كاتب وصحفي وأديب ومحامي.. العدني الملهم الذي قال للإنجليز: حان وقت الإستقلال
الإثنين 12 مارس ,2018 الساعة: 08:43 مساءً



ولد محمد علي لقمان في عدن في السادس من نوفمبر عام 1898م، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس عدن وحصل على شهادة (السنيور كامبردج) من بريطانيا عام 1922م.

كان يعمل دهاناً في أوقات الفراغ من الدراسة، وبدأ حياته العملية بوسيلة تنقل وهي الدراجة الهوائية التي كان بواسطتها يتنقل من مكان لآخر.

عمل في إدارة مدارس عدن لمدة أربع سنوات ما بين عامي 1924م - 1928م بعد ذلك تم فصله بسبب رسالة نقد للتعليم عنوانها (هل هذه قصاصة ورق ؟).

انتقل بعدها للعمل وكيلاً لشركة البس في الصومال في الفترة ما بين 1930 -1934م.

غادر إلى مدينة مومباي في الهند عام 1936م لدراسة القانون ونال شهادة المحاماة عام 1938م فأصبح لقمان أول عربي يعمل في مهنة المحاماة في محاكم عدن والصومال.

أنشأ صحيفة أسبوعية أسماها (فتاة الجزيرة) في 1 يناير 1940م كأول صحيفة يمنية في عدن وفي سبتمبر من نفس العام قام بشراء مطبعة صغيرة لتكون نواة لما عُرف فيما بعد بـ(دار فتاة الجزيرة). وقد تحولت لاحقا إلى صحيفة يومية.

كما قام بإنشاء صحيفة أسبوعية باللغة الإنجليزية اسمها (ايدن كرونكل) عام 1953 واستمرت الصحيفتان بعد وفاة محمد علي لقمان تحت إدارة ابنه الصحفي فاروق لقمان حتى استقلال اليمن الجنوبي عام 1967 .

نشاطه السياسي والتنويري

قاد لقمان حراكاً تنويرياً وتربوياً واجتماعياً وسياسياً واسعاً من خلال النوادي التي أنشأها أو أسهم في إنشائها مثل النادي الأدبي العربي عام ،1924 ونادي الإصلاح العرفي في عدن عام 1930 الذي ترأسه، ومخيم أبي الطيب المتنبي الذي أنشأه عام 1938 والذي كانت اجتماعاته تعقد في مكتب لقمان في الاسبلانيد بكريتر في عدن، ومن خلال مؤلفاته الكثيرة وأولها رسالة بالإنجليزية بعنوان (هل هذه قصاصة ورق؟) نشرتها دار تايمز أوف إنديا بالهند وانتقد فيها الأوضاع التعليمية في عدن، فكان جزاؤه فصله من عمله في التعليم في عدن على رغم أنه نشر الكتاب تحت اسم مستعار .

في عام 1932 نشر لقمان كتاباً يتمحور حول أسئلة النهضة التي ترددت في أكثر من بلد عربي وقتها وكان من أوائل الذين حاولوا الاقتراب من هذه الاسئلة : (بماذا تقدم الغربيون؟) وطبع الكتاب في القاهرة والمقدمة بقلم الأمير شكيب أرسلان .
في عام 1939نشر أول رواية في تاريخ اليمن بعنوان (سعيد)، وكان قد توقف عن نظم الشعر بعد ظهور أمثال علي أحمد باكثير وعبدالمجيد الأصنج ومحمد عبده غانم وعلي محمد لقمان من الشعراء وبعضهم كان ينشر قصائده المعاصرة في فتاة الجزيرة .
وقد نشر لقمان عام 1947 ثاني رواية له مستوحاة من أحداث في الهند ، أما بقية كتبه فقد كانت سياسية أو تاريخية أو مذكرات أو أدب رحلات في الصومال والحبشة وأرض الظاهر وتبلغ نحو 18 مؤلفاً .

كان كاتباً وعمل مراسلاً لعدد من الصحف العربية قبل أن ينشئ (فتاة الجزيرة) وأيدن كرونكل ومنها (الشورى) لمحمد علي الطاهر و(الجهاد) القاهرية و(فتى العرب) الدمشقية، و(البلاغ) القاهرية و(الجمعية الإسلامية) في يافا، و(بومباي سنتينل) و(بومباي كرونيكل) في الهند .

وأنشأ لقمان علاقات مع رجال النهضة في زمنه ومنهم محمد علي الطاهر، والأمير شكيب أرسلان، وعبدالعزيز الثعالبي، ومحمد كرد علي، وعبدالكريم الحطابي والقائد العسكري العراقي جميل جمال، والزعيم الفلسطيني أمين الحسيني، والزعيم الهندي الأشهر المهاتما غاندي كما تعرف على برتراند راسل وحاوره .

وربطته علاقة متينة ببعض مفكري وزعماء اليمن أمثال علي أحمد باكثير، والقاضي محمد محمود الزبيري، والاستاذ أحمد محمد نعمان، وأحمد محمد الشامي، وزيد الموشكي والرئيس السلال، والقاضي محمد الحجري، وأخيه القاضي عبدالله الحجري، والإمام عبدالله الوزير، وكان على معرفة بالإمام أحمد بن يحيى حميد الدين الذي حقد عليه لأنه فتح صدر صحيفته فتاة الجزيرة للأحرار، فحاول تفجير مبنى الصحيفة .

وقد درب لقمان الأستاذ النعمان على الصحافة حتى أنشأ الأحرار صحيفة (صوت اليمن) التي كان يشرف عليها الأمير سيف الحق إبراهيم بن يحيى حميد الدين أخ الإمام أحمد، وكان يحررها النعمان والقاضي الزبيري .

وعند قيام ثورة 1948 في شمال اليمن رافق سيف الحق إبراهيم إلى صنعاء، وقام بكتابة مسودة دستور الحكومة اليمنية الجديدة، وتحدث من إذاعة صنعاء مخاطباً ولي العهد أحمد بن يحيى حميد الدين مطالباً إياه بعدم محاربة الثورة، بل بالإنضمام إليها .

و غادر لقمان صنعاء في آخر طائرة غادرت صنعاء قبل فشل الثورة فنجا من موت محتم تحت سيف الإمام أحمد .
وكان لقمان صديقاً بل ربما قائداً لرجال التنوير في عدن والجنوب أمثال محمد سالم بيحاني، وأحمد العبادي وأحمد سعيد الأصنج، وأخيه عبدالمجيد الأصنج وعلي أحمد باكثير، ومحمد عبده غانم، ومحمد سعيد جرادة .

أسس مع حسن علي بيومي ومحمد حسن عوبلي في عام 1948 الجمعية العدنية التي كان هدفها التقدم دستوريا داخل نظام الكومنولث البريطاني ولكنها انقسمت على نفسها وانحلت عام 1957 بسبب قضية القات.

في 18 سبتمبر 1962م توجه لقمان إلى نيويورك على نفقته الخاصة على اثر سعي بريطانيا لدمج مستعمرة عدن قسراً إلى اتحاد الجنوب العربي فحاول كسب تأييد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للسماح له ليخطب ويشرح قضية عدن ونجح في ذلك وقام بخطبة استمرت أربع ساعات نادى فيها بتصفية قواعد الاحتلال وإعلان الاستقلال.

اعماله الأدبية"
هل هذه قصاصة ورقية ؟
بماذا تقدم الغربيون ؟
رسالة رجب
سعيد (رواية)
الشعب البريطاني
أرض الظاهر
كملا ديفي (رواية)
انتصار الفكر
قصة الدستور اللحجي
عدن تطلب الحكم الذاتي
قصة الثورة اليمنية.
جولة في بلاد الصومال.
وهناك عدد كبير جداً من المقالات والمذكرات التي كان ينشرها تباعاً في صحيفة "فتاة الجزيرة" و"إيدن كرونيكل".
وتوفي في 24 مارس/ آذار من العام 1966 في الأراضي المقدسة في رحلة أداء فريضة الحج ودفن في مقبرة المعلا في مكة .

----------------------------
المصادر: ويكيبيديا +صحيفة الخليج الملحق الثقاقي مقال للدكتور شهاب غانم.


Create Account



Log In Your Account