بعد تحقيق أهدافها وتدبير انقلاب ثاني في عدن.. دعوة إماراتية لوقف الحرب في اليمن بماذا رد عليها اليمنيون؟
الثلاثاء 24 سبتمبر ,2019 الساعة: 08:24 مساءً
خاص

حالة من الرفض والسخرية انتابت اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد دعوة أكاديمي إماراتي ومستشار سابق لولي عهد أبو ظبي إلى وقف العمليات العسكرية في اليمن في خطوة أولى لطي صفحة الحرب بشكل نهائي.

 

وقال الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله الذي يوصف بأنه مقرب من ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، على حسابه بموقع "تويتر": "هذا هو الوقت المناسب لكي يبادر التحالف العربي بوقف عملياته العسكرية ويعلن هدنة مؤقتة كخطوة أولى لطي صفحة الحرب في اليمن".

  

وكانت الإمارات قد أعلنت أواخر يوليو سحب قواتها من اليمن، ضمن خطة "إعادة انتشار"؛ لأسباب "استراتيجية وتكتيكية" وفقاً لتصريحات مسؤولين إماراتيين.

 

والإمارات هي ثاني أكبر دولة في تحالف عسكري عربي، تتزعمه السعودية منذ مارس/ آذار 2015، وينفذ عمليات في اليمن، دعمًا للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران.

 

لكن مشاركة الإمارات ضمن التحالف العربي في اليمن ظلت محل غضب واسع لدى اليمنيين بسبب بناء وتسليح تشكيلات مسلحة خارج سيطرة الشرعية، ومنع عودة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ووضع يدها على موانئ ومطارات وجزر ومنشآت حيوية وإبعاد الحكومة الشرعية عنها.

 

وتأتي دعوة الأكاديمي الإماراتي بوقف العمليات العسكرية في اليمن بالتزامن مع "مبادرة سلام" أطلقها الحوثيون الجمعة الفائت، عبر إعلانهم وقف الهجمات على السعوديّة" في انتظار "ردّ التحية بمثلها أو بأحسن منها"، بعد نحو أسبوع على هجمات غير مسبوقة استهدفت شركة "أرامكو" في شرق المملكة.

 

واعتبر كثير من الناشطين والكتاب ، على مواقع التواصل دعوة "عبدالخالق عبدالله" وهو مقرب من دوائر الحكم في أبو ظبي، بأنها دعوة في التوقيت الخطأ فضلاً عن أنها محاولة لتكريس تقسيم اليمن عبر حليفها "المجلس الانتقالي الجنوبي"، في حين رحب آخرون بالدعوة وهؤلاء من مواليين انقلاب الحوثي.

 

وفي سياق عاصفة التعليقات والردود على تغريدة أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، قال الصحفي اليمني همدان العليي، إن الصورة "اتضحت الآن".

 

وأضاف العليي: "يبدو أن هناك تنسيق إيراني إماراتي لتثبيت وجود الحوثيين.. وبهذا تكون الإمارات قد نجحت في صناعة واقع انفصالي في الجنوب، وتسليم الشمال لأدوات إيران".

 

وعلق الناشط فارس جرمل، ساخرا بالقول: ٢٠١٤ كنتم ( الإمارات) وسطاء بين الحوثي والمملكة لقبوله، و 2019 تقومون بدور الوسطاء بين الحوثي والمملكة لتثبيت حكمه بعد أن أنهكتم الشعب اليمني ليقبل بحلولكم.

 

وأضاف: "لم تعرفوا هذا الشعب بعد؛ إنه طائر الفينيق الأسطوري يخرج من بين النار أكثر ألقاً وبهاءً ورونقاً وعنفوان، ولن يقبل بأي حل إلا يمن جمهوري موحد..".

 

أما المحامي محمد المسوري فقد بالقول: "خلاص أنجزتم المهمة وحققتم الهدف الذي سعيتم لتحقيقه".

وأضاف مخاطباً الأكاديمي الإماراتي: "الملاحظ أنك كتبت التغريدة بيد مرتعشة. تطلب وقف العمليات العسكرية. ثم تقول هدنة مؤقتة".

 

واستدرك متسائلاً: "يبدو أنك لم تفهم الرسالة التي وصلتك لكتابة التغريدة؟ فخلطت بين الأمرين".

 

واعتبر الصحفي محمود علوش، دعوة المسؤول الإماراتي السابق أنها تأتي في وقت سيء، مشيراً إلى وقف العمليات العسكرية في هذا التوقيت "ستترك يمنا مهددا بالتقسيم مع حزب الله جديد على الخاصرة الجنوبية للسعودية وسيف إيراني مسلط على رقاب الخليج".

 

وقال: "هذا أسوأ وقت يمكن أن يبادر فيه التحالف لوقف عملياته العسكرية تمهيدا لطي صفحة الحرب".

ولفت علوش إلى أن "التحالف دخل قويا وحقق مكاسب مهمة وخروجه اليوم بهذه الطريقة هو خروج بخسائر تفوق المكاسب".

 

أما فاطمة المنصري فقد ردت على عبدالخالق عبدالله بالقول: "هذا هو مشروع الإمارات الذي تدخلت لأجله تريد إبقاء الحوثي في الشمال ليكون مثل حزب الله اللبناني وعيدروس الذي تدرب في الضاحية الجنوبية ببيروت يكون في الجنوب".

 

من جهته، تساءل الإعلامي طارق فؤاد البنا: "هل لا زالت هناك عمليات عسكرية أصلا؟!" مشيراً إلى أن الإمارات أخرجت التحالف عن مساره.

 

وقال البنا إن العمليات صارت استهداف للجيش الوطني اليمني، ومن الجهة الأخرى استهداف للعمق السعودي والمنشآت النفطية.

 

أما محمد المقالح فقد وصف دعوة الأكاديمي الإماراتي بأنها "ضحك على الدقون".

 

وقال مخاطبا عبدالخالق عبدالله: "سلطتك قالت انها ستنسحب مرات ومرات وطلعت كلها كذبة كبيرة ومحاولة لتفادي غضبنا وما هي الا ايام حتى صرح قرقاشكم اننا باقون حتى انها انقلاب المليشيات".

 

وأضاف هازئا: "ثم من يسمع لك انت في الامارات؟ حمد المزروعي هو من يعبر عن بن زايد لا انت".

 

أما البرلماني السابق الموالي للحوثيين "فيصل أبو راس" فقد رحب بالدعوة قائلاً : "خطوة مطلوبة لا بد من طي الصفحة القاتمة بكل آلامها ولملمة الجراح والتركيز على الجانب الانساني ووضع المعالجات المناسبة والمطلوبة لها".

 

وهو الموقف الذي أكده حسين حازب وهو وزير في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً بالقول : "خطوه مطلوبة ..يعقبها تعويض عادل للأضرار المباشرة وغير المباشرة وجبر الضرر لكل متضرر".


Create Account



Log In Your Account