اللواء 35 والشهيد المغدور محمد العوني
الجمعة 28 يونيو ,2019 الساعة: 10:39 مساءً

إنما إذا ما مت يا أختاه، لا تجعلي أحد القساوسة يتلو علي بعض الترهات، في لحظة لا أستطيع فيها الدفاع عن نفسي.

فريدريك نيتشه

--------------

لا يختلف الأمر كثيرا مع الشهيد محمد العوني أبو"المبروكة" وأول من قاد معركة المرور والزنقل في ال7 من ابريل 2015.

واذا ما عرفنا أن الرجل ذوالقدم الراسخة في اللواء ٣٥ منذ العام 2014 حيث تم تعيين محمد العوني قائدا للكتيبة الـ (62 مد) مدفعية بعد دمج الكتيبة (55) بالكتيبة (62) في معسكر المطار القديم.

 

الكتيبة 55 التي كان معها منذ ال2009ـ في قتال صعده

وإذا ما عرفنا بأن تعيين الحمادي قائدا للواء كان في 2 ابريل والمعركة في المرور والزنقل كانت في 7 ابريل، يتضح للعسكريين بأن الحمادي تعين في فترة اضطرب ورفض ضباط اللواء لتصرفات القائد السابق "معيجر" بتسليم موقع جبل العروس للحوثيين، وكان العوني على رأس الرجال المنحازين لطرف الشرعية وبدأ خطوات المقاومة الفعلية، ويعلم كل ذي عقل، كما يعلم العسكريين، بأن أي قائد لواء لا يمكنه استيعاب وفرض هيبته على القوات قبل مرور أشهر من تعيينه، ويتذكر المتابعون تمرد قادة الألوية وانصياع تابعيهم لأوامرهم حتى في أيام صالح..

 

وللتخلص من تبعية القوات للقادة المألوفين، كان يجري تصفية القادة في الغالب، وكم حدثت من مشاكل في التسليم من القادة السلف للخلف، والتي كانت تستمر أشهر، هذا في أوقات الإستقرار وهناك حكايات لتسليم الحليلي للمعسكر، ويتذكر المتابعون ذلك.

 

من هنا يتضح بأن القائد الجديد والمعين وقت الأحداث، لم يكن الآمر الناهي وإنما صاحب التصريحات وحصاد البطولات في الوقت الذي كان صاحب الطلقة الأولى هو صاحب القدم الراسخة في اللواء بمساعدة القائد الشراجي الذي لا يزال يحترمه ويحترم قيادته أفراد اللواء القدامى ممن يعرفونه، بأنه صاحب الموقف الشجاع والآمر بنشر الدبابات في مفرق المخا وخط تعز وهو ما عجل بإقالته وتعيين معيجر خلفا له.

 

إن الأحداث التالية وقيادة البطل الصنديد الشرعبي محمد العوني، لمعارك المسراخ بخبرته التراكمية من معارك صعدة مع كتيبته 55 مدفعية، حسمت المعارك في المسراخ، فلا أحدا يدعي الخبرة القتالية السابقة مطلقا غير من قاتلوا في صعدةحينها، إذا كان الوحيد الذي قاد معارك حقيقية وكان الآخرون عبارة عن جوقه مؤدين للدان ومقدمي خدمات لوجستية ومتسلقين على جهد الرجل، الخبرة القيادية والقتالية ..

 

قي اليوم التالي و بعد أن فرغ العوني من معركة الأقروض، المسراخ اتجه لمقر اللواء في المطار القديم، فهو يعلم منطقة انتشار اللواء الرسمية، والتي لم تتغير بقرار، بل بمزاج التحالف، حسب الرغبة في تمرير أجندته ولهذا فكل الأعمال التي تمارس غير مشروعة، وعمالة لاتمت للشرعية بصلة، إذ أن نطاق انتشار اللواء 35 رسميا لا يزال غرب مدينة تعز وينتشر من المدخل الغربي وحتى مدينة المخاء الى القرب من مضيق باب المندب.

 

كان القائد العوني مدركا ذلك، وكان يعتزم الإتجاه غربا ومد التحرير باتجاه شرعب، وكان يعمل بصمت لتحقيق أهداف التحرير التي لم ترضي أجندة التحالف، واستقرت في مفصل الرضى لدى معدومي الدور من المتسلقين على منجزات الرجل، رغم أنه لم يكن مهتما بالدعاية قدر الإهتمام بخطوات الميدان والإنجاز.

 

ولأن الرغبة كانت ملحة في التخلص من كاريزما رجل قرار وقائد، ليس هامشيا ولا يمكن إلغاؤه إلا بالتخلص منه، كونه لن يرضى فيما بعد بعداء الحجرية لتعز وبقية المديريات باعتباره ليس حجريا، وفوق ذلك، رجل لبس سهل الإنقياد، فقد تم الخلاص من هذه العقبة فأتيح المجال للبطولات والزعم بأن النصر كان "حجريا" خالصا، نفخا في الهويات الضيقة وإغداق الفواتح على روح الشهيد والترحم عليه، فيما الفرح، عنوان خفي يختلج في نفوس من شكل لهم هذا الرجل عقبة كأداء، ولم يكونوا محتاجين لأكثر من مبرر إنفجار، ليتلوه الإجهاز، على غرار حادثة القائد اليافعي في المخا والحادثة الأخيرة في منصة العند.

 

كانوا مدركين، حنكة العوني الذي أحرز النصر في جبال لم يألفها ورجال حديث عهد بمعرفتهم، فما الذي سيحدث مع عودته باتجاه أرضه، يحفظ تفاصيلها ورجال يعرفهم ويعرفونه.. ؟!

وماذا لو قاد رجال شرعب الأشاوس أسد هصور كالعوني ؟!

 

لا شك كان سيقلب الطاوله وسيحرز تقدم خارج ما يرغبون

 

رحم الله الشهيد محمد العوني ...


Create Account



Log In Your Account