناير 2018 تحركا عسكريا للمجلس الانتقالي الذي انشأته من تشكيلات موالية لها كادت تسيطر على قصر معاشيق بعد معارك ادت الى مقتل المئات مدنيين وعسكريين، فضلا عن محاولتها المستمرة لوضع يدها على جزيرة سقطرى.

 

وتقول معلومات مصادر "الحرف 28" إن الرئيس هادي رفض حضور بن زايد فعالية توقيع الاتفاق، وتسبب هذا الرفض في تأجيل التوقيع أكثر من مرة، لكن السعودية ضغطت بكل ثقلها على هادي للرضوخ، مقابل التزامها بأنها هي المشرف والمنفذ الوحيد للإتفاق.

 


Create Account



Log In Your Account