انسحاب الإمارات من اليمن بداية الانقلاب في عدن
السبت 10 أُغسطس ,2019 الساعة: 11:50 مساءً
الأناضول

نهاية يونيو/ حزيران الماضي، كانت الإمارات وهي القوة الثانية في التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يشن حربا في اليمن منذ مارس/ آذار 2015 تعلن انسحابها، والانتقال إلى استراتيجية "السلام أولا" في البلد المفكك بالحرب.

 

وخرج مسؤول رفيع في حكومة أبوظبي في تصريحات للصحفيين، بأنه "لا يعترينا أي قلق بشأن حدوث فراغ في اليمن لأننا دربنا 90 ألف جندي يمني في المجمل.. هذا أحد نجاحاتنا الكبيرة في اليمن".

 

كانت تلك القوات تدين بالولاء المطلق للإمارات، وبعد شهر واحد كانت قوات الحزام الأمني تسيطر على مدينة عدن بالكامل، بعد 4 أيام من المعارك الضارية ضد القوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

 

تعد قوت الحزام إحدى الفصائل العسكرية التي أنشأتها ومولتها الإمارات منتصف 2016، ويقودها رجل الدين الموالي للإمارات هاني بن بريك والذي يتقلد منصب نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والأخير كيان سياسي أنشأته الإمارات في مايو/ آيار 2017، ينادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله، ويرأسه عيدروس الزُبيدي محافظ عدن المقال.

 

وجاءت سيطرة قوات الحزام على عدن، مع دعوة المجلس الانتقالي، الأربعاء، أنصاره وقواته إلى النفير العام واقتحام قصر معاشيق، وإسقاط الحكومة، متهما قواتها بالإرهاب.

 

* الإمارات متورطة

 

في البدء، كان مراقبون يمنيون يرون أن دعوة الانتقالي إلى اسقاط الحكومة لا تعدوا أن تكون تهديدا سياسيا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول ذلك إلى واقع، فالمدينة شهدت خلال العام الأخير استقرارا كبيرا على جميع الأصعدة.

 

والأهم من ذلك، بدت الإمارات المتحكم الرئيس بقوات الحزام الأمني الموالية لها وكأنها انتهجت خطا مغايرا لما كان عليه في السابق، فأبو ظبي كانت قد وضعت تفاهمات مع الإيرانيين وتستعد لمغادرة اليمن، فيما تصاعدت أصوات إماراتية بضرورة انتهاج سياسة مغايرة في الإقليم.

 

ووفق مصدر حكومي قال للأناضول، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، بأن الرئاسة اليمنية والحكومة كانتا تستبعدان أي مخطط للانقلاب عقب حديث تقارير إعلامية تحدثت بأن ذلك سيجري مع تشييع جنود قتلوا بهجوم أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه.

 

وأضاف "كنا نستبعد حدوث ذلك، ورغم دعوة هاني بن بريك للنفير العام إلا إننا أيضاً كنا نعتقد أن الأمر لا يتجاوز الاستعراض السياسي، خصوصاً مع مقتل الرجل العسكري البارز في قوات الحزام الأمني أبو اليمامة".

 

وقال المصدر إن الإمارات كانت قد أعلنت انسحابها من اليمن، وكانت تظهر إنها لا توافق الانتقالي في اللغة المتحدية والمتشنجة، بينما كانت السعودية تبعث تطمينات للحكومة والرئاسة حيال الوضع.

 

وأشار إلى أن الأحداث كشفت بأن الإمارات دعمت ومولت الانقلاب على الحكومة في عدن، وإن أي آمال معقودة عليها في المستقبل فإنها وهم فقط، قائلاً "لا يستبعد أن تقف الإمارات مع الحوثيين، بالنظر للتفاهمات الأخيرة مع الإيرانيين".

 

* مواقف هادئة

 

حرص المسؤولون الإماراتيون على التعامل بدبلوماسية مع الأحداث في عدن، كما أظهرت التصريحات أبو ظبي بعيدة عن سياق الأحداث، واكتفت بالتعبير عن قلقها إزاء استمرار المواجهات المسلحة التي تجري فى عدن.

 

ودعت الخارجية الإماراتية في بيان نقلته وكالة أنباء البلاد، إلى "حوار مسؤول وجاد من أجل إنهاء الخلافات والعمل على وحدة الصف في هذه المرحلة الدقيقة والحفاظ على الأمن والاستقرار".

 

وأكدت أن "الإمارات شريك فاعل في التحالف العربي والذي تقوده السعودية، تقوم ببذل كافة الجهود للتهدئة وعدم التصعيد في عدن وفي الحث على حشد الجهود تجاه التصدي للانقلاب الحوثي وتداعياته".

 

لكن مصدرا رفيعا في وزارة الداخلية بالحكومة، اشترط عدم ذكر هويته، قال للأناضول إن التصريحات الإماراتية كانت محاولة منها بالظهور وكأنها كانت بعيدة عن سياق الأحداث، وإن قرار الحرب اُتخذ من قِبل هاني بن بريك.

 

ويضيف للأناضول بأن "نائب رئيس المجلس الانتقالي لم يكن قد اتخذ قرار الانقلاب على الحكومة بمعزل عن الإمارات"، لافتا إلى إن "الانتقالي لا يمكن له أن يصدر بيانا اعتياديا دون العودة لحكام أبو ظبي، فما بالك بأن يتخذ قرار الحرب والانقلاب على الحكومة، فالقرار كان إماراتيا".

 

وتابع "كان الدعم والإسناد يأتي من المعسكرات الإماراتية، وخلال المعارك في كريتر كنا قد تقدمنا وسيطرنا على معظم المناطق، لكن الدعم الإماراتي لقوات الحزام بالصواريخ الحرارية والأسلحة الثقيلة والرشاشات رجح الكفة لصالحهم".

 

* التحالف ضالع

 

ويقول مصدر في الرئاسة اليمنية إن الرئيس هادي ومستشاريه يعكفون مع الرياض على دراسة تطورات الأوضاع، بعد أن تورطت الإمارات بصورة واضحة في انقلاب عدن.

 

أما الصحفي مصطفى راجح فأوضح أن انسحاب الإمارات من اليمن كان تمهيدا للانقلاب في عدن، فالانقلاب كان مقرا من أبو ظبي.

 

ومستقبلاً، يرى راجح أن التحالف سيعمل على إبقاء الحكومة الشرعية بشكل صوري، ليستمر في الحرب شرقا باتجاه حضرموت وشبوة والمهرة لإدماجها، وشمالاً لإشغاله بحروبه بهدف ترتيب دولة انفصالية في الجنوب.

 

وأضاف "لا زال مسلسل تقسيم اليمن مستمر بإشراف من لندن وواشنطن".

 

 

 

 


Create Account



Log In Your Account