جنون الإمارات في اليمن
الخميس 05 سبتمبر ,2019 الساعة: 07:56 مساءً

ما يحدث في اليمن من تطورات دراماتيكية، عبرت بشكل جلي عن أطماع الإمارات في اليمن، وسعيها الحثيث لتقسيمه، وهو الأمر الذي يتعارض مع مصالح الشعب اليمني شمالاً وجنوبا.
حرصت الإمارات على إنشاء كيانات مسلحة خارج نطاق الشرعية، وسلحت هذه الجماعات بأحدث الأسلحة وكذلك بالمدرعات والدبابات، في حين أن الجيش الوطني، الذي من المفترض أن تدعمه الإمارات والسعودية، يفتقر الى هذه الأسلحة النوعية التي لو كانت في متناوله لقلبت موازين المعارك، ولنجا التحالف العربي من هذا المأزق الذي يعيشه بسبب هذه السياسات الخاطئة.

السياسة الإماراتية التي أقل ما يمكن أن أصفها به أنها سياسات مجنونة، أدت الى تراجع شعبية المجلس الذي أنشأته وسيرت جماعاتها المسلحة في ركابه وفي خدمة الأجندة التي تريد تمريرها عبر المجلس، وهذه القوات .

عندما أعلنت الإمارات إنسحابها التكتيكي من غالبية مواقعها في اليمن، كانت تظن أن جماعاتها المسلحة قادرة على إحكام سيطرتها على المحافظات المحررة بدون مساعدتها، نظراً لعددها الكبير وقوة تسليحها والدعم المالي الكبير الذي يقدم لها، لكنها تفاجأت بما حدث في شبوة وأبين وعدن من سيطرة شبه كلية للجيش الوطني على هذه المحافظات، وكان على وشك القضاء على معظم القوة التي أنشأتها الإمارات، لذلك أصيب قادتها بالجنون وقامت طائراتهم بقصف الجيش الوطني، وارتكبت مجزرة مروعة بحق أبناء الجنوب الذين هم في إطار هذا الجيش من محافظات شبوة وأبين.

كما انها أطلقت العنان لمخزون الأحقاد عند جماعاتها المسلحة وقامت بعمليات ذبح لبعض أفراد الجيش الوطني الجرحى والأسرى في يد جماعات أبو ظبي، هذه الجريمة أيقظت الشارع الجنوبي من سباته، وبينت حجم الإجرام الذي سيرتكب بحق الجنوب وأبناءه لو تسنى لهذه الجماعات ومجلسها الذي شكلته الإمارات أن يحكموا الجنوب.

هشاشة المجلس الإنتقالي وجماعاته المسلحة جعلت الإمارات في حالة بائسة، حتى أنها وصفت الجيش الوطني بالقاعدة وداعش وأنه تابع لحزب الإصلاح ، وهذا أمر يجافي الحقيقة ، صحيح أن هناك من الإصلاحيين في هذا الجيش، لكن هذا الجيش يأتمر بأوامر قيادته العليا ممثلة بالرئيس / عبد ربه منصور هادي، ويدافع هذا الجيش عن مؤسسات الدولة ضد الخارجين عليها.

خلال فترة مضت، كان هناك تعاطفاً مع المجلس الإنتقالي في كثير من المحافظات ، لكن سياساته الخاطئة أفقدته الكثير من هذا التعاطف ، ومهما خرجت من تظاهرات فإن هذه التظاهرات لا تعبر عن الشارع الجنوبي، وإنما هي تظاهرات مدفوعة الأجر من أجل الظهور بمظهر الكيان الذي يحظى بشعبية، كما هو الحاصل في صنعاء والحشود التي يحشدها الحوثي في مهرجاناته ومناسباته.

المجلس الإنتقالي يكرر نفس سياسة الحوثيين عند إنقلابهم على الشرعية في صنعاء، وهذا يعبر عن ضيق في الرؤية وأنه بلا مشروع حقيقي في الجنوب، مجرد كيان يفعل ما يطلب منه.

اليمنيون في الشمال والجنوب لم يصمتوا ودافعوا عن وطنهم في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، أوصلوا صوتهم الى العالم ، وإلى البيت الإماراتي الذي يكاد يتشقق ، أجبروا ضاحي خلفان وزمرته على الصمت، وعلى ما يشبه الإعتذار.

الآن تحاول الإمارات بأي وسيلة أن تحقق بعض المكاسب عن طريق الضغط على الحكومة للدخول في حوار مع المجلس الإنتقالي ينتهي بشراكة الإنتقالي في الحكم دون المساس بجماعاتها المسلحة التي تقول الحكومة انه يجب الاتفاق على دمجها قبل أي حوار مع المجلس الإنتقالي.

الجيش الوطني يتأهب مجدداً لدخول أبين وعدن ، فهل ستكرر الإمارات عدوانها وإجرامها بحق الجيش اليمني أم أنها ستترك الميدان هو من يحدد قوة الجيش الوطني أم جماعاتها المسلحة التي يقودها الإنتقالي ؟

الإمارات في وضع صعب وجنونها سيؤدي بها الى خارج اليمن والى المحاكم الدولية لمحاكمتها على الجرائم التي تتكشف للرأي العام المحلي والدولي في عدن وغيرها من مناطق اليمن.

اليمنيون لديهم تجارب في تاريخهم تنتهي دائماً لصالحهم، وما سميت اليمن بمقبرة الاناظول إلا لبسالة أبنائها في إخراج الاتراك من بلدهم في زمنٍ مضى.


Create Account



Log In Your Account