سقوط الأقنعة ..
الجمعة 01 نوفمبر ,2019 الساعة: 09:13 مساءً

سقطت كل الأوراق التي كان يتخذها الفاسدون في تعز لإسكات كل المناوئين لهم ممن يطالبون برحيلهم وتطهير السلطة المحلية ومكاتب الدولة منهم رفضاً لسياسة المحاصصة وتجويع الشعب. بعد أن تبين أن الشباب هم لسان الشارع والمواطن الذي طفح به الكيل ويعبرون عن مدى الوجع والقهر والغلاء والظلم الذي طال حياة الناس.

 

سقطت كل الأوراق بعد ارتقاع الأصوات المطالبة، برحيل الفاسدين والإلتفاف الواسع لكثير من شرائح المجتمع حول تلك الأصوات التي تطالب بأهداف مشروعة، ولا علاقة لها بالمماحكات السياسية والحزبية ولا يحركها طرف معين، إنما المحرك الأساسي لها وجع الناس الذين ضاقوا ذرعاً بالفساد المستشري في كل مرفق حكومي، وفاحت رائحتة النتنة وأصابت أنوف المواطنيين بالزكام، وصار لزاماً على كل الأحرار اجتثاث هذا الوباء المنبعث عن مسؤولي تعز، المتخمين بفساد قائم على سياسة المحاصصة وتقاسم المناصب وكلاٍ يعمل وفق خدمة حزبه أو جماعتة والتلاعب بالقضايا والمصالح العامة للمواطن على هذا الأساس ..

 

في المقابل، سقطت أقنعة الفاسدين المتشدقين بحب تعز وسمعتها والحرصين على عدم الإساءة لها وتشويهها، من خلال تناول قضايا تهم الناس، فمثلاً نشر صورة لتكدس القمامة وسط الشارع والمطالبة بوضع حد لهذا الملف، تعتبره السلطة المحلية أمر يسيئ لتعز وسمعتها من شخص حاقد!

 

سقطت أقنعة بعض القادة والمتباكون على تعز من أحزاب وسياسيين طوال خمس سنوات في ظل حرب وحصار تفرضة مليشيات الحوثي الإنقلابية على هذه المدينة، التي دفعت الثمن الأكبر في الحرب بقتل وتشريد الآلاف من سكانها، عندما ذهب الكثير الى معارك جانبية وتصفيات حزبية ضيقة، وعدم تغليب الذات في توحيد الصف والكلمة والهدف الواحد، المتمثل بمواجهة قوى الإنقلاب وتحرير المحافظة.

 

لكن بالنظر إلى كل الأسباب والعوامل الخارجية أو الداخلية التي أدت الى هذا الشتات لا يقلل بأي حالٍ من الأحوال من التضحيات الجسام، التي قدمها أبطال الجيش الوطني الذي سطر أروع الملاحم البطولية، وسجل تاريخ ناصع في مواجهة القوى الظلامية وتحرير مناطق واسعة ولا زال الأبطال يرابطون في السهول والجبال على إمتداد الجبهات ..

 

- أيها الفاسد: بالله عليك من يسيئ لتعز وجيشها؟

هل هو المواطن المظلوم المغلوب على أمره، الذي يطالب بالقبض والقصاص ممن قتل أخوه أو طفلتة دون وجه حق، أم أنت المتستر على المجرمين والقتلة وعدم تقديمهم للعدالة؟.

 

- أيها الفاسد: من المستفيد من إرتفاع الأسعار بشكل دائم وما دور مكتب وزارة الصناعة والتجارة والغرفة التجارية في ضبط الأسعار؟

 

مثلاً : كان سعر الكيس الدقيق ب 7500 ريال قبل الأزمة الإقتصادية، حينها كان سعر الدولار 500 عندما أرتفع سعر الدولار الى 800 ثم تراجع سعر الدولار الى 500 ، سعر الكيس الدقيق حالياً 13500ريال , دعك من هذا المثال الصعب .. لماذا سعر العلبة الماء الشملان بحضرموت 100 ريال وفي تعز 200 ريال؟

 

- أيها المسؤول المحترم - عشان ماتزعل بلا (فاسد) - من يسيئ لتعز ؟

هل هو المواطن الذي يطالب بأبسط الحقوق تكفل له العيش بكرامة، أم أنت الذي تتقاسم مع أقرانك الإنتهازيون، مبالغ كبيرة بشكل يومي من الضرائب والجبايات التي تفرض هنا وهناك، مستغلين عدم الرقابة وحالة الحرب التي تشهدها البلاد ثم تتباكى عن حصار تعز ؟

 

- أيها الفاسد برضه المحترم : من يسيئ لتعز ويختلق الأزمات ويقتات منها ويفاقم من معاناة الناس، هل هو المواطن الذي يبحث عن السلعة وبالسعر المحدد بعيداً عن السوق السوداء، مثلاً الغاز المنزلي، أم أنت بتهاونك مع المخالفين والإنتهازيين، الذين يبيعون الغاز المخصص للإستهلاك المنزلي للتجار والمطاعم بأسعار مضاعفة، وحرمان المواطن منه؟

 

- أيها الفاسد : أمانة عليك من يسيئ لتعز ومكانتها الثقافية والعلمية، ويدمر العملية التربوية، هل هم الطلاب وكل من ينادي بعودة المعلمين لمزاولة عملهم المهني والأخلاقي بعد أن تسرب كثير منهم سواء إلى السلك العسكري، أو الى أعمال خاصة ومنهم من أنتزع قرارات باطلة للتفرغ تحت مسمى (مستشارين أو مشرفين انشطة أو متابعة وغيرها )؟

 

أنت الفاسد، أكيد، مسؤول عن انهيار العملية التعلمية، لأنك تمنح الرواتب كاملة عبر مصرف الكريمي دون رقابة، أنت المسؤول لأنك لم تُفعل الجهات الرقابية وتقدم البديل عن المنقطع وتعطي له راتبه . أنت الفاسد المسؤول عن الموجه والمعلم ، الذي يدخل قاعات اختبارات الثانوية العامة، ويقول للطلاب أفرقوا أولاً (جمع فلوس ) لإتاحة كل وسائل الغش لهم!

 

أعتقد كل مسؤول في تعز، بات يدرك قبل المواطن حجم الفساد المستشري في مكاتب الدولة وأجهزتها المختلفة سواء الأمن أو القضاء أو الصحة والتعليم والأحوال المدنية وغيرها من المؤسسات التي تلطخ فيها كثير من المسؤولين بفساد مالي وإداري، حتى منهم جاء بقرارات مخالفة لمعايير وأسس الوظيفة العامة القائم على الكفاءة والتخصص، بل وزعت المكاتب ومدراء ونواب المؤسسات الرسمية على أساس حزبي ومبدأ المحاصصة والتقاسم.

 

ولذا نؤكد على أهمية تغيير منظومة الفساد وإسقاط المحاصصة لأنها تختزل العمل وفق رغبات الحزب والجماعة التي تنتمي اليها بعيداً عن حاجات المجتمع وهمومه.

 

وإذا كان، لابد من المحاصصة وقد أصابتنا لعنة التقاسم فعلاً، فيجب على الأحزاب أن تدفع بأفضل عناصرها المشهود لها بالنزاهة والكفاءة القادرة على تحمل المسؤولية الوطنية بكل أمانه وإخلاص في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد.

 

أخيراً أقول لكل المشككين في مطالب الشارع ومدى سخطه على منظومة الفساد والعقلية التي تدار بها محافظة تعز: يكفيكم تملق وبيع الوهم للناس خاصة بعد اعتراف أرباب الفساد بفسادهم وأخطائهم ويعقدون مشاورات يومية للحد من تجفيف منابع الفساد ، وهنا يجب عليكم أن تنظموا الى صوت الشارع والمطالب المشروعة حتى وإم كنتم من قواعد الأحزاب أو الجيش، فمن حق كل مواطن أن يعيش بكرامة، أو اصمتوا وكفوا عن الإساءة للذين يطالبون برحيل الفساد والفاسدين وتصحيح كل الإختلالات الحاصلة، سيما بعد سقوط أقنعة المسؤولين في وحل الفساد طوال الفترات الماضية.


Create Account



Log In Your Account