إلى المتشككين من معركة تعز الأخيرة..!
الإثنين 12 فبراير ,2018 الساعة: 06:10 مساءً

ليس هناك من هو أكثر حرصاً على أرواح المقاتلين من الجيش نفسه الذي يخوض المعركة، الجنود هم رأس مال القائد ولا يوجد ضابط يفرط بعناصره بملء إرادته، يود قادة العمليات لو يحققوا هدف المعركة دون أن تسقط قطرة دم من أفرادهم؛ لكن طبيعة المعركة تفرض ضريبتها، فيسقط قتلى وذلك أمر يدمي قلوب الجميع؛ 


لكن هناك ما هو أسوأ من جرح الخسارات، وهو أن يأت متبطل مريض يصطاد في الماء العكر ويشكك بأهداف المعركة قائلاً: بأن كل الدماء التي تسيل هي مجرد عبث لا طائل منه، ويذهب أبعد من ذلك حد القول، أن قادة المعارك يهدفون لتصفية جنودهم، دون أن يحدد السبب، هذا قول يجسد ذروة العار لدى قائلة، ومنطق سخيف يكشف لؤم صاحبه وتعامله بخفة مع الأحداث، دون إدراك منه لطبيعة المعركة والتعقيدات التي تحوطها وظروف القتال..!

وبدلاً من أن يوجه المنتقدون سهامهم للعصابة التي فخخت كل شبر في المدينة وجعلت ضريبة المعركة مكلفة، ولغمت الأحياء السكينة، بدلا من هذا، يذهبون لطعن خاصرة الجيش عن طريقة تشكيكهم بنتائج المعارك، ورفع صراخهم على الضحايا، كما لو أن الجيش يلعب شطرنج في المدينة وأن ما يجري مجرد مهزلة لا أكثر، حسناً ، يا عزيزي، أنت الذي تقعد في غرفتك الدافئة وتطلق تهمك السخيفة من خلف الشاشة، تعال هنا، على الأرض؛ كي تستكشف عن قرب طبيعة القتال الذي يجري، والمناطق التي يسقط فيها الضحايا، أما توجيه أصابع الاتهام للجيش، فتلك مهمة المتبطلين اللذين احترفوا تخوين الأخرين دون أن يتذوقوا يوماً جحيم الحرب؛ ليدركوا كمية المخاطر التي يتجرعها المقاتلين كلّ يوم بهدف تخليص المدينة من بقايا العصابات الحوثية التي أعاثت فساداً في الأرض، انزلوا من أبراجكم ثم تحدثوا وانتقدوا من واقع مشاهداتكم؛ كي نحترمكم قليلاً..!

وكي تتضح الصورة أكثر للجميع، وبالتحديد، للمتشكيكين والانتهازيين الذي يسعون لاستثمار تداعيات المعركة، لهؤلاء وهؤلاء نقول: قد تكون المعركة بطيئة ، نعم، ولو تساءلتم لأدركتم السبب، قبل أن تسارعوا لاطلاق تهمكم المشبوهة، وأما السبب يتمثل، في أن أغلب مناطق القتال التي ما زالت تحت سيطرة المليشيات، ملغّمة، إلى جانب عدم توفر كاسحات ألغام؛ فضلاً عن صعوبة عملها في الأحياء السكينة، إلى جانب أن المعركة الأخيرة انطلقت، بجهود ذاتية وبامكانات الجيش المحدودة، وتمثل الدعم الخارجي بقليل من الدعم المادي وتغطية الطيران فقط ، دون إسناد على الأرض، 

أضف لما سبق، أن طبيعة المعركة الهجومية بما يصاحبها من استبسال؛ تفرض ارتفاع الكلفة البشرية، كون العدو يكون في حالة تمترس ويتمكن من إيقاع خسارة كبيرة بالطرف المهاجم، وهذا ما يفسر الارتفاع النسبي لضحايا الجيش والمقاومة، ولا يعني ذلك مطلقاً أن الجيش يتحرك دون خطط عملياتية، كما يحلو للبعض الترويج لهذه التهمة المضحكة، فما من معركة ولا هجوم يحدث دون تخطيط مسبق، إلا في عقول المتشككين والمرضى فذلك احتمال وارد، ويا لها من مسخرة مكشوفة للجميع..!

ومع كل ما سبق من تعقيدات عسكرية على أكثر من صعيد، إلا أن إنجازات الجيش لا ينكرها إلا جاحد مملوءة عينه بالحقد، كي نجلي الصورة أكثر نذكركم، بما أنجزه الجيش مذ أعلن المعركة: 

السيطرة على كامل منطقة " أبعر" وسائلة أبعر وقرية اللصب ومدرسة أبعد 
و تحرير كامل منطقة "الجيرات" ومنطقة الصرمين ومدرسة الصرمين ..في شرق صبر 

تحرير جبال الكريفات الاستراتيجي وكذا قلعة اللوزم المطل على جبل السلال والجعشة وخط الحوبان .. شرق المدينة

تحرير مزارع البيضاني في الدبح ومنطقة الخور في الربيعي و السيطرة على عدد من التباب والمواقع جوار جبل المنعم الاستراتيجي المطل على الربيعي .. كل هذا في الجبهة الغربية للمدينة

السيطرة على عدد من المواقع في جبهة العنين بجبل حبشي، غربي تعز 
وكذلك تحرير جبل "حيد الحمام" الاستراتيجي بجبهة مقبنة، غربي تعز أيضاً
تحرير أجزاء واسعة من مديرية الصلو جنوب المحافظة، وما زالت المعارك جارية لاستكمال تحريرها.

هذه تقريباً أغلب المواقع التي تم تحريرها مذ أعلنت المعركة، وهي بالمناسبة إنجازات كبيرة وغير متوقعة قياساً لامكانيات المعركة، إلا أن المصابين بغاشية أنى لهم أن يقدروا كلّ هذا الثمن، ويحلو لهم كما كلّ مرة، نشر الأباطيل ضد الجيش لخلخلة الولاء الشعبي له في أذهان الناس؛ لكنٰ الحقيقية ساطعة أمام الجميع ولا يمكن تغطية عين الشمس بغربال، ولم يعد أحد بإمكانه استغفال الناس والتضليل على حقيقة ما يدور..!

*المقال خاص بموقع الحرف28


Create Account



Log In Your Account