الأربعاء 03 يوليو ,2019 الساعة: 05:53 مساءً

متابعات
قالت منظمة سام للحقوق والحريات، اليوم الأربعاء، إنها وثقت حالات اعتقال تعسفي وتعذيب جسدي للمرأة اليمنية في فترة الحرب.
وذكرت المنظمة في تقرير لها حمل عنوان "ماذا بقي لنا؟"، أن نساء معتقلات تعرضن للتعذيب الشديد والمعاملة القاسية، مما دفعهن لمحاولة الانتحار في سجون الحوثيين.
وبحسب المنظمة، حوى التقرير شهادات لضحايا وأقارب ضحايا وشهود عيان تحدثوا لسام عن انتهاكات جسيمة تتعرض لها النساء المعتقلات في سجون مليشيا الحوثي، بما في ذلك سجون أقسام الشرطة والنقاط العسكرية.
وقال توفيق الحميدي، رئيس المنظمة "برغم إن النساء في اليمن يحظين بمكانة خاصة، إلا أنهن مع سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء فقدن هذه المكانة، وأصبحن يتعرضن لانتهاكات جسيمة تتنافي مع الأعراف والقيم الإنسانية، ومخالفة لاتفاقية حقوق المرأة، حيث رصد على نطاق واسع معاملة تعسفية من قبل مليشيا الحوثي للمرأة في اليمن".
وقالت "سام" في تقريرها ان الحوثيون شكلوا جهازا أمنيا خاصا بالنساء وظيفته المشاركة في اقتحام المنازل، واعتقال النساء واستدراجهن وجمع معلومات ميدانية عن الخصوم.
وأضافت منظمة سام إنها رصدت مواقع لاعتقال وإخفاء النساء شملت أماكن مهجورة تستخدم للتحقيق والتعذيب النفسي، وبيوت مواطنين تم إجبار أصحابها على تركها، وأقسام شرطة تسيطر عليها مليشيا الحوثي.
وذكرت سام أن نساء معتقلات تعرضن للتعذيب الشديد والمعاملة القاسية، مما دفعهن لمحاولة الانتحار. داعيةً مليشيا الحوثي إلى الإفراج عن جميع النساء السجينات على ذمة قضايا سياسية، والتوقف عن الزج بالمزيد من النساء في السجون، وتحسين ظروف النساء السجينات بينما يتم استكمال إجراءات الإفراج عنهن.
وقالت "سام" إن على مليشيا الحوثي السماح للمنظمات الحقوقية، والنسائية المتخصصة وناشطي حقوق الإنسان بالالتقاء بالنساء في السجون والاطلاع على أوضاعهن، والتوقف عن التشهير بالنساء المعتقلات وحذف الفيديوهات المسيئة إليهن.
كما طالبت السلطات الشرعية بالعمل على تعديل بعض القوانين المجحفة بحق المرأة وعلى رأسها المواد المتعلقة بما يسمى بجرائم الشرف، بما يضمن للمرأة الحفاظ على كرامتها وحقها في الحياة.
أرقام صادمة
وقالت منظمة "سام" إنه منذ سقوط العاصمة صنعاء بيد مليشيا الحوثي حدث تراجع مخيف في مستوى احترام حقوق الانسان في اليمن بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن سياسات "مليشيا الحوثي، والتحالف العربي خلقت وضع معقد للمرأة اليمنية، حيث أجبرت ملايين النساء على أن يعشن واقعا مرا وظروفا قاسية".
وأضافت "سام" أنها سجلت أرقاما صادمة، عن حجم الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة اليمنية، خلال السنوات الأربع، منذ 2014 وحتى نهاية 2018 ، من قتل متعمد وإصابات بالغة بحق المدنيات والناشطات، والتي ترقى لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وبين التقرير أن عدد اليمنيات اللاتي قُتلن خلال الأربع السنوات الماضية بلغ 807، امرأة، سقط العدد الأكبر منهن في مدينة "تعز" بعدد 387 امرأة، تلتها "الحديدة" (86)، عدن (37)، لحج (35)، وصعدة (34).
وتصدرت "مليشيا الحوثي" قائمة الجهات المسئولة عن الانتهاكات الواقعة بحق النساء، حيث قتلت 405نساء بالاشتراك مع قوات الرئيس السابق صالح خلال الفترة التي يغطيها التقرير.
وقال التقرير إن مليشيات الحوثي قتلت وحدها بعد انفصالها عن قوات صالح 117 امرأة، فيما قتلت قوات وطيران التحالف العربي 228 امرأة، وقتلت طائرات بلا طيار أميركية 8 نساء.
وبحسب التقرير فإن اجمالي النساء اللاتي أصيبن بلغ 1633 امرأة، وكان لتعز أيضاً النصيب الأكبر بين جميع محافظات البلاد بعدد (1287) امرأة.
وكان السبب الأكبر لإصابة النساء تعرضهن للشظايا، حيث وصل عددهن إلى 999 امرأة، و415 أخريات أصبن بالرصاص.
وبحسب التقرير فإن العدد الأكبر من الإصابات كان بفعل هجمات مليشيا الحوثي وصالح والتي نتج عنها إصابة 1312 امرأة، أصابت مليشيا الحوثي وحدها 180 أخريات، وأصابت قوات التحالف العربي 114 امرأة.
وفي ختام تقريرها أبدت "سام" استعدادها للتعاون مع أي جهة تحتاج إلى معلومات إضافية أو مساعدة في الوصول إلى الشهود، ودعت لجان التحقيق العاملة في الشأن اليمني بمختلف مستوياتها ومسمياتها إلى إجراء تحقيق في الانتهاكات التي طالت المرأة اليمنية بسبب جنسها.