ذاكرة البُن في يومها العالمي .. الثمرة التي حملت معها اليمن إلى أصقاع العالم
الخميس 03 أكتوبر ,2019 الساعة: 08:46 مساءً
متابعات خاصة

سلطت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، الضوء على البن اليمني وشهرته العالمية بمناسبة اليوم العالمي للبن الذي صادف أمس الأول الثلاثاء.

 

وقالت الوكالة في تقرير لها، إن البن اليمني يكتسب شهرة عالمية بفضل جودته العالية، ويحصد الإشادة كأفضل الأفضل في العالم.

 

وأحتفل العالم بشكل عام واليمنيون بشكل خاص باليوم العالمي للقهوة في يومها العالمي الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام.

 

وذكرت الوكالة أن الرطل الواحد منه يباع بقيمة 240 دولارا، مما يعني أن سعر الكيلو الواحد يساوي حوالي 500 دولار، وأن الطن يصل الى نحو نصف مليون دولار.

 

وأوضحت أنه يتم استيراد البن اليمني عالي الجودة إلى الولايات المتحدة لأول مرة منذ ظهور القهوة المتخصصة.

 

وتعد اليمن الموطن الأصلي للقهوة، والأكثر شهرة في أوروبا، غير أن الحرب أسهمت بشكل غير مباشر في تراجع ترتيب اليمن من قائمة البلدان الأكثر تصديراً للبن.

 

وأكدت "بلومبيرغ" أن تصدير البن إلى الولايات المتحدة الأمريكية جاء بفضل محمصة المشاريع الاجتماعية التي تحولت إلى القهوة، وميناء المخا، والمسمى للميناء في اليمن الذي منه بدأت شحنات القهوة الأولى القادمة عام 1400.

 

ووفقا للتقرير اكتسبت حبوب البن القادمة من اليمن إشادة كأفضل الأفضل في العالم، مع الاعتراف على مستوى الصناعة الذي يجلب عناوين إيجابية لأمة مزقتها الحرب.

 

وقال مختار الخنشلي ، الذي أسس الشركة بعد بناء مهنة في القطاع غير الهادف للربح: "يمكن العثور على تسعين في المائة من القهوة في العالم إلى اليمن".

 

وأضاف: "هناك عدد قليل من المنظمات المختلفة مثل المنظمة العالمية لبحوث القهوة ومعهد جودة القهوة التي أجرت دراسات حول علم الوراثة في القهوة." يقول إنه من أين وجدت كلتا "mocha" و "Arabica" جذورهما.

 

وتشتهر العديد من مناطق اليمن في زراعة وإنتاج حبوب البن أو ما يعرف سابقاً بـ" ( موكا المخا Mocka Coffee) منها، "بني مطر، وآنس، وحراز، وبرع، ويافع" والحيمتين، وخولان، والعديد من الأماكن اليمنية الأخرى، كبني حماد وبعض المناطق في تعز.

 

تشير رواية المؤرخين إلى أن أوائل المستخدمين الذين حولوا استهلاك القهوة لمشروب اجتماعي ضمن عادة منتظمة هم متصوفو اليمن قرابة بداية القرن الخامس عشر، ولقد استخدموها لتنشيط ذهنهم ومساعدتهم على السهر ليلاً لإقامة صلواتهم.

 

وقد أسهمت تجارة البن اليمن قديماً، في هجرة الكثير من اليمنيين إلى أوروبا ودول شرق آسيا، مما ساهم بشكل كبير في الحفاظ على هذا الموروث الزراعي التاريخي بالنسبة لليمن.

 

تفاعل الكتروني

وبالتزامن مع اليوم العالمي للبُن، تفاعل الناشطون اليمنيون مع هذه المناسبة من خلال هاشتاج #البن_اليمني على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بدعم المزارعين والاهتمام بالبُن كمصدر اقتصادي وطني.

 

وفي هذا الجانب، أكد وكيل وزارة الاعلام محمد قيزان ‏‎أن البن اليمني أفضل وأجود أنواع البن بالعالم، وأن القهوة اليمنية مشهورة في شتى الدول.

 

وتابع "يتوجب علينا تشجيع زراعته والاستثمار فيه كمصدر هام لدعم الاقتصاد الوطني".

 

أما الناشط توفيق صالح العمري فقد شدد على ضرورة تشجيع كل مزارع يمني في مجال البن، وتخفيض السعر محليا للاستهلاك الداخلي، حتى يستغني المواطن عن الخارجي.

 

وأضاف "تصدير البن وتسهيل الإجراءات في تصدير البن وبيعه بسعر مناسب، يعود مصلحته على المزارع والجانب الرسمي للبلد"

 

وتفاعلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع المناسبة وغردت في تويتر قائلة: "في يوم القهوة العالمي يدين العالم بالشكر لليمنيّ محب القهوة".

 

وأوضحت "في الصباح يتناول مشروب حبوبها وفي المساء يشرب مغليّ قشورها ويخطط لأفراحه فور موسم حصادها وبكل حب وعطاء للعالم كله قدّمها".

 

تراجع ومنافسة

بالعودة إلى تاريخ البُن اليمني وانتشاره فإن فترة ازدهاره بدأت خلال القرن السابع عشر، حيث زاد التنافس بين الشركات الفرنسية والبريطانية والهولندية على تصنيع وتجارة البن اليمني.

 

 وفي تلك الفترة وصل البُن الى أعلى مستوى انتاج وشهدت موانئ اليمن حركة كبيرة لتجارته.

 

مع بداية القرن الثامن عشر وصل انتاج البن اليمني إلى ما بين 20 – 60 ألف طن في العام، لكن زراعة البن تراجعت منتصف القرن التاسع عشر مع انتشار محاصيل أخرى مثل القات، وفقاً لمنظمة المجتمع العلمي العربي.

 

في أواخر التسعينيات تراوح إنتاج البن بين 6 آلاف و11 ألف طن ليصبح اليمن آخر دولة في قائمة تصدير البن بحسب وزارة الزراعة الامريكية.

 

مع بداية الثورة 2011 وصل انتاج اليمن من البن إلى 18 ألف طن الا ان الاضطرابات التي شهدتها البلاد لم تسمح بتطوير الزراعة واستمرار إنتاجية البن.


Create Account



Log In Your Account