قلق دولي بعد استهداف ناقلتي نفط في خليج عُمان

وكالات

توالت ردود الفعل الدولية المنددة في أعقاب تعرض ناقلتي نفط لهجوم في خليج عُمان، اليوم الخميس، وفي حين دعت كل من فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، طالبت روسيا بعدم التعجل في تحميل إيران المسؤولية، فيما وصفت إيران الحادث بـ"المثير للشبهات".

وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية إن لندن على علم بتقارير عن استهداف ناقلتين بـ"هجمات مريبة" في خليج عمان، مضيفاً أنها تسعى للوقوف على حقيقة ما حدث على وجه السرعة.

وأعربت السلطات الإيرانية عن قلقها من استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان، داعية إلى حوار بين دول المنطقة لضمان استقرارها وأمن ممراتها الاستراتيجية.

وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن الأمن في الخليج في غاية الأهمية بالنسبة لإيران.

وذكر روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، أن "الأمن مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لإيران في منطقة الخليج الفارسي (العربي) الحساسة والشرق الأوسط وآسيا والعالم بأسره. نحاول دوماً تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".

بدوره، وصف وزير الخارجية محمد جواد ظريف الحادث بأنه "مثير للشبهات"، مؤكداً أنه "لا يكفي القول إن هذه الأحداث مشكوك في أمرها، فالضرورة تستدعي إنشاء منتدى الحوار الإقليمي الذي اقترحته إيران".

وقال ظريف في تغريدة عبر "تويتر" إن "الهجمات التي وقعت ضد ناقلات النفط اليابانية جاءت في وقت كان يجري رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي حوارات صداقة واسعة مع آية الله خامنئي". ولم يخض ظريف في التفاصيل.

وكان توقيت الهجوم الذي تم الإبلاغ عنه، اليوم الخميس، حساساً على نحو خاص، إذ يأتي في وقت يتواجد رئيس الوزراء الياباني في طهران، والذي يقود وساطة لاحتواء التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران.

ويقوم آبي بزيارة إلى طهران منذ يوم أمس في مسعى لتهدئة التوتر القائم بين الطرفين منذ أشهر على خلفية تشديد العقوبات الأميركية على إيران، والذي يخشى من تداعياته في المنطقة الغنية بالنفط.

من جهته، أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في تغريدة عبر "تويتر" عن قلق بلاده من الهجمات على ناقلتي النفط في خليج عمان، معتبراً أنها تستهدف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف التوترات في المنطقة وتهدئة أوضاعها، مشيرا إلى أن إيران "تدعم التعاون والحوار في المنطقة".

كما حذر الناطق باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، دول المنطقة "من الوقوع في فخ المنتفعين من عدم الاستقرار في المنطقة"، معلناً عن استعداد إيران "للتعاون الأمني الإقليمي لضمان أمن المنطقة، بما فيها الممرات الاستراتيجية".

الولايات المتحدة تواصل تقييم الموقف

من جانبها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إنه تم إطلاع الرئيس دونالد ترامب "على الهجوم على الناقلتين في خليج عمان. الحكومة الأميركية تقدم المساعدة وستواصل تقييم الموقف".

في حين قال مسؤول أميركي لـ(CBS) إنه "من المرجح جدًا" أن تكون إيران مسؤولة عن الهجوم على ناقلتي النفط بخليج عمان.

الاتحاد الأوروبي يدعو لضبط النفس

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، اليوم الخميس، إلى تفادي "الاستفزازات" في المنطقة.

وقالت المتحدثة باسمها "لا تحتاج المنطقة إلى أسباب جديدة مزعزعة للاستقرار ومسببة للتوتر، وبالتالي تجدد الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي دعوتها لأقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي استفزاز".

كذلك دعت فرنسا إلى أقصى درجات ضبط النفس، مطالبةً في الوقت نفسه جميع الأطراف بتهدئة التوتر، مشددة على ضرورة احترام حرية الملاحة في مياه الخليج.

روسيا تدعو لعدم التعجل في اتهام طهران

في المقابل، دعت روسيا إلى عدم عدم التعجل في تحميل إيران المسؤولية عما يشتبه بأنه هجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله، اليوم الخميس، إن على الجميع عدم التعجل في تحميل إيران المسؤولية. مضيفا أنه ينبغي عدم استغلال الواقعة في تأجيج التوتر مع طهران.

إلى ذلك، أعربت الخارجية الألماني عن قلقها، قائلة إن "التقارير عن تعرض ناقلتي نفط لهجوم في خليج عمان تبعث على القلق ويجب التأكد منها".

غوتيريس لمجلس الأمن: العالم لا يتحمل مواجهة

من جهة ثانية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنّ "العالم لا يتحمل مواجهة في منطقة الخليج".

جاء ذلك في جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، برئاسة وزير خارجية الكويت صباح خالد الحمد، ومشاركة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

وأضاف غوتيريس، "إنني قلق للغاية وأدين بقوة الهجوم على ناقلتي نفط بالقرب من مضيق هرمز".

وقال غوتيريس "يجب إجلاء الحقائق وتحديد المسؤوليات لأنه إذا حدث شيء فلن يتحمل العالم مواجهة كبرى في الخليج".

وقال ديبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي يناقش اليوم الوضع في الخليج، بناء على طلب الولايات المتحدة.

وقد أبلغ القائم بأعمال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن بأن "من غير المقبول أن يهاجم أي طرف سفناً تجارية".

وقال: "الحكومة الأميركية على استعداد لتقديم المساعدة (في التحقيق) في الهجوم، وتواصل تقييم الوضع".

مخاوف متنامية على السفن بمضيق هرمز 

وقالت "رابطة ناقلات النفط" (إنترتانكو) إن هناك مخاوف متنامية بشأن سلامة السفن وأطقمها المبحرة عبر مضيق هرمز بعد تعرض سفينتين لهجمات في خليج عمان.

وقال رئيس مجلس إدارة إنترتانكو، باولو داميكو، في بيان: "عقب هجومين على سفينتي أعضاء هذا الصباح، يساورني قلق شديد بشأن سلامة أطقمنا عبر مضيق هرمز".

وأضاف "نحتاج إلى أن نتذكر أن نحو 30 بالمئة من النفط الخام (المنقول بحراً) في العالم يمر بالمضائق. إذا أصبحت المناطق البحرية غير آمنة، فإن الإمدادات للعالم الغربي بأكمله قد تتعرض للتهديد".

وتمثل رابطة إنترتانكو الجزء الأكبر من أسطول الناقلات المستقلة في العالم.

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الكويتية عن شركة ناقلات النفط الكويتية التي تديرها الحكومة قولها إن ناقلاتها تسير بشكل طبيعي بعد هجمات على ناقلتين في خليج عمان.

شحنة مرتبطة باليابان

وقال وزير التجارة والصناعة الياباني، هيروشيغ سيكو، إن الناقلتين اللتين تعرضتا للهجوم قرب مضيق هرمز كانتا تحملان شحنة "مرتبطة باليابان"، مضيفا أن جميع أفراد الطاقم بأمان.

وذكر أن الحكومة أنشأت فرقة عمل، وأبلغت القائمين على صناعة الشحن باتخاذ الاحتياطات.

المصدر: رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس