الانتخابات التونسية: نسبة التصويت تتجاوز 16% حتى منتصف النهار
الأحد 15 سبتمبر ,2019 الساعة: 07:12 مساءً

أكدت اللجنة العليا للانتخابات في تونس الأحد أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التونسية تخطت حتى منتصف النهار 16%. كما أكدت اللجنة وجود تفاوت ملحوظ في نسب التصويت تبعا للمناطق.

 

وقالت الهيئة خلال مؤتمر صحافي إن النسبة بلغت 16,3 % قرابة الساعة 13:00 (12:00 ت غ)، أي تجاوزت نسبة التصويت السابقة التي تمت خلال الجولة الأولى من انتخابات 2014، حيث وصلت حينها 12% في الساعة 11:00 (10:00 ت غ).

 

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها بدءا من الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (السابعة ت غ) على أن تغلق في الخامسة مساء بتوقيت غرينيتش في كل الولايات، باستثناء بعض المكاتب التي ستغلق قبل ساعتين لدواع أمنية بسبب وقوعها على الحدود الغربية للبلاد.

 

واصطف العشرات من الناخبين أمام مراكز التصويت لاختيار رئيس جديد سيخلف الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، الذي توفي في 25 يوليو/تموز الماضي عن 92 عاما.

 

نسب التصويت في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية التونسية

وعلق نبيل عزيزي عضو الهيئة المستقلة للانتخابات على النسبة المسجلة، بأنها "ضعيفة"، وعبر عن أمله في "أن تتطور (بحلول) الساعة السادسة مساء"، موعد إغلاق المراكز بالتوقيت المحلي.

 

واصطف العشرات من الناخبين أمام مراكز الاقتراع قبل أن تفتح أبوابها، لاختيار رئيس من بين المرشحين الـ26.

 

حيرة وواجب

وبدت ربح حمدي (60 عاما) حائرة وهي تنتظر دورها للاقتراع، وقالت "لا أعرف بعد من سأختار، جئت لأنه من واجبي ذلك".

 

وبعد ساعتين من بدء عملية الاقتراع كان غالبية الناخبين من كبار السن والكهول، وفقا لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية.

 

ويتساءل عادل التومي الستيني الذي أتى للمشاركة بما وصفه بـ"الاحتفال الوطني وانتصار الديمقراطية"، "أين الشباب؟ هذا وطنهم وهذا مستقبلهم".

 

وتبدو الانتخابات مفتوحة على كل الاحتمالات، الأمر الذي زاد من ضبابية المشهد بين ناخبين لم يكن جزء كبير منهم حسم أمره مع حلول صباح الأحد، وبين مراقبين اختلفت توقعاتهم للنتائج، علما أن القانون كان يحظر نشر نتائج استطلاعات الرأي خلال الحملة الانتخابية.

 

واتسمت الانتخابات في تونس بعد الثورة بالاختلاف في توجهات التصويت. وقد فاز بها الإسلاميون الذين حملوا شعار الدفاع عن مكاسب ثورة 2011، قبل أن يتغير المشهد وتظهر ثنائية قطبية بين الداعمين للإسلاميين والمناهضين لهم في انتخابات 2014 التي فاز بها حزب "نداء تونس" العلماني.

 

وطرح الصراع الانتخابي في 2019 معادلة جديدة تقوم على معطى جديد إثر ظهور مرشحين مناهضين للنظام الحالي، ما أفرز وجوها جديدة استفادت من التجاذبات السياسية.

 

ويشرف على الانتخابات آلاف المراقبين، بمن فيهم مكلفون من قبل هيئة الانتخابات بالإضافة إلى منظمات غير حكومية ونقابية تونسية وأجنبية، منها الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) والاتحاد الأوروبي ومركز "كارتر".

 

السياسة مقابل الاقتصاد

لم تتمكن تونس منذ الثورة من تحقيق نقلة اقتصادية توازي ما تحقق سياسيا. فملف الأزمات الاقتصادية لا يزال يمثل مشكلة أمام الحكومات المتعاقبة، وبخاصة في ما يتعلق بنسب التضخم والبطالة التي دفعت شبابا كثيرين إلى النفور من السياسة.

 

وبلغ تأزم الوضع الاقتصادي ذروته خلال حكومة يوسف الشاهد، الأطول بقاء مقارنة بسابقاتها، ما دفع التونسيين إلى الاحتجاج بشكل متواصل طيلة السنوات الأخيرة، مطالبين بمراجعة السياسات الاقتصادية وتحسين القدرة الشرائية التي تدهورت. في الوقت نفسه، لوحظ تحسن في الوضع الأمني.

 

وأدى الفراغ الذي تركته السلطة في مسألة معالجة الأزمات الاجتماعية، إلى ظهور من يطرح البديل والحلول ويعتمد في ذلك على الاقتراب أكثر من الطبقات المهمشة.

 

"خطر الانحراف"

واشتد التنافس بين المرشحين، خصوصا الذين ينحدرون من العائلة السياسية الوسطية والليبرالية.

 

ورأت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير الخميس أن "حدة الصراع الانتخابي تكشف حيوية ديمقراطية". لكن أشارت في المقابل إلى "خطر الانحراف عن المسار" بسبب "أزمة الثقة" لدى التونسيين تجاه المؤسسات وشراسة التنافس.

 

ويمنح الدستور التونسي صلاحيات تتعلق بالأمن الوطني والدفاع والسياسة الخارجية للرئيس.

 

وتغلق مراكز الاقتراع في الساعة 17:00 ت غ في كل الولايات، باستثناء 245 مركزا ستغلق أبوابها قبل ساعتين لدواع أمنية بسبب وقوعها على الحدود الغربية.

 

ويتولى سبعون ألف رجل أمن تأمين مكاتب الاقتراع ومراكز الفرز، على ما أعلنت وزارة الداخلية السبت.

 

وتشهد تونس انتخابات تشريعية في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ويرجح أن تكون قبل الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في حال عدم فوز مرشح من الدورة الأولى. وبالتالي ستتأثر النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية حتما بنتائج التشريعية.

 

وستجرى عمليات الفرز في كل مكتب اقتراع. وينتظر أن تنشر منظمات غير حكومية ومراكز سبر آراء توقعاتها الأولية ليل الأحد إلى الاثنين، على أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية في 17 أيلول/سبتمبر.

 

المصدر: فرانس24


Create Account



Log In Your Account