اكتشاف أكبر خزان للمياه العذبة في العالم يكفي لملء مليار حمام سباحة أوليمبي
الخميس 27 يونيو ,2019 الساعة: 08:41 مساءً

إذا غُصْتَ إلى عمقٍ كافٍ قبالة الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة، فستجد شيئاً مفاجئاً تحت المحيط الأطلسي: الماء العذب.

 

خزان مياه جوفية عذبة ضخم، ملاصق لخط الساحل بين ولاية نيوجيرسي وولاية ماساتشوستس، يقبع تحت قاع المحيط حسب تقرير شبكة CNN الأمريكية. يحوي هذا الخزان ما لا يقل عن 2800 كيلومتر مكعب (739 تريليون غالون تقريباً) من المياه. وهو ما يكفي لملء 1.1 مليار حمام سباحة أوليمبي.

 

وهو أكبر خزان معروف للمياه الجوفية على الأرض. لكن الأهم أنه قد توجد خزانات مشابهة من المياه الجوفية حول العالم، وهي مصادر طبيعية محتملة لكوكب يتسم عدد سكانه بالتزايد المطرد.

 

ووفقاً لدراسة نُشرت الأسبوع الماضي بدورية Scientific Reports، فقد حقق هذا الاكتشاف باحثون من جامعة كولومبيا ومؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات فيما كانوا يمسحون قاع البحر قبالة السواحل الشمالية الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية.

 

فمنذ سبعينيات القرن الماضي، كانت شركات النفط العاملة في المنطقة والمنقبة عن النفط تصادف في بعض الأحيان جيوباً من المياه العذبة؛ لكن لم يكن من الواضح مقدار المياه الموجودة بالأسفل.

 

تقول كلوي غوستافسون، طالبة الدكتوراه بجامعة كولومبيا ومؤلفة البحث الرئيسية في بيان لها: «كنا نعلم أن هناك مياهاً عذبة في أماكن متفرقة بالأسفل؛ لكننا لم نكن نعرف حجمها أو أبعادها». وتابعت: «قد يظهر أن هذا مصدر هام في أجزاء أخرى من العالم».

 

تكوّنت بعد العصر الجليدي

في عام 2015، أنزل كيري كي، الجيولوجي بجامعة كولومبيا، وروب إيفانز، الجيولوجي بمؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات، أداة خاصة إلى قاع المحيط بالقرب من ثقوب حفارات البترول القديمة لقياس الحقل الكهرومغناطيسي ورسم خريطة المياه. وبما أن المياه العذبة ليست بموصل جيد للأمواج الكهرومغناطيسية مثل المياه المالحة، فقد لوحظت بسهولة.

 

وقد أظهر بحثهم المياه الجوفية الموجودة على عمق 600 قدم (183 متراً تقريباً) تحت قاع المحيط، وتشغل مسافة تمتد من خط الساحل وتصل حتى 75 ميلاً في الاتجاه المقابل.

 

إذاً كيف وصلت المياه العذبة إلى هذا المكان؟ يتوقع الباحثون أن تكون المياه العذبة في الخزان جليداً ذائباً بعد العصر الجليدي السابق، وأنها حوصرت بين الرواسب التي كانت صخرية. ويعتقدون أيضاً أن الخزان تجري تغذيته من تدفق تحت أرضي قادم من الشاطئ.

 

ويأمل غوستافسون، وكي، وإيفانز في أن يُستخدم بحثهم لتحديد مواقع المياه الجوفية الساحلية الأخرى تحت قاع البحر حول العالم بدقة، وهو ما قد يمثل «مصدراً محتملاً في مناطق تقلصت فيها موارد المياه العذبة على الشاطئ».

 

ولا تزال المياه الموجودة في الخزان الجوفي بحاجة إلى تحلية قبل استخدامها في الشرب؛ لأن المياه مالحة قليلاً بسبب اختلاطها قليلاً مع مياه المحيط المالحة.

 

المصدر: عربي بوست


Create Account



Log In Your Account