الإصلاح... كحالة شعبية مقاومة وعنوان لجبهة وطنية عريضة
الخميس 12 سبتمبر ,2019 الساعة: 11:10 صباحاً

كان تأسيس حزب الإصلاح اهم سمات وملامح مرحلة تأسيس الديمقراطية وترسيخ المسار السياسي في عام ١٩٩٠م على قاعدة إطلاق قدرات الشعب نحو التنمية وحشد المجتمع نحو الإبداع وإخراج أفضل ما لديه ولدى اليمنيين الكثير لو تركوا لشأنهم بعيدا عن إغراقهم في صراعات مدمرة ومشاريع إضعاف الدولة وتمزيق الوطن وخنق الحلم.

وفي كل المحطات النضالية ومنذ تأسيسه، حتى اللحظة، بقى الإصلاح شامخا وصلبا بمرونة فائقة بصورة واحدة وموقف وطني لا يتغير، مقدما التضحيات و التنازلات من أجل المصلحة العليا، متغاضيا بحلم عن الكثير من الظلم والتحامل الذي يوجه له من القريب والبعيد.

ولأن الإصلاح، قوة وطنية أصيلة تستند الى الجماهير متجذرة في عمق الشعب غائرة في قلب التربة اليمنية مؤمنة بمشروع الجمهورية وبناء الدولة، فقد أصبح هدفا لكل خصوم الوطن، لا لشي إلا لأنه الأعمق شعبيا والأوضح والأثبت رؤية ...غير قابل للمساومة أو الإخضاع.

لقد أعتبر الإصلاح من قبل خصوم اليمن، بأنه الرافعة الأبرز شعبيا، بل اعتبره البعض العائق الوحيد أمام مشاريعهم الطامعة في اليمن وخيراته، فقرروا استهداف المشروع الوطني ودولة اليمن من خلال إعلان الحرب على الإصلاح، و استهداف أبرز وأصلب قواه الوطنية، في محاولة لتفتيت القوى وحشر الإصلاح في زاوية لإسقاطه أو بالأدق إسقاط وضرب القضية الوطنية ومشروع الجمهورية والبقية تحصيل حاصل...


لم يقل الإصلاح هذا، فهو ما زال يوكد بأنه جزء من منظومة الشرعية مع كل القوى الوطنية، ولم يقل أصدقاء الإصلاح، وإنما قاله وأكده عمليا، خصوم الوطن وأعداء مشروع الدولة والجمهورية، التي رفعت شماعة الاصلاح، لإسقاط الدولة والجمهورية والجيش، فاسقطوا عمران وضربوا أهم ألوية الجيش، هناك تحت ذريعة إسقاط الإصلاح ودخلوا العاصمة وحزوا رأس الدولة والجمهورية بحثا عن رأس الإصلاح.

في تلك اللحظة بدا الكثير في الداخل والخارج مع كل تناقضاتهم وراء هذه الهجمة فاعلين أو مشاركين أو متفرجين...

انتظروا سقوط الإصلاح فانكشف الغطاء على سقوط الدولة.

ولأنه الإصلاح فكرة ومشروع متماهي مع روح الشعب وقضيته، فقد استمر الإصلاح في نضاله وتضحياته دون عتاب لأحد أو اشتراطات..
.
لم يعد هناك فرق بين الإصلاح والوطن لقد انتقل من حالة الحزب إلى عنوان لحالة وطنية مقاومة وعصية على الكسر أو التذويب.

وفي الوقت الذي ذهب فيه خصوم الدولة اليمنية يطلبون رأس الإصلاح ويحرضون عليه ذهب آخرون يدقون لهم بالطبل والمزمار مرددين برخاوة، أغنية (يامه القمر ع الباب نور قناديله ...أرد عليه الباب ؟ والا اناديله ) 

لقد أثبتت الافعال والزمن أن الإصلاح، لم يعد هنا حزبا، بل حالة وطنية تمثل المشروع الوطني واستعادة الشرعية وتحول إلى حالة معبرة عن مقاومة شعبية وليس مجردحزب ، ليصبح كل من يعمل لمناصرة استعادة الشرعية والجمهورية وإسقاط الإنقلاب ( إصلاح ) أيا كان.

لنجد الرئيس( إصلاح )والحكومة (اصلاح) والجيش(( إصلاح) و الأمن (اصلاح) والوزراء (إصلاح) والإعلاميين المناصرين للشرعية يمنيين أو عرب وأجانب( إصلاح ) وحتى قناة العربية والحدث في لحظة كشفها لحقيقة الإنقلاب في عدن ( إصلاح) واليهودي ( عاموس ال سالم ) إصلاح!

لقد زاد الماء على الطحين واتضح الأمر جليا وتحولت شماعة الإصلاح إلى إدانة تكشف خصوم اليمن و أعداء مشروع استعادة الدولة ومن يناصرهم وتؤكد حقيقة ودور الإصلاح الحزب والحالة الوطنية المقاومة 

وأصبح الكثير من الجهات والأشخاص والكتاب ممن كانت لهم ملاحظات أو خصومة مع الإصلاح الحزب يدركون ان الوطن والقضية تضرب تحت عنوان محاربة (الاصلاح ) 
وأن إسقاط الثور الأبيض هو سقوط للثور الأسود والأبيض وللحضيرة والوادي والدار وما فيه من ماء وطير وهواء وكرامة ووطن.

لقد أدرك جميع الوطنيين هذا الفخ وهذه الحقيقة ولم يبقى سوى المخذولين ممن انحازوا ضد المشروع الوطني في معركة لم يبق لها من ألوان سوى اللون الأبيض والأسود.

والإصلاح وهو يخوض معركته الوطنية بهذه الجسارة والصبر والإعتدال لم يعد له ( رأس) خاص به حتى يطلب، بل أصبح عنوانا لقضية شعب ومعبرة عن معركة تاريخية ووجودية يخوضها اليمنيون دفاعا عن (رأس) الوطن ووجود الدولة، وهو شرف لا يدعيه الإصلاح وسيظل ضمن المصفوفة الوطنية التي تزداد كل يوم في طريقها وضوحا وتمايزا.


تحية للاصلاح، الحزب، في ذكرى تأسيسه
وتعظيم سلام للإصلاح الحالة الوطنية كعنوان لجبهة وطنية عريضة تكافح لاستعادة الوطن دون ألوان أو مسميات..

جبهة وطنية تمثل كل اليمنيين يسميها العدو الإصلاح أو يتخذ لها ماشاء من أسماء وعناوين، فهذا شانه وسيبقى الشعب يدافع عن قضيته بتلاحم شعب حر وكريم..
لأنه يعرف قضيته ويعرف عناوين نضاله وأين يحارب ومع من، بغض النظر عن تسميات الأعداء سواء سموها باسم الرئيس عبد ربه منصور هادي أو باسم الإصلاح أو أي اسم آخر، فإن للوطن عناوين تفرزها التضحيات وتاريخ النضال، والإصلاح أحد أهم وأبرز هذه العناوين العظيمة، التي سيخلدها التاريخ مع تخليده لثورته المنتصرة ونضال أبنائه وملاحم جيشه البطل وشهدائه الأبرار..


Create Account



Log In Your Account