محللون: البيان السعودي الإماراتي تجاهل الحكومة الشرعية ويشرعن لانقلاب عدن
الأحد 08 سبتمبر ,2019 الساعة: 08:31 مساءً
خاص

أثار البيان السعودي الإمارات المشترك، اليوم الأحد، حالة من الاستياء والجدل خصوصا وأنه لم يشي بأي اختراق محوري في الأزمة بين الحكومة الشرعية والانتقالي الجنوبي.

 

وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن السعودية والإمارات عملتا "وبتنسيق وثيق مع مختلف الأطراف على متابعة الالتزام بالتهدئة ووقف إطلاق النار (في عدن) والتهيئة لانطلاق الحوار بشكل بناء يساهم في إنهاء الخلاف ومعالجة آثار الأزمة".

 

وأضاف البيان أنهما ترحبان "باستجابة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لدعوة المملكة للحوار"، وتشددان على "ضرورة استمرار هذه الأجواء الإيجابية والتحلي بروح الأخوة ونبذ الفرقة والانقسام، لما يمثله ذلك من خطوة رئيسية وإيجابية لإنهاء أزمة الأحداث الأخيرة في محافظات (عدن، أبين، شبوة)".

 

وأكد البيان "أهمية التوقف بشكل كامل عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية أو القيام بأي ممارسات أو انتهاكات ضد المكونات الأخرى أو الممتلكات العامة والخاصة" داعياً إلى "العمل بجدية مع اللجنة المشتركة التي شُكلت من التحالف (المملكة والإمارات) والأطراف التي نشبت بينها الفتنة، لمراقبة وتثبيت وقف الأعمال والنشاطات العسكرية وأي نشاطات أخرى تقلق السكينة العامة ووقف التصعيد الإعلامي".

 

وتزامن البيان مع استمرار التحركات العسكرية جنوب اليمن، حيث يواصل ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" والتشكيلات المدعومة إماراتياً، إرسال التعزيزات إلى محافظة أبين، في مقابل تعزيزات لقوات الشرعية وتحرك للحشد في أوساط القبائل التي أكدت تأييدها ووقوفها إلى جانب قوات الجيش معلنة "النفير العام لدعمه".

 

وكانت مصادر محلية تحدثت الأربعاء الفائت، عن وصول قرابة 50 مدرعة إماراتية إلى العاصمة المؤقتة عدن، على متن سفينة، وتم نقلها إلى معسكر تابع للحزام الأمني المدعوم إماراتية في المدينة.

 

ورأى مراقبون سياسيون أن البيان المشترك للسعودية والإمارات كشف مدى اتفاق الدولتين على المساهمة في إبقاء الأزمة اليمنية على ماهي عليه. فضلاً عن تجاهل البيان للموقف الحكومي الذي يشترط المشاركة في أي حوار أو محادثات مع "المجلس الانتقالي" انسحاب مسلحيه من المعسكرات والمقرات الحكومية في عدن.

 

ويرى الباحث والمحلل العسكري اليمني علي الذهب أن بيان السعودية والإمارات يؤكد أنهما متفقتان على الوضع الراهن، وأن "على حكومة هادي القبول به، مع منحها ضمانات تلمع بها موقفها أمام مؤديها".

 

ويقول الذهب في تغريدة على موقع التدوين المصغر "تويتر" إن "الواقع يمنح الطرفين تقاسما متساويا لمكاسب الحرب، وينقل الأحداث إلى ما قبل الخطوة الأخيرة التي ستطوي مرحلة الرئيس هادي".

 

ومن وجهة نظر الذهب فإن تجميد الأزمة وتخديرها بالبيانات "يوفر متسعا من الوقت، لتمكين الانتقالي من بناء دفاع صلب حول مدينة عدن، ونقل المعركة إلى شبوة وأبين وحضرموت".

 

ويتفق مع ذلك الطرح المحلل السياسي محمد العمراني، والذي يرى بأن البيان المشترك يؤكد أن الدولتان تعملان كفريق واحد ويتبادلان الأدوار.

 

ويقول العمراني في مقال على صفحته بالفيس بوك إن: "السعودية تخدم الإمارات وتشرعن لها ما تمارسه من انقلاب وتوجه انفصالي وتدعمها في فرض الأمر الواقع وعدم تحرك الجيش الوطني لاستعادة عدن وأبين من مليشيا الانتقالي".

 

ويشير إلى أن البيان المشترك محاولة لمحو البيان السعودي السابق والذي تضمن نقاط إيجابية يفهم منها وقوف السعودية مع الشرعية ودعمها لها.

 

ويضيف: هذا البيان اهتم بتأكيد وحدة رؤية السعودية والإمارات وعدم وجود أية اختلاف او تباين في الرؤى فيما يخص احداث الانقلاب الإماراتي بعدن وتداعياته.

 

أما الصحفي أحمد بن راشد بن سعيّد فإنه يرى احتواء البيان السعودي الإماراتي الذي صدر اليوم، فيه تعبير "التنظيمات الإرهابية في اليمن" قد يعطي الإمارات "شيكاً مفتوحاً لارتكاب المزيد من المجازر".

وقال في تغريدة على تويتر: "عندما ارتكبت الإمارات مجزرة الجنوب ضد قوات الشرعية مسديةً بذلك يداً بيضاء للحوثي وإيران، زعمت أنها إنما ضربت التنظيمات الإرهابية في اليمن".

 

ويرى المحلل السياسي ياسين التميمي أن الدولتين (السعودية والإمارات) تريدان أن تنصبا نفسيهما كوكيلين لطرفين متصارعين، ما يعني أن تصفية الحسابات بينهما ستتم عبر جولات من الحرب بين الوكيلين دون أن يضطرا إلى هدم تحالفهما.

 

ووصف البيان بـ"الخطير للغاية"، مشيراً إلى أنه يعطل قدرات السلطة الشرعية عن القيام بمهمة استعادة نفوذها، ويمنح الانفصاليين مزية الاتكاء على مكاسبهم العسكرية تماما كما فعل مع الحوثيين.

 

وأكد التميمي أن انقلاب عدن يمكن إنهاؤه بتمكين الشرعية وتعزيز سلطاتها، وهو ما أكد عليه البيان السعودي المنفرد، بينما أكد البيان الأخير المشترك حرص البلدين على تثبيت المكاسب السياسية لهذا الانقلاب، على حد قوله.


Create Account



Log In Your Account