ماذا وراء جلبة استقالة وزير الخارجية اليماني؟  (تقرير)
الإثنين 10 يونيو ,2019 الساعة: 10:58 مساءً
خاص

أثارت استقالة وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، اليوم الاثنين، من منصبه بشكل "مفاجئ" وذلك بعد عام واحد على تعيينه في هذا المنصب، جدلا في أوساط اليمنيين.

 

وفي وقت سابق اليوم، قالت قناة "العربية" السعودية نقلا عن مراسلها في نيويورك، إن اليماني قدم اليوم استقالته، دون التطرق إلى الأسباب.

وحتى مساء اليوم لم تعلق الحكومة أو الرئاسة على استقالة اليماني بَعد.

 

وأكدت مصادر دبلوماسية يمنية استقالة اليماني.

وقالت لـ " الحرف 28" إن اتصالات الرئاسة اليمنية بالوزير المستقيل مقطوعة وانه مختفي و لا تعرف له وجهة منذ 3 أيام.

 

واوضحت المصادر أن الوزير لجأ لتسريب الاستقالة عندما علم أن الرئيس اليمني المقيم في الرياض عبدربه منصور هادي يعكف على اختيار بديل لليماني بعد أن حسم أمر تغييره.

 

ووصفت المصادر خطوة الوزير المستقيل بـ "الهروب الى الأمام"، عندما قرر تسريب خبر استقالته عبر صديقه الشخصي طلال الحاج مراسل قناة العربية الحدث في نيويورك، قبل اعلان تغييره.

 

وفي مايو/أيار 2018 أصدر هادي قرارا بتعيين السفير خالد اليماني وزيرا للخارجية بدلا من عبد الملك المخلافي الذي تقرر تعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية. وقبل ذلك عُين اليماني مندوبا دائما لليمن في الأمم المتحدة منذ ديسمبر/كانون الأول 2014.

 

كما ترأس اليماني وفد الحكومة الشرعية في مشاورات السويد في ديسمبر/كانون الأول الماضي التي أفضت إلى توقيع اتفاق مع الحوثيين، اعتبره كثيرون مكسبا للحوثيين وانتكاسة للشرعية.

 

وتضاعفت خيبة الأمل عندما شرعت بعثة الأمم المتحدة عبر البريطاني مارتن غريفيث بتطبيق اتفاق ستوكهولم بعد مماطلة الحوثيين طيلة 6 أشهر، ليتبين تواطوء الامم المتحدة وانحيازها للحوثيين والتغطية على ماوصفتها الحكومة الشرعية مسرحية انسحاب الحوثيين من مينائي رأس عيسى والصليف، ليشتعل غضب اليمنيين فطالبوا باقالة اليماني..

 

وتؤكد مصادر دبلوماسية إن استقالة اليماني، جاءت استباقا لخطوة اقالته، عندما علم بحسم الرئيس اليمني قرار استبداله.

 

والمؤكد أن أداء الوزير سببا للتغيير والاستقالة، لا سيما المتعلق باتفاق ستوكهولم وصمته حيال التلاعب بتنفيذ الاتفاق والدور غير النزيه للمبعوث الأممي البريطاني مارتن غريفيث".

 

مصادر حكومية أخرى أرجعت أسباب استقالة وزير الخارجية إلى " خلافات داخل مؤسسة الشرعية حول التعاطي السياسي والدبلوماسي مع غريفيث"، وفقاً لصحيفة إندبندنت عربية السعودية.

 

وتأتي هذه التطورات وسط أجواء من التوتر بين الحكومة الشرعية والمبعوث الأممي مارتن غريفيث، بينما تسعى الأمم المتحدة لحل الخلاف بين الحكومة والمبعوث الأممي.

 

ومن المقرر أن تصل اليوم الاثنين مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو إلى الرياض لبحث الوضع في اليمن، في زيارة تستغرق يومين (الإثنين والثلاثاء) وتأتي بعد الانتقادات الحادّة التي وجّهها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى المبعوث الأممي إلى بلاده.

 

وقالت الأمم المتحدة في بيان لها يوم الجمعة الفائت، إنّ ديكارلو ستلتقي خلال زيارتها إلى الرياض "مسؤولين سعوديين ويمنيين لمناقشة قضايا السلام والأمن الإقليميين، بما في ذلك الوضع في اليمن".

 

وتأتي زيارة ديكارلو إلى الرياض بعد ثلاثة أسابيع من اتّهام الرئيس اليمني مبعوث المنظمة الدولية إلى بلاده مارتن غريفيث بالانحياز للمتمرّدين الحوثيين، وذلك في رسالة أرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

 

وقال هادي في رسالة أرسلها لغوتيريش في 22 مايو (أيار) إنّ غريفيث "عمل على توفير الضمانات للميليشيات الحوثية للبقاء في الحديدة وموانئها تحت مظلّة الأمم المتحدة".

 

المحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، اعتبر استقالة وزير الخارجية خالد اليماني أنها "من الأمور التي لا يجد لها المرء تفسيرا منطقيا" متهماً الحكومة والرئيس هادي بتضييق أداء وزير الخارجية.

 

وقال التميمي: "الشرعية بمختلف مستوياتها لا تتمتع باي فعالية، فلماذا يضيق الرئيس هادي باداء وزير خارجيته؟".

 

وبحسب التميمي فإن استقالة اليماني "تعبير عن ضيق الوزير من خذلان الرئيس، وحفظا لماء الوجه وتجنبا لقرار محتمل بالإقالة". مشيراً إلى الاستقالة جاءت بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء معين عبدالملك إلى دولة الإمارات للمرة الأولى منذ تعيينه.

 

وقال التميمي في منشور على صفحته بالفيسبوك: "تخيلوا ان رئيس الوزراء سيبدأ اليوم زيارة الى ابوظبي بدون وزير الخارجية، ربما تكون هذه واحدة من الأسباب".

 

وأضاف: "لأن زيارة كهذه تقدم دليلا عمليا على منهج رئيس الوزراء الذي لا يتدخل في السياسة، وبمستوى اخطر تعطي انطباعا بان رئيس الوزراء في غياب المسؤولين عن إدارة العلاقات الخارجية، يبدو كما لو كان رئيس اقليم ذهب الى المركز(ابوظبي) لمناقشة الاحتياجات الخدمية للإقليم الذي يتولى ادارته تحت إشراف الثكنة العسكرية الإماراتية" حد تعبيره.

 

وعلق المحلل السياسي عبدالقادر الجنيد على أنباء استقالة اليماني بالقول: "كل مسؤول في اليمن، جزيرة معزولة يفكر وحده ولنفسه وبنفسه".

 

وأضاف في منشور على صفحته بالفيسبوك: "لا أحد يشعر بأن هناك قيادة تقرر وتتمنع وتمنع وتمتنع وتحجب وتمنح. ولا نشعر بأننا نتقدم إلى الأمام".

 

وتابع قائلاً: "لا نرى الطريق الذي نسير عليه، فهي شبكة طرق متشعبة لا نعرف أي منها مسدود ولا أي منها بلا نهاية".

 

ويرى الناشط السياسي اليمني المقيم في أمريكا عبدالرب اليافعي أن من أسباب إستقالة وزير الخارجية اليمني خالد اليماني هو "الدور البريطاني للمبعوث الأممي جريفث بشأن إتفاق الحديدة".

 

وأشار اليافعي في تغريدة على موقع التدوين المصغر "تويتر" إلى أن بريطانيا تصر على دعمه ( المبعوث الأممي) رغم إنحيازه الواضح للحوثيين ورفض الحكومة الشرعية والذي يسعى اليوم لإصدار قرار أممي بشأن إتفاق الحديدة.

 

أما الناشط رماح الجبري يرى استقالة وزير اليماني "خطوة جيدة"

 

وقال الجبري في منشور على موقع فيس بوك "الأهم اليوم أن يتشاور الرئيس مع مستشاريه والقيادات الوطنية في

المناسبة لمنصب وزير الخارجية لكي لا تنكب الشرعية مرة أخرى بعد نكبة خالد اليماني" – حد تعبيره.


Create Account



Log In Your Account