تحول المزاج الجنوبي ضد الإمارات
الثلاثاء 17 سبتمبر ,2019 الساعة: 09:05 صباحاً

حظيت الإمارات بشعبية طيبة في المحافظات اليمنية المحررة في بداية عاصفة الحزم، ووصل الأمر الى حد التغني بمريم المنصوري التي كانت تقود إحدى طائرات التحالف الحربية، وكان التخوف الشعبي هو من التدخل السعودي بحكم التاريخ السلبي للسعودية في اليمن، وتحديداً دعمها للملكيين عند قيام ثورة 26سبتمبر، واغتيالها للرئيس الحمدي، ودعمها اللامحدود لنظام علي صالح، ولذلك كان هناك نوع من الاطمئنان للإمارات وتواجدها في اليمن، إلا أن ظهور سياسات إمارتية مضادة لعودة الشرعية جعلت هذه الشعبية تتآكل شيئاً فشيئاً حتى وصلت الى ما هو عليه من اعتبار تواجد الإمارات في عدن وغيرها غير شرعي، ومما زاد الطين بلة ضربتها الجوية ضد قوات الجيش الوطني في أبين وتلفيق ادعاءات كاذبة عليه بأنه مجموعات إرهابية شكلت خطراً على تواجد التحالف في عدن، مقتل عدد كبير من أبناء ابين وشبوة وغيرها من محافظات الجنوب اليمني شكل ضربة موجعة للمجلس الانتقالي الذي تدعمه أبو ظبي، حيث أن هذه الضربة حولت الصراع الى صراع وجودي بين محافظات أبين وشبوة من جهة والضالع ولحج من جهة أخرى، أي ان الإمارات أيقظت العصبويات المناطقية في محافظات الجنوب، الشارع الجنوبي بدأ بالتحرك وأصبحت هناك مكونات بارزة تطالب بالكفاح بشتى الوسائل ضد التواجد الإماراتي في الجنوب، وبالذات الحراك الجنوبي الذي يقوده الشخصية الجنوبية البارزة ورائد النضال في الجنوب حسن باعوم، تنامي الغضب الشعبي ضد الإمارات يتصاعد مع كل عمل تقوم به الإمارات يهدد امن اليمن وسلامة أراضيه، ومع كل دعم عسكري تقدمه لميليشياتها في عدن، ومع كل أطماع لها في موانئ وجزر اليمن ، المجلس الإنتقالي يفقد أيضاً شعبيته بسياسات غير راشدة وغير مسئولة تضر بالقضية الجنوبية وتخلق تمزق غير مسبوق في النسيج الاجتماعي الجنوبي، الوزير الميسري كان من الشخصيات المطالبة بفك الارتباط وعودة الدولة الجنوبية، ولكنه بعد ما حدث في عدن تكلم بوضوح ان القضية الجنوبية تم دفنها من قبل المجلس الانتقالي، بالأعمال المناطقية التي قامت بها ميليشيات هذا المجلس واستهدفت أبناء ابين وشبوة على وجه الخصوص، وهذا يظهر بوضوح مدى ما سيحدث في المستقبل من شروخ وتمزق للجنوب اذا ما قرر تقرير مصيره، أبناء حضرموت قالوا في وقت سابق اذا انفصل الجنوب فإن حضرموت ستكون دولة بذاتها، الرأي العام في جنوب اليمن اليوم يتغير وبشكل متسارع فهل تصحو الامارات قبل فوات الأوان وتضطر للخروج من اليمن بأسره مرغمة، لتخرج منه بسجل حافل بالإخفاقات والانتهاكات والاطماع التي لا حد لها، والصحوة هنا تتمثل في تغيير سياستها واحترام سيادة الدولة اليمنية في المناطق المحررة، أو الانسحاب بأقل التكاليف والاعتذار للضحايا وتعويضهم عما اقترفته الامارات وادواتها بحقهم 


Create Account



Log In Your Account